"شاس" - حزب لكل حكومة...

لا شك فيه أن وزن حركة "شاس" ودورها في المعترك السياسي الإسرائيلي قد شهدا خلال العامين الماضيين تراجعاً وإنكفاء جليين، مقارنة مع السنوات السابقة التي تنامت فيها قوة الحركة وسطع نجمها في سماء السياسة الإسرائيلية بشكل منقطع النظير، سواء داخل الحكومة أو الكنيست، مما جعلها بلا مراء عامل تأثير ونقطة جذب لا يستهان بها في التوازنات الحزبية والسياسية في الدولة العبرية.
غير أن الأزمة التي يواجهها أريئيل شارون، رئيس الحكومة، في ائتلافه الحالي على خلفية خطته للإنفصال الأحادي عن غزة، أعادت "شاس" إلى موقع متقدم قد يسفر في التطورات المقبلة عن عودتها إلى الحكومة. وهذا الأمر يستدعي إنعاش الذاكرة بخلفية هذه الحركة ومواقفها المختلفة من شتى القضايا

ذاكرة "المشهد"

حزب لكل حكومة...

"شاس" بين سر النجاح الإنتخابي وعوامل الفشل في مواجهة تحدي"البيت السياسي" لليهود الشرقيين

إعداد: سعيد عياش

مقدمة

مما لا شك فيه أن وزن حركة "شاس" ودورها في المعترك السياسي الإسرائيلي قد شهدا خلال العامين الماضيين تراجعاً وإنكفاء جليين، مقارنة مع السنوات السابقة التي تنامت فيها قوة الحركة وسطع نجمها في سماء السياسة الإسرائيلية بشكل منقطع النظير، سواء داخل الحكومة أو الكنيست، مما جعلها بلا مراء عامل تأثير ونقطة جذب لا يستهان بها في التوازنات الحزبية والسياسية في الدولة العبرية.

غير أن الأزمة التي يواجهها أريئيل شارون، رئيس الحكومة، في ائتلافه الحالي على خلفية خطته للإنفصال الأحادي عن غزة، أعادت "شاس" إلى موقع متقدم قد يسفر في التطورات المقبلة عن عودتها إلى الحكومة. وهذا الأمر يستدعي إنعاش الذاكرة بخلفية هذه الحركة ومواقفها المختلفة من شتى القضايا المطروحة على جدول الأعمال الاسرائيلي والاقليمي. وهو ما سنفعله في السطور التالية.

نشأة "شاس"

يبدو أن العودة إلى ظروف ولادة ونشأة حركة "شاس" وتطلعاتها الأصلية هي الأقدر على توفير فهم عام لسلوكها السياسي، لا سيما وأن الإجابة لن تكون يسيرة على التساؤلات المتعلقة بأحزاب المتدينيين (الحريديم) التي تتسم بالإنغلاق وغياب أداة القياس المحددة للأداء السياسي لها، في ظل تذبذبها وتقلبها، وتباين اتجاهات المصالح التي تتحرك على ضوئها، وتبعاً لطغيان المرجعية الفردية المتمثلة في سلطة الحاخامات المتنفذة في دوائر صنع القرار في تلك الأحزاب.

وكانت حركة "شاس" قد ظهرت إلى حيز الوجود في عام 1984، نتيجة للإنشقاق عن حزب "أغودات يسرائيل" الديني المتطرف. ولم يكن المحرك المباشر لذلك الإنشقاق سياسياً أو دينياً بحتاً، بقدر ما جاء تعبيراً عن الشعور بالغبن والإجحاف الإجتماعي الكبير الواقع على طوائف اليهود الشرقيين (السفارديم) الذين حرموا من تبوؤ أية مواقع مؤثرة في الهيئات والمراكز القيادية الفاعلة، سواء في الأحزاب الدينية، أو القومية الصهيونية، أو في مؤسسات وأجهزة الحكم والتي خضعت كلها لهيمنة واستحواذ النخبة الغربية (الأشكنازية).

