النقب ينادي فمن يلبي النداء..

ليست هناك كلمة في القاموس تعبر عما يجري في صحراء النقب (إقرأ تقريرًا منفردًا) سوى التطهير العرقي المتواصل لاقتلاع ساكنيها العرب. بالامس حان دور قرية العراقيب التي انقضت عليها جرافات وجرارات "الدوريات السوداء" لتحصد مزروعات السنابل وتقتل حباتها قبل ان تنبت قمحا وشعيرا. هي هي جرافات الخراب وزرع الموت والدمار ذاتها التي تهدم في مخيم جنين وتجرف في اراضي سلفيت وتستعد لاتلاف منازل المستوطنات المنوي اخلاؤها في قطاع غزة. النقب هو النقب وشارون هو شارون تغير كل شيء فيه الا عدائيته للعرب والتعامل معهم كما يحب دائما بالجرافات.. ولا تستوقفه شارة حمراء كما عنون كتاب سيرته الصحفي عوزي بنزيمان. وتعكس الجرافة التي صنعت للإعمار فظاظة حكومة اريئيل شارون في تعاملها مع العرب حتى لو كانوا مواطنين فيها. في غضون ساعات قامت هذه الديناصورات المعدنية بحرث الاف الدونمات المزروعة في قرية العراقيب بدموع عيون اهاليها وعرق جباههم في اطار عملية تطهير عرقي لان مزارعي هذه الارض يكبرون دولة اسرائيل بسنوات ولا تزال اضرحة ابائهم من قبل النكبة عام 1948 وسط الاراضي شاهدا صارخا على هويتها واحقية ملكيتها. ولن تتوقف عملية قضم الارض بل السطو المسلح بالجرافة والبندقية على الارض العربية في النقب عند حد الاستيلاء على ارض العراقيب والقطامات بل ستطال الافا مؤلفة من الدونمات تمهيدا لحشر الاهالي العرب في مجمعات معينة وتهويد المكان على غرار ما يحصل في الجليل. وما السياسة الرسمية المتبعة مؤخرا في تكثيف شيطنة اهالي النقب وعرضهم كغزاة لـ"اراضي الدولة" الا نذيرا باستعداد السلطات الاسرائيلية لتصعيد هجمتها واقتراف المزيد المزيد من فظائعها بحق هذا الجزء الدافئ من الوطن سيما والحديث يجري اليوم عن حل مشكلة المستوطنات على حساب المواطنين العرب في كافة اماكن تواجدهم. امام هذه الهجمة من الحري بسائر المواطنين العرب في المثلث والجليل ممثلين بنشطائهم وفعالياتهم وبلجنة المتابعة التحرك للتضامن والمشاركة في المظاهرة الجماهيرية بعد ظهر يوم الجمعة القادم شمال بئر السبع وبالاعتصام في خيمة الاحتجاج دفاعا لا عن المساواة او مخصصات التأمين الوطني بل عن البقاء فالنقب ينادي ومن حقه على الجميع تلبية النداء ومشاركة اهله في اعادة زرع ما جرفته جرافات شارون وحكومته.

وهذا الاسبوع اقترفت السلطات الاسرائيلية اثما اضافيا ضد المواطنين العرب بمصادقة الكنيست على قرار الحكومة بشأن قانون المواطنة العنصري الذي يحول دون لم شمل الاف الاسر الفلسطينية المتفرقة عبر شقي الخط الاخضر النازف كما حصل العام الماضي دون اي رأفة انسانية. لكن الفرق بين العام الحالي والمنصرم ان عملية الاضطهاد المتكررة تمت هذه المرة بفضل حزب "العمل" صاحب اكبر مسلسل اكاذيب في علاقته مع العرب. هذا الحزب الذي تغير وخسر كرامته وهيبته وكل شيء عدا أمرين اولهما قائده الأزلي شمعون بيريس وثانيهما احترافه الاتيان بحلاوة اللسان وقلة الاحسان مع المواطنين العرب. وبان ذلك جيدا بهرب الكثير من نوابه ووزرائه اللاهثين وراء فتات الحكم من قاعة الكنيست ساعة التصويت فيما صوت البعض الاخر مع القانون العنصري الذي ليس له مثيل في جنوب افريقيا في ايامها السوداء. اما النائب الجديد جدا غالب مجادلة فقد ولى هاربا من القاعة.. فعلا البحر هو البحر وحزب العمل على حاله قيادة بدون ماء وجه باتت تحترف دور " الكوافير" المزين للوجه القبيح لحكومة الليكود باسم الوحدة!