هل يكررون سابقة منع قوائم عربية من خوض الانتخابات؟

القوائم الانتخابية العربية مجتمعة تنتظر التصديق عليها..

صرح هذا الاسبوع المستشار القضائي للحكومة الاسرائيلية الياكيم روبنشطاين بأنه ينوي تقديم توصيات للجنة الانتخابات المركزية لمنع بعض الاحزاب العربية من خوض الانتخابات التشريعية المقبلة، بحجة عدم اعترافها بدولة اسرائيل كدولة يهودية، بل مطالبتها بدولة لكل مواطنيها، أو بحجة التحريض على امن اسرائيل، وغيرها من التهم المعروفة. ولم يكشف روبنشطاين هوية الاحزاب قد يوصي بمنعها من المشاركة في الانتخابات، الا أن هناك بعض التيارات العربية التي قد تكون مستهدفة من وراء اجراء روبنشتاين، خاصة وان الاحزاب العربية مجتمعة لم تحصل بعد على مصادقة لجنة الانتخابات المركزية، بعد ان قدمت اليها قوائمها الانتخابية نهاية الاسبوع الماضي.

ويستند روبنشطاين في ادعاءاته على تعديل قانون أقر في الكنيست تقدم به النائب الليكودي يسرائيل كاتس. وبموجب هذا القانون الذي سن خصيصاً لوضع العثرات امام الاحزاب العربية، لا يجوز خوض المعركة الانتخابية لحزب او شخص يدعم المقاومة الفلسطينية (بلغة القانون – التنظيمات الارهابية)، دون تحديد المعايير لمصطلح "دعم المقاومة الفلسطينية"، للتسهيل على لجنة الانتخابات المركزية الغاء قوائم انتخابية عربية او مرشحين عربا.

وفي اعقاب النبأ الذي نشر في صحيفة "يديعوت احرونوت" صباح الاثنين (16/12/2002) حول نية توجه المستشار القضائي للجنة الانتخابات المركزية بالتوصية بالغاء ترشيح النائب عزمي بشارة رئيس التجمع الوطني الديمقراطي، أعرب المحامي غسان اغبارية من مركز "عدالة" القانوني عن عدم استغرابه من اقدام المستشار القضائي للحكومة الاسرائيلية على خطوة من هذا القبيل، مؤكداً أن ان هناك حملة مدروسة على ما يبدو تستهدف الاحزاب العربية والتجمع خاصةً تقودها المؤسسة الحاكمة في اسرائيل لمنعها من المشاركة في الانتخابات.

وأضاف المحامي اغبارية أن المستشار القضائي للحكومة الاسرائيلية لا يميز بين حركة فاشية مثل "كاخ" وبين القيادة المنتخبة للمليون فلسطيني، ودعا الى الاستعداد لمواجهة هذه الخطوة العنصرية ضد الاحزاب العربية.

من جهته، أصدر التجمع الوطني الديمقراطي بياناً في هذا الخصوص قال فيه: "ان روبنشطاين يقوم بمحاولة خسيسة للمساواة بين فاشي وعنصري مثل باروخ مارزيل وبين ضحايا العنصرية وحركة سياسية ديمقراطية متنورة يتعارض مفهومها للديمقراطية مع عقيدة روبنشطاين الصهيونية المتطرفة". وأضاف البيان أن التجمع سيخوض نضالاً حازماً للتصدي لمحاولات شطبه كحزب له الحق في خوض الانتخابات البرلمانية، وذلك من خلال تجنيد الجماهير الفلسطينية داخل اسرائيل والرأي العام المحلي والعالمي والعربي".

ومن الجدير بالذكر أن حركة "كاخ" اليمينية الفاشية ستحاول خوض الانتخابات التشريعية المقبلة ضمن تحالف اليمين المتطرف، لكن المستشار القضائي للحكومة الاسرائيلية أعلن أنه سيوصي لجنة الانتخابات المركزية منعها من ذلك، لكونها تحمل مبادئ وشعارات فاشية غير ديمقراطية، وتنادي بترحيل الفلسطينيين.

"سابقة تاريخية" في شطب قوائم عربية: من حركة "الأرض" في الخمسينات الى "القائمة التقدمية" في الثمانينات في مطلع الخمسينات من القرن المنصرم، الغت لجنة الانتخابات المركزية أول قائمة عربية مستقلة غير مرتبطة بالاحزاب الصهيونية كانت تنوي خوض الانتخابات التشريعية الاسرائيلية، وكانت هذه قائمة حركة "الأرض" التي كانت ترفع شعارات قومية، رأت بها اسرائيل انها تشكل خطراً على أمنها، فقررت شطبها ومنعها من دخول الكنيست، وبهذا وضعت اسرائيل حداً لتطور هذه الحركة. وفي الثمانينات، ساوت المؤسسة الاسرائيلية بين الحركة التقدمية للسلام برئاسة المحامي محمد ميعاري التي كانت تضم اعضاء ومرشحين يهود وبين حركة المتطرف الفاشي كهانا، وبذلك بررت منعها من خوض الانتخابات التشريعية.