السلام والمساواة والمواطنة: قضايا "ثابتة" على الاجندة الانتخابية العربية

تصعيد التراشق الكلامي بين "التجمع" و "الجبهة - التغيير" * الاحزاب اليهودية تركز في اعلاناتها العربية، كما جرت العادة، على العملية السياسية و "المساواة"..

(بموجب الاعلانات الانتخابية المنشورة في الصحف العربية الصادرة في اسرائيل):

* الاحزاب العربية *

* "الجبهة – التغيير": "مسؤولية وطنية – رسالة اجتماعية" و "تحالف كل الناس" هما الشعاران البارزان في اعلانات "الجبهة الديموقراطية – العربية للتغيير"، تحالف بركة – الطيبي، منذ بدء الدعاية الانتخابية.

* "القائمة العربية الموحدة" بقيادة عبد المالك دهامشة تلوّن اعلاناتها بالاخضر على ارضية سماوية فاتحة وتقول: "حقـُّنا أقوى من ظُلمهم"، بعد ان هتفت في اعلاناتها الاولى بوجه ليبرمن وشارون، باللون الاخضر ايضا.

* "التحالف الوطني التقدمي" بقيادة هاشم محاميد ينشر صور مرشحيه الستة الاوائل وبضمنهم امرأة من باقة الغربية هي السيدة عنات عثامنة (هناك سيدة اخرى من باقة الغربية مرشحة ضمن قائمة "الموحدة" في المكان السادس هي الحاجة رقية بيادسة)، ويرفع الشعار: "قيادة شعبية. تجربة ومصداقية".

* "التجمع" اضاف الى شعاره الانتخابي المرفوع منذ بداية المعركة الحالية – "هوية قومية. مواطنة كاملة" - حقيقة الانتصار على المستشار القانوني للحكومة الاسرائيلية، وعاد مجددا الى "دولة جميع مواطنيها"، ليصير الشعار الانتخابي كالتالي: "نحن نختار ممثلينا والدولة لجميع مواطنيها".

في هذه النقطة بالذات هاجمت "الاتحاد" وموقع "الجبهة – التغيير" على الانترنت حزب "التجمع" ورئيسه عزمي بشارة، في ردود "وقائية" لما كان متوقعا للسان حال "التجمع" اسبوعية "فصل المقال" نشره ونشرته من مقالات لاذعة على تحالف الجبهة – التغيير، شارك فيها كتاب ومحررو الصحيفة، لترتفع بذلك حرارة المعركة بين هذين المعسكرين، مع ان الانباء تتوقع ان يوقعا اتفاق فائض اصوات بينهما.

حملت "فصل المقال" على "الجبهة" بشدة، بينما حملت افتتاحية "الاتحاد" على "التجمع" وزعيمه، وكذلك فعل هشام نفاع ورمزي حكيم وحسين سويطي، الذي اجتهد كثيرا وعاد الينا بالحكاية التالية عن "حقوق الامتياز" على الشعار "دولة كل مواطنيها"، وهي حكاية وجدناها في نشرة التحالف الالكترونية نهاية الاسبوع، ونقدمها بايجاز:

* "دولة كل مواطنيها" *

كتب سويطي يقول: "في غمرة النقاش الذي دار مؤخراً في اروقة لجنة الانتخابات المركزية وحسم يوم الخميس 9 يناير في المحكمة الاسرائيلية العليا، حول محاولة شطب عضوي الكنيست احمد الطيبي وعزمي بشارة وحزب "التجمع" تفجر النقاش حول عبارة "دولة لكل مواطنيها" والتي اعتبرها المستشار القضائي حجة قانونية استند اليها في سياق تسويغه وتبريره مطالبته بشطب عضوالكنيست بشارة وحزبه.

"وقد اشارالصحفي الاسرائيلي غدعون سامط في مقال له نشر في صحيفة "هآرتس" (الاربعاء 8 يناير) الى حقيقة ان عضو الكنيست السابق توفيق طوبي (الجبهة) كان اول من استعمل هذه العبارة وذلك سنة 1985. واضاف سامط ان هذه العبارة ظهرت فيما بعد في برنامج حركة "ميرتس".