ولم يكن خافياً أن "شاس"، والتسمية اختصار لـ "شومري توراة سفارديم" وتعني في تعريبها "حراس التوراة الشرقيين"، تمثل حركة سياسية اجتماعية شرقية، وذلك من واقع أنها قامت بالإنفصال عن حركتين أساسيتين في النظام السياسي والعقائدي الأشكنازي السائد، إذ فصلت نفسها عن نظام التنشئة الغربي الأشكنازي، بحكم أن معظم زعمائها الروحيين تتلمذوا في المدارس الدينية الأشكنازية، كما حسمت "شاس" مسألة هويتها باستثناء "الرسالة الأشكنازية" لصالح التعريف بنفسها وبناء هويتها الذاتية كممثل لليهود الشرقيين، وهذا ما تجلى في دعوة الحركة منذ بداية عهدها وحتى الآن إلى "العودة إلى جذور الثقافة الدينية اليهودية الشرقية"، ومواجهة الإضطهاد الإثني والديني من قبل "المؤسسة الدينية الأشكنازية" فجاءت شعاراتها عرقية على أسس دينية.

نجاحات متتالية في زمن قياسي

تمكنت حركة "شاس" خلال فترة قصيرة نسبياً من مسيرتها من تحقيق نجاحات ومكاسب وضعت الحركة في مصاف القوى الحزبية الفاعلة في موازين السياسة الداخلية الإسرائيلية. فالحركة التي حصلت في أول انتخابات برلمانية تخوضها في عام 1984 على أربعة مقاعد في الكنيست نجحت في أربع دورات انتخابية لاحقة في مضاعفة عدد مقاعدها أربع مرات، وترسخ وجود الحزب/الحركة بحصولها في انتخابات سنة 1988 على ستة مقاعد، حافظت عليها في انتخابات سنة 1992، وارتفع عددها في انتخابات 1996 إلى عشرة مقاعد، وقفزت في انتخابات سنة 1999 إلى 17 مقعداً، لكنها عادت لتنخفض في الإنتخابات البرلمانية الأخيرة (سنة 2003) إلى 11 مقعداً...

ويعكس نجاح الحزب في تثبيت وتعزيز قوته البرلمانية، بصورة عامة، بروز وتنامي وعي اليهود الشرقيين لقوتهم الإنتخابية، ورغبتهم في المشاركة في الحياة السياسية من خلال حزب إثني يمثل تطلعاتهم ومصالحهم.

ومما لا شك فيه أن عزوف "شاس" عن الإنشغال في قضايا السياسة الخارجية وتركيزها على القضايا الإجتماعية، المتعلقة بتحسين ظروف معيشة طوائف اليهود الشرقيين، من خلال سعيها الدائم لزيادة وتخصيص الميزانيات لصالح الطوائف الشرقية، وإقامة مشروعات خيرية، ومؤسسات تعليم وثقافة مجانية تهتم بتنشئة الشبيبة المتحدرة من أصول شرقية، قد ساعد الحركة كثيراً في ما أبدته من مرونة واستعداد دائمين للدخول في تحالفات وإئتلافات حكومية ذات برامج سياسية متناقضة، طالما ضمن ذلك تلبية مطالب "شاس" المتعلقة بالبعد الإجتماعي وتوفير المخصصات المالية التي تحتاجها، وهو ما شكل عاملاً رئيساً في بقاء الحركة واستمرارها وتنامي قوتها في شكل تصاعدي، بخلاف معظم الحركات والأحزاب السياسية الإجتماعية التي حاولت بظهورها الذي لم يضف جديداً نوعياً إلى ما هو قائم في الساحة السياسية الإسرائيلية أن تناور في مساحة الهامش الضيق بين القوى والأحزاب الرئيسة الكبرى، لكنها سرعان ما توارت واختفت من الخارطة الحزبية لفقدانها مبرر الوجود.

سر النجاح...

وبخلاف أحزاب المتدينين المتزمتين الغربيين التي انصب اهتمامها على تأمين وزيادة نصيبها من كعكة ميزانية الدولة، وتحصيل المخصصات الحكومية لأتباعها، مكتفية لهذا الغرض بالإنخراط في الإئتلاف الحكومي دون أن تشارك أو أن يكون لها تمثيل وزاري مباشر في الحكومات ذاتها، فإن حركة "شاس" في المقابل لم تنأى بنفسها في سبيل تحقيق أهدافها، عن الجلوس بواسطة ممثليها المباشرين في البرلمان في مقاعد جميع الحكومات العمالية والليكودية على حد سواء.

