المجتمع الإسرائيلي في وضع انحلال أخلاقي واجتماعي وسياسي

الناشطة السياسية شولاميت ألوني تجاوزت السبعين من عمرها غير أنها لا تزال تنشط بقوة في مجال حقوق الإنسان ونصرة الحقوق الفلسطينية. في بداية طريقها تجندت كشابة ضمن صفوف القوى الضاربة التابعة للهجاناه ("البلماح") عشية النكبة، لكنها اليوم تغرد بعيدا عن سرب الأحزاب الصهيونية إلى حد أنها باتت تشعر بالعزلة والضيق. كعادتها ظلت شجاعة وتمتاز بحدة لسانها الذي تستله كلما تنبري لتوصيف الوجه القبيح للدولة العبرية فتقدم آراءها بجرأة منقطعة النظير، قلبها ولسانها سيان، ما تسبب لها بالمتاعب والأزمات كوزيرة مشاركة في حكومات إسرائيل السابقة.

أثناء الحديث معها كشفت ألوني، المحامية في مهنتها الأصلية ومؤسسة حركة "راتس"- نواة اليسار الإسرائيلي برمته لاحقا، الكثير من المعتقدات التي يفضل أغلبية القادة الإسرائيليين طيها والاحتفاظ بها.

وتاليا الحديث معها:

* المشهد الإسرائيلي: كيف تقيمين خطة فك الارتباط وأثرها على مستقبل الشعبين؟

- أولا أنوه إلى أن الحكومة الإسرائيلية كانت على تنسيق سري مع المستوطنين في قضية إبداء الاحتجاج على إخلاء القطاع وصناعة "صدمة وطنية" بهدف إقناع العالم بصعوبة الانسحاب من الضفة الغربية. وأخبرك سرا مفضوحا إذا قلت إن المستوطنين يمولون حملاتهم الإعلامية والاحتجاجية على نفقة الدولة، ولكن لم يخطر على بال شارون أن ينقلب السحر على الساحر فيفر المارد من القنينة ويفقد السيطرة عليه. اعتقد أنه في نهاية المطاف ستخلى مستوطنات غزة ما يعني تحويل حياة الفلسطينيين في الضفة إلى ما يشبه الجحيم والمستحيل. وهنا استذكر ما قاله لي النائب بيني ايلون من حزب "هئيحود هليئومي" (الاتحاد الوطني) مؤخرا من أن المستوطنين يخططون لجعل حياة الفلسطينيين في الضفة المحتلة أشبه بالعلقم بغية ترحيل أنفسهم بأنفسهم وهذا ما نلمسه اليوم.

وللتدليل على ذلك أشير إلى وجود وحدة في جيش الاحتلال مكونة من الجنود المتدينين الأصوليين الذين لا يختلفون للأسف عن الحيوانات في تصرفاتهم اليومية. وانظر إلى ما يفعله المستعمرون في مستوطنة "ايتمار" لأهالي قرية عقربة المجاورة فهم يسرقون الأرض والأشجار وآبار الماء ويضطرونهم إلى شراء ماء الشفة. والغريب العجيب انه رغم كل الاضطهاد يمضي الإسرائيليون في ارتداء ثوب الضحية فيما يشارك الرئيس الأميركي في هذه اللعبة عبر تصريحاته بأن إسرائيل تمتلك الحق في الدفاع عن نفسها متجاهلا بذلك أنها صاحبة أقوى جيش في الشرق الأوسط. وهكذا كانت إسرائيل أيام رئيسة وزرائها غولدا مئير تزعم أنها الضحية والعرب يوشكون على رميها بالبحر وعلى الأرض، في الواقع، مضت في ترحيل الفلسطينيين.