"ومن خلال مراجعة في ارشيف الكنيست تبين ان الكنيست كانت ناقشت في دورتها الـ 11 سنة 1985 تعديل "قانون اساس الكنيست" ودار نقاش حاد حول البند 12 من هذا القانون والذي يتعلق بطابع الدولة والموقف الذي يجب ان تتخذه الدولة من اي حركة سياسية تنكر طابعها.

"وكان الاقتراح المقدم من قبل لجنة الدستور البرلمانية ولجنة الكنيست ان يحوي البند عبارة "ان اسرائيل هي دولة الشعب اليهودي" فتصدى عضو الكنيست توفيق طوبي لهذا الطرح واقترح في كلمته التي القاها في النقاش يوم 31/7/1985 شطب عبارة"دولة الشعب اليهودي" وقال: "ايدنا في حينه قرارالامم المتحدة بشأن اقامة دولتين في فلسطين واحدة كتعبير عن حق تقرير مصير الشعب اليهودي والثانية كتعبير عن حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني". واضاف طوبي:" ان يأتي اليوم البعض ويقر في القانون ان دولة اسرائيل لا دولة لهم وانهم مواطنون بدون دولة وان اسرائيل هي دولة الشعب اليهودي، معناه القول لـ 16% من المواطنين في دولة اسرائيل انها دولة اليهود فقط، وان المواطنين العرب الذين يعيشون فيها موجودون بمنّة وبغير حقوق متساوية مع حقوق اليهود. الا يشعر واضعو هذه الفقرة انهم بذلك يقولون لـ 700 الف مواطني دولة اسرائيل انهم مواطنون من الدرجة الثانية؟"

واضاف طوبي: "للجماهير العربية التي تعيش في اسرائيل، مواطني دولة اسرائيل، لا يوجد وطن اخر. هذا هو وطنهم، فيه سيعيشون، فيه سيناضلون من اجل المساواة في الحقوق وفيه يريدون العيش كمتساوين بين متساوين. انهم لن يقبلوا بالتعريفات التي تعني سلب حقوقهم المتساوية في هذه الدولة. وسيناضلون مع كل القوى الديمقراطية اليهودية حتى يعيشوا فيها بكرامة ومساواة. واريد ان اسأل: الا يفهم واضعو هذه الفقرة انهم بهذا التعريف يصمون اسرائيل كدولة ابرتهايد، كدولة عنصرية؟"

واختتم طوبي خطابه بالقول:" اننا نطالب بأن تكون الصبغة بشكل يعكس كون دولة اسرائيل بيتا ووطنا لكل مواطنيها اليهود والعرب".

* دعاية الاحزاب الصهيونية *

الاحزاب اليهودية ايضا بدأت حملتها الدعائية العربية باعلانات منشورة في الصفحات الداخلية للاسبوعيات العربية، وكان "ميرتس" السبّاق الى نشر ملصقات ضخمة على مفارق الطرق والشوارع الرئيسية المؤدية الى المناطق العربية تحمل صورة تجمع بين يوسي سريد ويوسي بيلين وحسنية جبارة، النائبة العربية والمرشحة في قائمة "ميرتس" للمرة الثانية، والتي تنافس ايضا على اصوات اهل الطيبة، بلد المرشح احمد الطيبي.

نفس الصورة تظهر في اعلان "ميرتس" المنشور في الصحف العربية مع نفس الشعار: "ميرتس انجزت الكثير من اجلك وسوف تنجز الكثير". ولديهم البرهان: اقتباسات من اقوال خصومهم السياسيين عزمي بشارة ومحمد بركة واحمد الطيبي في الاشادة بشخص ودور رئيس الحزب "يوسي سريد". وشهد شاهد من اهله..

حزب "العمل" ما زال يخفي حتى الان مرشحه العربي من باقة الغربية غالب مجادلة، وبدلا من صورة الاخير تظهر صورة رئيس الحزب عمرام متسناع مع الشعارات التالية: "متسناع جدير بثقتنا لمواقفه في الوسط العربي. تجربته في حيفا تشهد". ويضيف اعلان "العمل" ذي الارضية السماوية: "صوتنا مصيرنا، لإحراز اتفاق ينهي الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني وللانسحاب من المستوطنات في غزة خلال عام واحد وتحويل ميزانياتها لانعاش الاقتصاد والتطوير والتعليم".

ويختم "العمل" اعلانه العربي بالشعار: "متسناع: طريق قويم يكمل رابين".