ايران والذرة: لعبة أعصاب دبلوماسية

الصراع الذي تخوضه اسرائيل والولايات المتحدة لكبح البرنامج النووي الايراني،غيّر مساره في الاشهر الأخيرة، منذ اتضح ان الايرانيين حققوا تقدما في اقامة مصنع لتخصيب اليوراينيوم، قرب مدينة ناتانز. قبل ذلك، تركزت الجهود الدبلوماسية في ممارسة الضغط على روسيا لحملها على التوقف عن بيع التقنيات الحساسة الى ايران. ولكن عندما اتضح ان ايران تعمل على تحقيق انتاج ذاتي للوقود النووي، الذي قد يستغل ايضا لتركيب القنابل النووية، تقرر في واشنطن العمل ضد شرعية ايران الدولية.واشنطن وطهران تخوضان لعبة اعصاب دبلوماسية. الايرانيون يحاولون انتزاع الشرعية لبرنامجهم النووي، بحجة انه معد لأغراض مدنية شرعية. ايران وقعت على معاهدة منع انتشار السلاح النووي، ومنشآتها النووية مفتوحة امام الرقابة عليها من قبل الوكالة الدولية للطاقة النووية. ايران تسعى الى استغلال غطاء المعاهدة والوكالة من اجل شرعنة برنامجها النووي العسكري. الولايات المتحدة تسعى الى استغلال المؤسستين من اجل عرض الايرانيين بوصفهم كذابين.

المعارضة الايرانية، التي تنشط تحت كنف الولايات المتحدة، هي التي كشفت عن وجود المصنع في ناتانز. وردا على ذلك ، قرر الايرانيون عدم الانكار، بل اطلاق تصريحات علنية.

مسؤولون كبار في الحكومة الايرانية تحدثوا، في الاشهر الأخيرة، عن برنامج لانتاج الوقود النووي، وفي شباط وجهوا دعوة لمدير الوكالة الدولية للطاقة لزيارة المصنع.

الكشف المضبوط عن المصنع كان معدا لتخفيف الضغوط الامريكية ومنح الايرانيين الوقت اللازم لاتمام البرنامج النووي. أحداث السنة الأخيرة جسدت الفوارق في التعامل الامريكي مع الدول الثلاث المشمولة في "محور الشر": العراق التي لا تملك سلاحا نوويا تعرضت للهجوم وتم اسقاط نظامها الحاكم. كوريا الشمالية، التي تمتلك قنبلة نووية، حظيت بفرصة الحوار والمفاوضات الدبلوماسية. في طهران أدركوا انه من الأفضل مواجهة الامريكيين بينما السلاح النووي في المخزن، وليس بأيد خالية.

الولايات المتحدة تحاول، الآن، قلب اللعبة الايرانية، رأسا على عقب واستغلال زيارة البرادعي والمعلومات التي كشفت عنها بشأن البرنامج النووي للاعلان ان ايران خرقت معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية. قرار كهذا سينطوي على أهمية كبيرة: معالجة الشأن العراقي ستنقل الى مجلس الأمن، المخول صلاحية فرض العقوبات. لكن المجتمع الدولي غير متعجل في التحرك.

بعض المصادر الاسرائيلية تقدر بأن الولايات المتحدة ستجد صعوبة في تجنيد الموافقة اللازمة في الوكالة الدولية للطاقة الدولية للاعلان عن ايران كدولة خارقة لمعاهدة حظر انتشار السلاح النووي. وبدلا من ذلك، سيضطر الامريكيون للاكتفاء، كما يبدو، بالاعلان ان الوكالة الدولية للطاقة النووية غير قادرة على تأكيد التعهدات الايرانية بعدم تطوير وانتاج السلاح النووي. ولكن، حتى هذا الاعلان سيثقل على ايران وستجعل من الصعب على الدول التي تزودها بالتكنولوجيا اللازمة، مثل روسيا، نقل مركبات حيوية اليها.

(الوف بن ، هآرتس 9 ايار)

Terms used:

هآرتس