باراك متردد بشأن موعد عودته المؤكدة إلى الحياة السياسية

باراك متردد حول موعد عودته المؤكدة إلى الحياة السياسية
قائمة الذين ينوون التنافس على رئاسة "العمل" تشمل حتى الآن بيريس وباراك وبيرتس وبن إليعيزر وفلنائي ورامون وشوحاط وسنيه

ترددت في الاوساط السياسية الإسرائيلية طوال الاشهر الماضية تكهنات و"شائعات" واخبار عديدة عن عودة محتملة لرئيس الوزراء العمالي السابق ايهود باراك الى الحياة السياسية التي كان قد اعتزلها ("مؤقتا") في اعقاب هزيمته المدوية، في انتخابات رئاسة الوزراء التي جرت في شباط عام 2001، امام زعيم اليمين الاسرائيلي، رئيس الوزراء الحالي اريئيل شارون.

مساء السبت (2/10/2004) باتت هذه الشائعات والاخبار في حكم شبه المؤكد بعدما اعلن باراك بنفسه، في المحطة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي، انه يفكر جديا في العودة إلى السياسة في اطار حزبه (العمل).

وقال باراك، الذي كان يتحدث في نطاق برنامج "واجه الصحافة" الذي تبثه محطة "القناة الثانية": "افكر بالعودة إلى السياسة بصورة جادة... قبل ان اتخذ قرارا نهائيا، اجري في الوقت الراهن مشاورات مكثفة. وسأحدد ايضا موعدا (لعودتي)..".

وقالت صحيفة "هآرتس" (الاحد) ان باراك ادلى بأقوال بروحية مشابهة خلال لقاءات اجراها مؤخرا مع محافل في حزب "العمل" وذلك في نطاق استعداده للعودة المحتملة.. واضافت ان اقوال واحاديث باراك الاخيرة تدل على ان تردده في مسألة عودته للسياسة يدور في شكل اساسي حول موعد العودة فقط .

وغداة إعلان باراك هذا صرّح رئيس الهستدروت وحزب "عام إيحاد" (شعب واحد)، عمير بيرتس، بنيته التنافس على رئاسة حزب "العمل". وكان "عام إيحاد" قد انضم إلى "العمل" أخيرًا بعد مساع حثيثة بذلها لهذا الغرض رئيس الحزب الحالي، شمعون بيريس. ووفقًا لصحف الاثنين (4/10/2004) فإنه لم يكن في نية بيرتس التنافس على رئاسة "العمل" في المدى القريب، ولم يكن في نيته بالتأكيد منافسة بيريس على هذا المنصب، لكن بعد إعلان باراك قرر الانضمام إلى قائمة المتنافسين حتى لو كان بيريس مشمولا ضمنها، مؤكدًا أن عودة باراك تنطوي على محاولة لتجريد حزب "العمل" من قيم حركة العمل في حين أن الوحدة بين "عام إيحاد" و"العمل" تستهدف إعادة الأخير إلى قيمه الحقيقية. أضاف بيرتس أنه لا يرى فوارق جوهرية في المواقف الاجتماعية- الاقتصاية بين باراك وبين بنيامين نتنياهو، وزير المالية الحالي. وطبقًا لما يقوله لصحيفة "معاريف" (4/10) فإن "باراك أشد تاتشرية من نتنياهو، ولذا فإن التنافس معه سيكون بمثابة معركة على طريق حركة العمل وقيمها".

وحتى الآن تضم قائمة الذين في نيتهم التنافس على رئاسة "العمل"، بالاضافة إلى باراك وبيرتس وربما بيريس، كلا من بنيامين بن إليعيزر ومتان فلنائي وحاييم رامون وأفراهام شوحاط وإفرايم سنيه.

باراك - سيرة ذاتية:

فيما يلي نبذة عن السيرة الذاتية لإيهود باراك وأهم المحطات في حياته التي تقترب من نهاية عامها الـ 62.

· ولد في فلسطين بتاريخ 12 شباط 1942 في كيبوتس "مشمار هشارون" وهو الابن الاكبر بين ثلاثة ابناء لـ "استير" و"يسرائيل" بورغ .

· له ثلاث بنات (ياعيل، ميخال وعنات) من مطلقته "نافه" ويقيم في مستوطنة "كوخاف يائير" المتاخمة للخط الاخضر، قرب مدينة قلقيلية، شمال الضفة الغربية .

