قضايا إسرائيلية عدد 14: جذور الأيديولوجيا الصهيونية وتجلياتها في الممارسة

رام الله – صدر حديثاً عن المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية "مدار" العدد (14) من فصلية "قضايا إسرائيلية"، يقع في 130 صفحة، ويتناول في مجموعة من المقالات والدراسات مواضيع تتعلق ببنية وتاريخ الفكر الصهيوني، وما ترتب عليه من سلوك وممارسات تجاه السكان الأصليين، وتجاه الشرائح غير الغربية في إسرائيل، وكذلك في مجالات الإقتصاد والبيئة، إلى جانب محاولة تحديد ما اليساري في اليسار؟.

في مقال حول المهجّرين الفلسطينيين داخل إسرائيل يستعرض المؤرخ دان ياهف أوضاع هذه الشريحة ومعاناتها والقوانين والتشريعات الدولية التي تؤكد حقهم في العودة.

د. ليف غرينبرغ يتناول الخلفية التاريخية والسوسيولوجية لليسار الإسرائيلي والأزمة التي يعاني منها حالياً والتي تتجلى في عدم الوضوح في اتخاذ المواقف اليسارية الإجتماعية والسياسية أيضاً.

ويناقش غرينبرغ المدرسة السوسيولوجية الصهيونية التي نشأت بعد قيام إسرائيل، وكانت صاحبة السيادة في أوساط الأكاديمية، ودورها في إتخاذ القرارات السياسية والإجتماعية باعتبارها تتحرك في إطار الإجماع الصهيوني.

د. أودي ديب يتناول خطاب مؤرخ من الكلاسيكيين الإسرائيليين، يوسف غورني، الذي يعّد أحد أعمدة المدرسة الكلاسيكية الصهيونية، التي ساهمت في بناء رواية "تغييب الآخر"، وتسيّدت الأكاديميا والمجتمع في إسرائيل حتى مطلع الثمانينيات.

يتعاطى الخطاب الصهيوني الإشكنازي من جانب آخر مع اليهود الشرقيين، خاصة اليمنيين تعاطياً نمطياً ومستعلياً بل مشبعاً بالإحتقار.

في مقال حول الموضوع يعود د. يهودا شنهاف إلى كتب التاريخ الإسرائيلية وكيفية تصويرها لليهود الشرقيين القادمين من الدول العربية والإسلامية، حيث أوصاف: الفقر والقذارة وانعدام الثقافة والمذلة.

وتثبت قراءة شنهاف أن هذه الكتب همّشت دور هؤلاء اليهود وقطّعت جذورهم الثقافية وشوّهت صورتهم.

تحت عنوان "مشروع الدولة اليهودية لم يكتمل نهائياً" يستعرض د. جوني منصور المشاريع الصهيونية المختلفة لإقامة دولة يهودية، دوافعها وظروفها من سيناء إلىالأرجنتين إلى حوران وشرق الأردن وحتى أوغندا وليبيا وأنغولا، حيث حاول آباء الحركة الصهيونية إقناع دول الإستعمار في نهاية القرن التاسع عشر بمنحها إحدى المستعمرات لإقامة دولة، إلى أن تبلورت فكرة إقامة الدولة الفلسطينية التي توّجت بـ "وعد بلفور".

وفي دراسة بيئية تخصصية يتناول د. جيري بيشتاين انعكاس سياسة إسرائيل إزاء مواطنيها الفلسطينيين في مسألة الأرض على عوامل بيئية، ولا تخلو الدراسة من نقد للمجتمع الفلسطيني الذي "يتمسك بالأرض كقضية وحدوية وسياسية في وقت تغيب فيه المسألة البيئية في تعامله مع الأرض رضوخاً لسياسة السلطة التي توظف مسألة البيئة لمصادرة الأرض".

وفي العدد أيضاً مقابلة مع عضو الكنيست رومان برونفمان (ميرتس) أجراها فراس خطيب، وجزء ثانٍ من دراسة حول سياسة إسرائيل الصحية تجاه الفلسطينيين فيها، وختاماً استعرض د. حسام جريس الخطة الإقتصادية الجديدة في إسرائيل، إضافة إلى استعراض أحدث الإصدارات في المكتبة العبرية.