(*) ماذا ينتظرنا في المستقبل إذن؟

- لست متفائلة إلا إذا حصل تدخل خارجي ومن أميركا بالتحديد. أما الآن فإسرائيل وجهتها لا تسير نحو السلام سيما وأن المؤسسة الإعلامية تشارك في ذر الرماد في عيون الإسرائيليين وتحرضهم على العرب وكأنهم أمام مخاطر وجودية. وسائل الإعلام الإسرائيلية لا تكترث بوجود سلام بيننا وبين مصر والأردن وبانهيار الجبهة الشرقية مثلما لا تتحدث عن إهدارنا الفرصة الكبيرة للسلام مع انطلاق مبادرة ولي العهد السعودي التي تبنتها القمة العربية في بيروت إنما تواصل العزف على معزوفة "الضحية". وللأسف صحافتنا تمنح الجيش منبرا لترويج أكاذيبه منذ بداية الزعم أن المشكلة تكمن في ياسر عرفات وأننا في خضم حرب وجودية، كما كان يقول عاموس جلعاد، مدير وحدة الأبحاث داخل جهاز الاستخبارات العسكرية.

(*) لكن صدر أخيرًا كتاب إسرائيلي آخر بعنوان "بوميرانج" (سهم مرتدّ) يحمّل هو أيضًا إسرائيل مسؤولية إضاعة فرصة السلام مع الفلسطينيين عن سبق الإصرار؟

- قرأت الكتاب لكنني كنت أعرف قبل ذلك أكاذيب صناع القرار في إسرائيل ومساعيهم المستديمة لشيطنة عرفات والفلسطينيين.

(*) لو كنت فلسطينية فما تفعلينه لسحب البساط من تحت أقدام الدعاية الإسرائيلية هذه؟

- لا شك أن حركة حماس تصب الماء في دواليب الطاحونة الإسرائيلية من حيث لا تدري، ولو كنت فلسطينية لناشدتهم وقف الهجمات الانتحارية في العمق الإسرائيلي ودعوت الفلسطينيين إلى تبني أسلوب المهاتما غاندي في النضال بالاحتجاج والمظاهرات حتى يتسنى حشر إسرائيل في الزاوية أمام العالم. صحيح أن الإرهاب الذي تمارسه إسرائيل في الأراضي المحتلة أكبر من الإرهاب الفلسطيني لكن حماس تمنح الاحتلال الأدوات والفرصة لتكريس ذاته. وإذا استمرت حماس باعتماد أساليب عملها ستتمكن إسرائيل من الإجهاز على رئيس السلطة الوطنية محمود عباس فهي تتبنى إستراتيجية القوة وهذا ما تتبناه حماس أيضا إلا أن الفارق هو في الإمكانيات الهائلة ومهما ضربت حماس فلن تنمحي إسرائيل عن الوجود. ينبغي على الفلسطينيين استغلال ضعفهم وتحويله إلى قوة وإظهار مأساتهم في الاستيطان والجدران أمام العالم وفضح وجه إسرائيل كدولة تقتل وتشرد وتسرق وتنهب كي يتسنى التعرف على هوية الضحية الحقيقية التي لا مثيل لها منذ الحرب العالمية الثانية. أعتقد أنه مع كل صاروخ على سديروت يفقد الفلسطينيون قدرًا من عدالة قضيتهم ما يمكّن إسرائيل من المضي بالزعم بأن عرفات كان أسامة بن لادن وأن سلطته ما هي إلا "القاعدة".

(*) هل تؤمنين بفاعلية الرأي العام الدولي في هذا الخصوص؟

- اليوم أنا أؤمن بالرأي العام في العالم وبقدرته على إجبار إسرائيل على التراجع عن غيّها فالاتحاد الأوروبي يعتمد توجها توافقيا تصالحيا خلافا لأميركا ذات التوجهات القائمة على القوة، لكن ما تفعله حماس يدخل الفلسطينيين في خانة الإرهاب بدلا من المناضلين من أجل الحرية. ولا تنسى أن إسرائيل تسهر الليالي من أجل توريط الفلسطينيين في حرب أهلية.

