الصحف الاسرائيلية: قلق على المستقبل..

يوئيل ماركوس في "هآرتس": "لا ترقصوا كثيرا ولا تتناولوا الكثير من الشمبانيا لانه سيتعين على شارون بعد تحول نسبة كبيرة من الناخبين الى اليمين وانهيار عملية السلام ان يواجه اهوال حكومة ضيقة ومتطرفة".

اسهبت الصحف الاسرائيلية في تحليل ابعاد ودلالات فوز حزب الليكود بزعامة رئيس الوزراء الاسرائيلي ارئيل شارون في الانتخابات التشريعية، مشددة على ان صعوبات ستعترضه في تشكيل ائتلاف حكومي مستقر.

وعنونت صحيفة "يديعوت احرونوت" على صحفتها الاولى "انتصر شارون وانهار اليسار وانطلق (يوسف) لابيد (زعيم حزب شينوي العلماني)".

ولكن ناحوم برنياع كبير معلقي الصحيفة كتب في افتتاحيته ان "شارون في موقف صعب (...) صحيح انه حصل على تفويض واضح من الشعب وقاعدته البرلمانية ستتيح له تشكيل ائتلاف يميني مصغر بسهولة لكن في الحقيقة سيحد ذلك من هامش مناورته السياسية لدى الاميركيين وسيعيقه في محاولة النهوض بالبلد من الركود الاقتصادي".

وشدد برنياع على انه "سيصعب على شارون ان يضم الى حكومته العماليين الذي يسعون الى اخلاء المستوطنات (اليهودية في الاراضي الفلسطينية) او حزب شينوي الذي يريد كسر التحالف التقليدي بين الليكود والاحزاب الدينية المتشددة".

ونظرت صحيفة "هآرتس" للمسالة من الزاوية نفسها. وعنونت ان "الليكود ضاعف تقريبا قاعدته في البرلمان" بينما تحدث يوئيل ماركوس في افتتاحية الصحيفة عن "انتصار مخذول".

وقال ماركوس "لا ترقصوا كثيرا ولا تتناولوا الكثير من الشمبانيا لانه سيتعين على شارون بعد تحول نسبة كبيرة من الناخبين الى اليمين وانهيار عملية السلام ان يواجه اهوال حكومة ضيقة ومتطرفة".

واضاف ان شارون "فقد الاحترام الذي كان يضفيه حزب العمل على الحكومة حيث كان كان يستخدم واجهة تجميلية لسياسته القائمة على القوة (...) واميركا لا تحبذ ذلك".

واكدت صحيفة "معاريف" الواسعة الانتشار من جهتها ان "شارون يكتسح (عمرام) متسناع (زعيم حزب العمل) وفوز مثير لشينوي وميريتس يتلقى ضربة قوية وشاس (الديني المتشدد) ينهار".

ودعا رئيس تحريرها امنون دانكنر الى تشكيل "حكومة مسؤولية وطنية تكون قادرة على تجاوز الخلافات الداخلية والتخوفات والمصالح الضيقة".

واعتبرت "جيروزاليم بوست" ان نتائج الانتخابات تختصر بهذه العبارة "فوز كاسح لليكود وانهيار العماليين وبروز شينوي". ولكن هذه الصحيفة اليمينية التي تصدر باللغة الانكليزية تساءلت ايضا عن "توزع القوى في البرلمان وتعقيد التركيبات التي من شانها ان تسمح بتشكيل حكومة مستقرة".