صورة القدس في نظر الجمهور اليهودي في إسرائيل

كتب سعيد عياش:

تحتفل إسرائيل يوم الأربعاء (16/5/2007) بما تسميه "يوم القدس"، والذي ضمت فيه إليها رسمياً وقانونياً الشطر الشرقي من مدينة القدس، وذلك وفقاً لتقويمها العبري (حسب التقويم الميلادي في 28 حزيران 1968) عقب حرب العام 1967 واحتلالها لما تبقى من الأراضي الفلسطينية، في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وبهذه "المناسبة" أصدر معهد أبحاث إسرائيلي (معهد القدس للدراسات الإسرائيلية) مختص بوضع وإعداد دراسات وتصورات وبدائل إستراتيجية حول وضع المدينة المقدسة، تقريراً خاصاً ضمَّنه معطيات استطلاع أجري حديثاً لحسابه في صفوف الجمهور اليهودي، تعكس مواقف مجمل الإسرائيليين إزاء جملة من القضايا والأوضاع المتعلقة بالمدينة ومستقبلها.

وأظهر الاستطلاع الذي أجري بمناسبة ما وصفه المعهد "مرور أربعين عاماً على توحيد المدينة" أن 62% من الجمهور اليهودي يعتقدون أن الاستيطان اليهودي في "معاليه أدوميم" (كبرى المستوطنات اليهودية إلى الشرق من مدينة القدس المحتلة) وفي منطقة "غوش- كفر- عصيون" (جنوب القدس) يساهم في "مناعة" مدينة القدس التي تعتبرها إسرائيل "عاصمتها الأبدية". مع ذلك فإن 57% من مجموع الذين شملهم الاستطلاع مستعدون لـ "تقديم تنازلات في القدس في إطار سلام حقيقي مع الفلسطينيين".

ويتفحص الاستطلاع، الذي يجريه "معهد القدس" سنوياً، "مكانة وأهمية القدس كمكون في المناعة القومية الإسرائيلية" و"صورة المدينة في نظر الجمهور اليهودي في البلاد" حسبما ذكر في تقرير المعهد ذي الميول اليمينية.

وأورد التقرير مقارنة بين استطلاعه الحالي (للعام 2007) واستطلاع مشابه أجراه في العام الماضي (2006) شفت عن المعطيات التالية:
•تعتقد أكثرية حاسمة من الجمهور اليهودي (92%) أن من المهم أو المهم جداً أن تتوفر أكثرية يهودية كبيرة في القدس (مقارنة مع 95% في العام 2006).
•81% يعتقدون أن القدس المستندة إلى أغلبية يهودية واضحة تساهم في المناعة القومية لدولة إسرائيل (مقابل 77% في العام 2006).
•62% يعتقدون أن الاستيطان اليهودي في "معاليه أدوميم" و"غوش عتصيون" يساهم في مناعة القدس.
•يوجد استعداد ملموس لدى الجمهور الإسرائيلي لتقديم تنازلات في نطاق سلام حقيقي مع الفلسطينيين. فقد أبدى 58% من الذين شملهم الاستطلاع الحالي (2007) استعدادهم لتقديم تنازلات، مقابل 63% في العام السابق. وقد أبدى المتدينون والتقليديون اليهود استعداداً أقل من العلمانيين في هذا الخصوص.


•16% فقط يؤمنون بإمكانية التوصل إلى سلام حقيقي مع الفلسطينيين (مقابل 20% في العام السابق) وقد لوحظ تغيير كبير جداً (نحو التطرف) في صفوف العلمانيين، إذ أن 21% منهم فقط يؤمنون بإمكانية التوصل لسلام حقيقي مع الفلسطينيين مقابل 31% في السنة السابقة.

وأورد المعهد في سياق هذا التقرير معطيات ساقها في جداول، تشير إلى مواقف الجمهور اليهودي من مجموعة من القضايا المتعلقة بمدينة القدس ومستقبلها ومدى استعدادهم للقبول بتسويات سياسية مع الفلسطينيين تتضمن من وجهة نظرهم "تنازلات" إسرائيلية، وذلك على النحو التالي:

الاستعداد لتقديم تنازلات في القدس من أجل التوصل إلى تسوية سلمية



متدينون

تقليديون

علمانيون

المجموع

2006

2007

2006

2007

2006

2007

2006

2007

مستعدون لتقديم تنازلات معينة في القدس

37%

24%

57%

58%

79%

76%

63%

57%

مستعدون للتنازل عن الحي اليهودي (ولكن ليس عن "حائط المبكى")

3%

0%

2%

1%

10%

8%

5%

4%

مستعدون للتنازل عن "حائط المبكى" (بالإضافة إلى الحي اليهودي)

2%

0%

1%

7%

6%

18%

3%

11%

غير مستعدين لأي تنازل في القدس



63%

76%

43%

42%

21%

24%

37%

43%

المجموع

100%

100%

100%

100%

100%

100%

100%

100%

إمكانية التوصل إلى سلام حقيقي مع الفلسطينيين



متدينون

تقليديون

علمانيون

المجموع

2006

2007

2006

2007

2006

2007

2006

2007

يؤمنون بإمكانية التوصل إلى سلام حقيقي مع الفلسطينيين

10%

7%

13%

18%

31%

21%

20%

16%

لا يؤمنون بإمكانية التوصل إلى سلام حقيقي مع الفلسطينيين

84%

94%

85%

82%

64%

79%

76%

84%

يأملون بإمكانية التوصل إلى سلام



6%

...