(*) لكنك قلت في تصريح سابق لك إن إسرائيل لا تتنازل إلا بالقوة؟

- ما زلت أعتقد أن الإسرائيليين يفهمون القوة. لقد وقعنا اتفاقية سلام مع مصر بعد حرب يوم الغفران التي سفكت بها دماء غزيرة، وخرجنا من لبنان فقط بعد أن أَوقع بنا حزب الله خسائر جسيمة، ولكن هناك حاجة للتمييز بين القوة الممارسة ضد الجيش وبين تلك الموجهة إلى المدنيين في الأحياء والشوارع.

العمليات الانتحارية زرعت الخوف في نفوس الإسرائيليين وقامت وسائل الإعلام المحلية بتأجيجه وعلى الفلسطينيين أن يعلموا أن الإسرائيليين بأغلبيتهم يريدون إنهاء احتلال الضفة وأنهم لم يعودوا يحتملون المستوطنين ما يستدعي مراعاة الرأي العام في إسرائيل وقيام الفلسطينيين بتهدئة مخاوفه الحبيسة.

(*) وكيف تصفين شارون؟

- هو وطني كبير وجندي متعجرف يعاني من جنون العظمة ولا يهمه أن يضحي بحياة الآخرين كما حصل في اجتياح لبنان، وهو الشخص الذي زرع كافة المستوطنات في الأراضي الفلسطينية طمعا بأرض إسرائيل الكبرى. وشارون يحترف الكذب دائما، فالفلسطينيون لا يقوون على إلقائنا في البحر أو إبادتنا ولكن شارون والقيادة الإسرائيلية تسعى دائما إلى إدخال هذه الكذبة إلى عقول الإسرائيليين. في الواقع نحن نقوم بتنفيذ جرائم حرب ضد الإنسانية وآمل بأن يقدم شارون إلى المحاكمة.

*****

عن قيام الإسرائيليين بانتخاب مثل مرتكب الجرائم هذا بنسبة مرتفعة علقت الناشطة في مجال حقوق الإنسان شولاميت ألوني بالقول:

"عندما خرج بنو إسرائيل من مصر إلى حريتهم وأذاقوا سيدنا موسى الموت لم يتحولوا إلى شعب إلا عندما أقاموا لأنفسهم دستورا وهو المتمثل بالوصايا العشر. وانظر ما يجري اليوم فقد جلبنا أناساً من أرجاء المعمورة ومن دول لم تسمع بالسيادة أو الحرية وفجأة أعدوا لهم دولة ووضعوا القوة بأيديهم ولكن ليس لدينا دستور ولذلك تحولنا إلى دولة غيبية شبه ديمقراطية. وهي تدار حتى الآن من قبل جنرالات مجانين ولذلك أنا قلقة مما هو آت".

(*) ولكن مقاومة الاحتلال أمر شرعته القوانين الدولية؟

- عليك أن تكون ذكيا وليس محقا فحسب فالإسرائيليون أقوى من الفلسطينيين عسكريا وبوسع العرب استدراج الرأي العام الإسرائيلي للإسراع في تصفية الاحتلال بواسطة الأساليب السلمية.

(*) كان البروفيسور يشعياهو ليبوفيتش يقول حتى وفاته قبل سنوات طويلة إن الاحتلال سيفسد المجتمع الإسرائيلي ويدمره... ما رأيك؟

- بالتأكيد لقد صدق فانظر كيف يسطو اليهود على الأرض العربية سطوا مسلحا ويقتلعون أشجار الزيتون المعمرة لبيعها بـ 1500 دولار. يتملكني شعور قوي بأن المجتمع في إسرائيل اليوم يواجه حالة من الانحلال الأخلاقي والاجتماعي والسياسي.. أقول هذا ولا أخفي عليك أن المحادثة هذه تثيرني وتغضبني.