فقد شاركت "شاس" منذ تأسيسها (1984) في الحكومات المتعاقبة التي تألفت في إثر الإنتخابات المتتالية، باستثناء الحكومة (الحالية) التي ألفها أريئيل شارون بعد انتخابات سنة 2003، ولم يكن ذلك رغبة "شاس" ذاتها وإنما نتيجة إستبعاد لمشاركتها في الحكومة فرضه حزب "شينوي" العلماني – الليبرالي، ثاني أكبر مكونات الإئتلاف الحالي الذي يتزعمه حزب الليكود اليميني.

وفي إطار هذا التوجه النابع على الأرجح من طبيعة الرسالة المختلفة التي سعت الحركة إلى حملها وتمثيلها في الأصل؛ حرصت "شاس" وسعت وهي تحاول ترجمة رسالتها وتوجهاتها الدينية الإجتماعية عبر مشاركتها في الحكومات على تولي أعضائها وممثليها المناصب والحقائب الوزارية والحكومية الرئيسة المشرفة على المجالات التي تعتني بها الحركة، مثل وزارات التعليم والعمل والشؤون الإجتماعية والداخلية والإسكان، وذلك بما يتيح لها تحقيق أكبر قدر من التأثير وجني المكاسب لفائدة أهدافها ولصالح شرائح اليهود الشرقيين الفقيرة التي تطرح نفسها كممثل لصالحهم.

وقد تمكنت "شاس" بالفعل من أن تصبح "المعقل الأكبر لليهود الشرقيين" نتيجة لأدائها السياسي وبفضل شعاراتها العرقية المبنية على أسس دينية والتي ساعدتها بحكم عزفها على وتر التمييز والغبن الإجتماعي الواقع عليهم في التقاط معظم الناخبين اليهود من أصل شرقي، الذين خابت آمالهم في الحزبين الكبيرين العمل والليكود، اللذين أنشأهما الأشكناز وأمسكوا بزمام القيادة فيهما على الدوام.

لكن هذه الحقيقة في حد ذاتها لم تقدم بعد جواباً واضحاً على السؤال والتحدي الذي لا تزال زعامة الحركة تتخبط في بحثها عن الإجابة عليه، وهو هل نجحت "شاس" حقاً فيما تأسست من أجله؟ وهل يمكن لها أن تكون البيت والحزب السياسي لليهود الشرقيين الذين لا يزالون يجدون أنفسهم بعد 56 عاماً على قيام الدولة العبرية في بحث متواصل عنه؟!

تحدي "البيت السياسي" لليهود الشرقيين؟!

ثمة دلائل ومؤشرات واضحة تؤكد أن حركة "شاس" لم تنجح لاعتبارات وعوامل عديدة في تقديم الجواب والحل المقنع والشافي لهذه الإشكالية، وأنها لا تزال أبعد بكثير عن أن تكون البيت أو الوعاء السياسي المؤهل والقادر على استيعاب واحتضان هموم ومصالح وتطلعات وميول أبناء الطوائف اليهودية الشرقية الفقيرة في إسرائيل.

فالحركة التي يبدو برنامجها وقرارها وممثلوها في البرلمان والحكومة وكل ما فيها خاضعاً ومرتهناً لمشيئة وسلطة زعامتها الدينية المتزمتة، المتمثلة بمجلس حاخامات أعلى مكون من ثلاثة حاخامين الكلمة الفاصلة والأخيرة فيه في يدي رجل واحد هو رئيسه والمرجع الأعلى للحركة كلها الحاخام عوفاديا يوسيف، خاضت خلال السنوات الأخيرة خاصة صراعات عمقت من صفتها الدينية المتزمتة على حساب وضع مؤيديها وأنصارها الإجتماعي والإقتصادي، الذي لم يطرأ عليه تغيير ملموس نحو الأفضل، كما كانوا يأملون بتحولهم إلى تأييد حركة "شاس" بعدما خاب أملهم طويلاً من الأحزاب الصهيونية ذات المنشأ الغربي (الأشكنازي).

وبحسب ما يشير إليه محللون ومتابعون إسرائيليون لمسيرة "شاس"؛ فقد اهتمت زعامة الحركة كثيراً بالتركيز على الدعوة إلى "إصلاح أخطاء الماضي" دون أن تعنى بوضع أهداف للمستقبل. وحتى جهازها التعليمي الخاص الذي تكثر زعامة الحركة من التباهي به، وتصوره كأحد أهم منجزاتها الثقافية الإجتماعية انغلق على نفسه وأخفق، في رأي هؤلاء المتابعين، في بلورة مسارات منهجية للتقدم، وكل ذلك في وقت يتطلع فيه اليهود الشرقيون إلى الإندماج والتقدم في المجتمع الإسرائيلي لا إلى الإنغلاق داخل "غيتو حريديم" حتى لو كان شرقي الطابع.