3%

...

5%

...

4%

...

المجموع

100%

100%

100%

100%

100%

100%

100%

100%

صورة القدس



2006

2007

هل يصح القول إن ....

المجموع- %

المجموع- %

سكان القدس- %

باقي سكان إسرائيل- %

القدس هي أجمل المدن في إسرائيل

72

71

81

68

القدس هي مدينة السكن فيها مخيف

24

24

17

26

القدس مدينة قذرة

31

35

52

30

نوعية الحياة في القدس متدنية

18

24

32

21

لا يوجد في القدس أماكن ترفيه

16

10

8

10

القدس مدينة فقيرة

43

48

47

48

القدس أصبحت أكثر مدينة متدينين- حريديم

64

62

54

65

القدس مدينة لا توجد فيها نشاطات ثقافية كثيرة

6

4

3

5

القدس هي مركز الشعب اليهودي

92

84

82

85

زيارة القدس تنطوي على خطورة

13

12

5

15

توقعات تُحذِّر من فقدان الأغلبية اليهودية في القدس

وكرر "معهد القدس للدراسات الإسرائيلية" في تقريره الحالي توقعات خبرائه، المستندة إلى معطيات ديمغرافية حديثة جمعها المعهد حول القدس، والتي تُحذِّر من "خطر فقدان الأغلبية اليهودية في القدس" خلال عشرة أو عشرين عاماً إذا استمرت المؤشرات والاتجاهات الديمغرافية الحالية في المدينة. وكان باحثو المعهد قد حذروا في مؤتمر عقدوه في شهر آذار الماضي (2007) تحت عنوان "سكان القدس .. إلى أين؟" من أن "الأغلبية اليهودية في القدس تشهد منذ سنوات عديدة انحساراً متزايداً" وأشاروا في هذا السياق إلى أن "وتيرة نمو السكان العرب في القدس تفوق مرتين وتيرة نمو السكان اليهود في المدينة".

وطبقاً لمعطيات حديثة عرضها خبراء المعهد في بداية المؤتمر فإن تعداد سكان القدس (بشطريها) يبلغ حالياً نحو 720 ألف نسمة، منهم 66% يهود (475100) و 34% عرب (245 ألفًا). وحذر خبراء المعهد من أن هذا الفارق سيتقلص- حسب التوقعات الديمغرافية التي يحرصون على تكرارها في كل مناسبة- حتى العام 2020 إلى 60% يهود مقابل 40% عرب.

وتشير معطيات جمعت وأعدت في المعهد ذاته، إلى أن عدد سكان القدس بلغ في نهاية العام 1967 حوالي 266 ألف نسمة، وأن هذا العدد نما منذ ذلك الوقت بوتيرة سريعة، إذ ازداد عدد سكان المدينة بشطريها في نهاية العام 2005 بنسبة 170%، ليصل إلى قرابة 720 ألف نسمة. في غضون العقود الأربعة المنصرمة منذ العام 1967، ازداد عدد السكان العرب- حسب تقارير المعهد ذاته- بوتيرة سريعة أكثر من السكان اليهود. فقد ازداد عدد السكان اليهود من 197700 نسمة في العام 1967 إلى 475100 نسمة في العام 2005، فيما ازداد عدد السكان العرب من 68600 نسمة العام 1967 إلى 244800 نسمة في العام 2005. وقد ازداد عدد السكان اليهود خلال هذه الفترة بنسبة 140% بينما ازداد عدد السكان العرب بنسبة 257% ... ورأى خبراء المعهد أن وتيرة النمو البطيئة نسبياً لدى السكان اليهود أدت إلى انخفاض نسبتهم في المدينة من 74% العام 1967 إلى 66% العام 2005. في المقابل ارتفعت نسبة السكان العرب من 26% العام 1967 إلى 34% العام 2005.

ووفقاً لتوقعات خبراء المعهد، ففي حال استمرت هذه الاتجاهات الديمغرافية فإن عدد سكان القدس سيبلغ في العام 2020 حوالي 959 ألف نسمة، ستنخفض نسبة اليهود بينهم إلى 60% مقابل نسبة 40% من العرب.