من أجل العودة إلى وحدتهم يسعى الإسرائيليون دوما إلى البحث عن عدو فأنا لا أفهم لماذا تقوم إسرائيل باقتناء أحدث الطائرات من أميركا بدلا من صرف الميزانيات على التربية. هي ليست بحاجة إلى هذا السلاح أمام مخاطر الفلسطينيين الذين بوسعها أن تقضي عليهم بدون هذه الطائرات. كوطنية إسرائيلية أقول جازمة إن أهم مصيبة لإسرائيل تكمن باحتلالها هذه الأراضي. نحن الإسرائيليون نلف أرجاء المعمورة ونملأها بالحديث عن القيم اليهودية، ولكن أين هي هذه القيم إزاء ما نصنعه بأيدينا للفلسطينيين؟. المدعي العسكري لا يخجل عندما يحجم عن محاكمة سائق جرافة يهدم بيتا ويقتل ساكنيه من الأطفال، أو عندما يحجم عن محاكمة جنود دخلوا صالونا لقص الشعر في الخليل وحلقوا رؤوس بعض الشباب فيه حتى العظم وهذا يذكرني بالنازيين.

يتمتع الإسرائيليون بقوة بيد أنهم لا يدركون حدودها. وهل تعلم لماذا لم نحقق السلام مع العرب بعد؟ لأننا التففنا على الفكرة الصهيونية الإنسانية وسرعان ما تحوّلنا إلى مستعمرين.

(*) كيف ترين إسرائيل في السنوات القادمة؟

- باستطاعتي أن ابرز لك كتابات موسوليني عن الفاشية وإذا طالعتها ستتوصل إلى نتيجة حتمية بأن وزراء في الحكومة الإسرائيلية الراهنة يتبعون ذات المدرسة الفاشية.

نحن حسودون وشهوانيون ونريد كل شيء لأنفسنا فقط، فبأي ديمقراطية تتغنى إسرائيل؟! هذه ديمقراطية منقوصة تحرم النساء والأقليات من المساواة المدنية ولا تزال تعاملهم بموجب نظام "الملة" العثماني. نحن لا نختلف عما كانت عليه جنوب أفريقيا من ناحية تعاملها مع العرب والفلسطينيين. حتى اليوم لا تزال إسرائيل تستخدم قوانين الطوارئ الانتدابية ضد المواطنين العرب داخلها، هذه القوانين إياها وصفها دافيد بن غوريون بأنها قوانين نازية. على سبيل المثال امتنعت إسرائيل عن هدم بيت قاتل اسحق رابين أو بيت منفذ مذبحة الخليل باروخ غولدشتاين لكنها تقوم بهدم بيوت أسر منفذي العمليات الانتحارية. في إسرائيل يوجد قانون خاص باليهود وآخر للعرب.

في مثل هذه الدولة فقط يستطيع أن يصل قاتل ومرتكب جرائم إلى مرتبة وزير للدفاع. وهذا ينعكس أيضا في تعاملنا مع المواطنين العرب داخل إسرائيل الذين نخشى حتى الموت من تكاثرهم ولذلك يقترح بعض الوزراء ترحيلهم أو إقامة برلمان لليهود في العالم ومنحهم مواطنة إسرائيلية حفاظا على الصبغة والأغلبية اليهودية. هذا جنون وتأكيد على وجود برتوكولات "حكماء صهيون" فعلا . في أوروبا تمتع اليهود في دول عديدة بحكم ذاتي ثقافي واجتماعي لكن عندما يطالب عزمي بشارة بذلك للعرب في إسرائيل فإنهم ينعتونه بالخائن والمتطرف. إسرائيل في حقيقة الأمر لا تختلف عن جنوب أفريقيا العنصرية طالما أنها تعرف نفسها كدولة اليهود بدلا من دولة كل مواطنيها. فهل فرنسا تعرف نفسها كدولة الفرنسيين مثلا ؟ بل ليس هناك دولة في العالم لا تعرف نفسها بأنها دولة كل مواطنيها.