عودة إلى الأصولية الدينية

على الرغم من الحقيقة التي أشرنا إليها آنفاً فيما يتعلق بكون حركة "شاس" ظهرت إلى الوجود نتيجة إنشقاق عن حزب "أغودات يسرائيل" الديني الإشكنازي (المتحالف حالياً مع قائمة "ديغل هتوراة" في إطار القائمة البرلمانية الدينية المشتركة "يهدوت هتوراة")، إلا أن نظرة حركة "شاس" الدينية والأيديولوجية وأهدافها العامة، لا تختلف بشيء جوهري عن نظرة "أغودات يسرائيل" وأهدافه، إذ يسعى كلاهما لإرساء الدولة وحياة المجتمع (اليهودي- الإسرائيلي) على أسس التوراة وتعاليم الشريعة اليهودية ("الهلخاه"). كما يتشابه الحزبان (شاس و الأغوداة) في الطابع العام للأنشطة من حيث تركيزهما على القضايا الدينية والمصالح المادية لجمهورهما، وخدمة المؤسسات والهيئات التابعة لهما، وإيلائهما إهتماماً أقل لقضايا الخارجية والأمن. غير أن "شاس" تتميز إجمالاً بكونها أكثر إنفتاحاً على التعاون مع الأحزاب العلمانية والجمهور غير المتدين، ومع ذلك فإن من المعروف أن القاعدة الحزبية والإنتخابية لـ "شاس" شأنها شأن القاعدة الحزبية والإنتخابية لحزب "أغودات يسرائيل" ومعظم أحزاب وحركات المتدينين الحريديم الأشكناز، هي قاعدة يمينية وصقرية في توجهاتها وميولها السياسية.

قاعدة "شاس" والصورة النقيضة للتطلعات

تتكون قاعدة "شاس" الإنتخابية العريضة في الأساس من أبناء الطوائف اليهودية الشرقية، متدينين "حريديم" وتقليديين وحتى غير متدينين. وتمثل "شاس" بالنسبة إليهم أكثر من مجرد حزب ديني. وقد وصف مناحيم فريدمان، أحد الدارسين البارزين للأحزاب الدينية في إسرائيل، نجاح "شاس" ودوافع المصوتين لها بدقة، بقوله:

" لقد نجح حزب "شاس" في عمل ما لم ينجح أحد في عمله عندما تكلم بصوتين: الصوت الأول حريدي... والصوت الثاني طائفي. والطائفية التي يعكسها "شاس" – على الرغم من زعامته الحريدية – هي طائفية ذات ارتباط بالتقاليد، ولا تلزم تحديداً وبالضرورة بأداء الفرائض الدينية كما هو مألوف في عالم الحريديم...".

ويضيف فريدمان مبيناً أن "الناخب الشرقي الذي صوت لشاس ليس حريدياً، وقد لا يكون حتى من الملتزمين بقدسية السبت. فما خاطبه (هذا الناخب) في شاس هو الصوت الساعي وراء التقاليد ... وشاس الذي يثير الحماسة نجح بفضل الدمج بين الصوتين (الحريدي والطائفي)... فهو بالنسبة إلى الأشخاص التقليديين المتحدرين في أصلهم من شمال إفريقيا، لا يرتسم حزباً دينياً. إنه يمثل التقاليد، والحنين إلى الديار (السابقة)، إلى الماضي الجميل الذي تحطم أو زال في الواقع الإسرائيلي".

هذا التشخيص يقود إلى ضرورة التوقف والتساؤل بشأن العوامل التي أدت إلى ما يلاحظ في السنوات الأخيرة من تراجع وإنحسار في دور "شاس" ووزنها السياسي – الإنتخابي، وهو ما تجلى في هبوطها في الإنتخابات البرلمانية الأخيرة (إنتخابات الكنيست السادس عشر عام 2003) من 17 مقعداً إلى 11 مقعداً في الكنيست.