التعليم

طرد باراك من المدرسة الثانوية وقدم امتحان "البجروت" خلال خدمته العسكرية. حصل على شهادة البكالوريوس في الفيزياء والرياضيات من "الجامعة العبرية" في القدس عام 1968. حصل على شهادة الماجستير في تحليل الأنظمة من جامعة "ستانفورد" في الولايات المتحدة عام 1987. يتحدث العبرية والإنجليزية. أطلق عليه خلال خدمته في دورية هيئة الأركان ("سييرت متكال") لقب "نابليون" .

الخدمة العسكرية

انخرط في الجيش سنة 1959، في سلاح المدرعات وتولى خلال خدمته العسكرية التي استمرت قرابة 36 عاما مناصب عسكرية عديدة منها قائد فرقة (دورية) هيئة الاركان (منذ العام 1971). ثم قائدا لكتيبة مدرعات (خلال حرب تشرين الاول 1973) في الجبهة الجنوبية (سيناء)، رئيس شعبة التخطيط في هيئة الاركان العامة، رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، قائد المنطقة الوسطى، نائب رئيس هيئة الاركان،ثم رئيس هيئة الاركان (1991-1994) واستقال من الجيش في كانون الثاني عام 1995.

شارك باراك وقاد خلال فترة خدمته العسكرية العديد من العمليات العسكرية الخاصة ضد الفلسطينيين ومنها:

· قاد عام 1972 عملية إنقاذ الرهائن في طائرة "سابينا" البلجيكية المختطفة في مطار اللد، كما كان أحد مخططي عملية إنقاذ الرهائن الإسرائيليين في مطار "عنتيبه" في أوغندا عام 1976.

· تولى دوراً قيادياً في عملية فريق "الكوماندوز" الإسرائيلي الذي إغتال في بيروت عام 1973 ثلاثة من قادة حركة "فتح" والمقاومة الفلسطينية (عملية "فردان" التي استشهد فيها القادة الثلاثة كمال عدوان، كمال ناصر، أبو يوسف النجار ...) وفي عملية إغتيال القائد الفلسطيني خليل الوزير (أبوجهاد) في تونس سنة 1988. ويعتبر باراك، من أكثر العسكريين الإسرائيليين الذين منحوا أوسمة عن أدوار ومهام عسكرية إضطلع بها بعضها لم يكشف عنه حتى الآن.

الحياة السياسية

التحق باراك، بعد تركه للجيش، بحزب "العمل" الأمر الذي سمح بدعوته إلى تولي حقيبة وزارة الداخلية (تموز – تشرين الثاني 1995) في حكومة اسحق رابين قبل إغتيال الأخير، ثم وزارة الخارجية في حكومة شمعون بيريس إلى حين إجراء انتخابات العام 1996.

ودخل باراك الكنيست في هذه المناسبة وأصبح زعيماً للمعارضة فيه بعد أن إختاره حزب "العمل" رئيساً له.

وفي أيار 1999 إنتخب باراك رئيساً للحكومة بعد فوزه (بأغلبية 56,08%) على بنيامين نتنياهو (مرشح الليكود واليمين)، لكنه مني بهزيمة مدوية في شباط 2001 (أمام أريئيل شارون) بعد انتخابات مبكرة دعا إليها لرئاسة الحكومة، فقرر إثر ذلك إعتزال السياسة ("مؤقتاً").

تميز عهد باراك في رئاسة الحكومة بقراره سحب الجيش الإسرائيلي من الجنوب اللبناني بصورة أحادية الجانب، وبالمناورة فيما يخص لأي من المسارين التفاوضيين - السوري أو الفلسطيني - يمنح الأولوية، فساهمت مماطلاته وتكتيكاته الفردية في إفشال المسارين، الأول في القمة بين الرئيسين بيل كلينتون وحافظ الأسد في جنيف (آذار 2000) ، والثاني في القمة التي جمعت الرؤساء بيل كلينتون وإيهود باراك وياسر عرفات في كامب- ديفيد (تموز 2000). ومن الجدير بالذكر فيما يتعلق بالموضوع الفلسطيني أن باراك، الذي كان عبّرَ عن معارضته لإعلان المبادىء الفلسطيني – الإسرائيلي سنة 1993، أعطى النشاط الإستيطاني في الأراضي الفلسطينية المحتلة دفعة جديدة في عهده، ولم يتردد في استعمال القوة المفرطة لمواجهة الإنتفاضة التي اندلعت في (أيلول 2000).