(*) هناك من يعتقد أن إسرائيل مرشحة لان تكرر عمليات تهجير الفلسطينيين خلف تخوم الخط الأخضر من جديد... أحقا؟

- انظر هناك حزب خاص للترانسفير ممثل في الكنيست- الاتحاد الوطني. وقبل أيام قام برلماننا بالمصادقة على قانون لتخليد تراث الوزير السابق رحبعام زئيفي، صاحب نظرية الترحيل، في مناهج التدريس ولذلك لا أستبعد هذه الإمكانية.

(*) كيف تقيمين العلاقات بين إسرائيل وبين المواطنين العرب فيها والذين يشكلون 20 بالمائة من مجمل سكانها؟

- العلاقات سيئة. في اللحظة التي تعرف فيها إسرائيل ذاتها على أنها دولة اليهود بدلا من دولة كل مواطنيها فإنها تحولت إلى نظام أبرتهايد في واقع الحال، وهذا ما ينعكس في التمييز بالميزانيات المخصصة للخدمات والتطوير لكل من المواطنين اليهود والعرب. على إسرائيل أن تسارع إلى إصلاح هذا الوضع وفي الوقت الحاضر هي دولة إثنوقراطية وليست ديمقراطية.

(*) وهل تدفعك هذه الحالة ربما إلى مغادرة الدولة العبرية؟

- لا. إلى أين سأذهب؟ لا يوجد لي بيت آخر، لكني أعيش اليوم منكفئة على نفسي إزاء الأوضاع القاتمة.

(*) هل تلتقين بالقيادة الفلسطينية اليوم؟

- لا. أنا اعرف أبو مازن وأبو علاء وسبق أن التقيتهما فيما مضى لكنني لست عنوانا اليوم فهل نلتقي كي نذرف الدموع كل واحد على كتف الآخر..

(*) ما هي احتمالات نهوض اليسار في إسرائيل مجددا؟

- إن بحثت عن اليسار فلن تجده ولو بسراج وفتيلة، فرئيس الوزراء السابق إيهود باراك قضى عليه حتى جاء زعيم حزب العمل شمعون بيريس وثبت شاهدا على ضريحه، أما حزب ميرتس الذي أنتمي إليه فيعمل دون موارد وبشكل غير كاف. جاء انهيار اليسار نتيجة حتمية لعدة أسباب منها مشاركة حزب العمل في حكومة شارون السابقة وقد توهم الكثيرون من أبناء الشعب هنا بأنه سيجلب لهم السلام..

كما أن حالة انفصام الشخصية والخوف الملازمة للشعب اليهودي قد أثّرَت على الانتخابات بعد استغلالها من قبل قوى اليمين في ظل تصعيد العمليات الانتحارية داخل إسرائيل، والخوف كما تعلم يغلق الدماغ. ولا تنسى أن الانهيار بدأ في عهد الرئيس السابق إيهود باراك والذي انتهى بسقوطه بعد أن تسبب باندلاع الانتفاضة الثانية.

(*) وكيف تقارنين بين العالم العربي اليوم وبينه قبل عقود؟

- العرب يمدون أياديهم للسلام، فبعد مصر والأردن هناك أطراف أخرى من بينها العقيد القذافي أيضا، ما يدلل على تغير العرب فيما تغير أريئيل شارون نحو الأسوأ. لقد تغير شارون بالمستوى التكتيكي فقط نظرا لثقل المسؤولية. بعد انتخابه واظب على الزعم انه تغير لأن ما رآه من الخارج لا يراه من ديوان رئيس الوزراء اليوم، ولكن في الواقع لم يتغير في جوهره وفي معاداته لفكرة السلام. شارون كما كان هو رجل أهوج لا يتوقف عند شارة الضوء الأحمر، فعل ما راق له إنما هو يجتهد للتظاهر اليوم انه يتحرك في إطار ما. وأرجو أن تنقل أقوالي هذه كما هي.