استناداً لتقديرات العديد من المراقبين والمحللين الإسرائيليين المتابعين لشؤون أحزاب المتدينين الحريديم، يمكننا أن نشير بإيجاز شديد إلى عاملين رئيسيين يعزى لهما هذا التراجع والهبوط في وزن "شاس" الإنتخابي ودورها السياسي في المحصلة، الأول مرتبط بفقدان الحركة للشخصية السياسية المؤثرة والقادرة على أن تكون نقطة جذب واستقطاب شعبية وسياسية وإعلامية، والتي مثلها الزعيم السياسي السابق للحركة – الحاخام أرييه درعي، حتى أن القفزة التي حققها حزب "شاس" في إنتخابات سنة 1999 (بحصوله على 17 مقعداً) والتي اعتبرها البعض "إستثنائية"، كانت بفضل محاكمة درعي (زعيم الحزب آنذاك) وإدانته وسجنه بتهمة التلاعب بأموال الدولة و"إساءة الإئتمان" الأمر الذي اعتبره اليهود الشرقيون، الذين تمتع درعي بشعبية واسعة في صفوفهم، مؤامرة من المؤسسة الأشكنازية الحاكمة ضد حزبهم وزعيمه، ما دفعهم إلى الإلتفاف حول الحزب والتصويت الكاسح له.

ومن الواضح أن خلف درعي، الحاخام الشاب إيلي يشاي، الذي يترأس مكتب "شاس" السياسي، لم ينجح حتى الآن في سد الفراغ الكبير الذي تركه غياب درعي.

أما العامل الثاني، فيعزى إلى ما أسلفناه من تحول "شاس" خلال السنوات الأخيرة، بتأثير مرجعيتها وأصولها الدينية، إلى إيلاء جل اهتمامها لمسائل الصراع الديني - العلماني والتشريعات الدينية المتزمتة على حساب القضايا والهموم الإقتصادية والإجتماعية اليومية التي تشغل بال القطاع الأوسع من جمهور "شاس" وقاعدتها الإنتخابية.

هذا التناقض بين توجهات وممارسات الحزب وتطلعات ورغبات الجزء الأكبر من قاعدته عكسه استطلاع للرأي العام أجري في وقت سابق في أوساط مؤيدي (ناخبي) "شاس" حيث أظهرت نتائج الإستطلاع واقعاً مناقضاً لصورتها كـ "حركة – دينية اجتماعية".

فقد وصف 57% من ناخبي الحركة أنفسهم كـ "متدينين محافظين" مقابل 30% وصفوا أنفسهم كـ "حريديم"، بينما رأى 13% أنفسهم كـ "علمانيين". غير أن نتائج الإستطلاع ذاته أظهرت أن تحسين الوضع الإقتصادي يمثل مكانة متأخرة في قائمة توقعات ناخبي "شاس" من حركتهم (حزبهم) إذ رأى 36% أن الدور الرئيس الذي يجب أن تضطلع به "شاس" هو تحقيق "التقارب ورأب الصدع بين المتدينين والعلمانيين" في المجتمع الإسرائيلي، وقال 31% إن دور "شاس" الرئيس يجب أن ينصب على "تعزيز مكانة الدين اليهودي في الدولة"، في حين أكد 12% أن دور الحركة يجب أن يوجه نحو تعزيز قوة ونفوذ الطوائف اليهودية الشرقية في إسرائيل، وأفاد 11% من مؤيدي "شاس" أن اهتمام الحركة يجب أن ينصب على التقريب بين الشرقيين (السفاراديم) والغربيين (الأشكناز)، بينما رأى 4% فقط أن الأولوية يجب أن تمنح إلى تحسين اوضاع مؤيدي الحركة.

وبحسب نتائج الاستطلاع اعتبر 13% من مؤيدي "شاس" نشاطات الحركة "تخفف التوتر بين المتدينين والعلمانيين" في الدولة العبرية، في حين رأى 38% العكس، واعتبر 44% أن نشاطات "شاس" لا تؤثر على هذا التوتر القائم بين المعسكرين.

_____________________________________

· ملاحظة: تمت الإستعانة في إعداد هذا الموضوع بعدة دراسات ومقالات وتقارير نشرت خلال السنوات الأخيرة في صحف محلية وإسرائيلية وضمن كتاب "إسرائيل – دليل عام 2004" الصادر عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية – بيروت أيار 2004.