الدعاية الانتخابية لا تثير اهتمام كثير من الإسرائيليين

على رغم أن السواد الأعظم من الإسرائيليين (70 في المائة بحسب استطلاع صحيفة معاريف) يؤكدون أن الدعاية الانتخابية المتلفزة لا تؤثر على موقفهم، في مقابل 29 في المائة قالوا إن لها تأثيراً (و18 في المائة قالوا إن التأثير بسيط)، إلا أن الأحزاب الإسرائيلية المتنافسة في الانتخابات البرلمانية الوشيكة لا تزال ترى في الشاشة الصغيرة الوسيلة الإعلامية الأقوى لنقل رسائلها إلى الناخب الإسرائيلي

على رغم أن السواد الأعظم من الإسرائيليين (70 في المائة بحسب استطلاع صحيفة معاريف) يؤكدون أن الدعاية الانتخابية المتلفزة لا تؤثر على موقفهم، في مقابل 29 في المائة قالوا إن لها تأثيراً (و18 في المائة قالوا إن التأثير بسيط)، إلا أن الأحزاب الإسرائيلية المتنافسة في الانتخابات البرلمانية الوشيكة لا تزال ترى في الشاشة الصغيرة الوسيلة الإعلامية الأقوى لنقل رسائلها إلى الناخب الإسرائيلي بعد أن أيقنت أن الإعلانات في الصحف لا تأتي بالمردود المتوخى. وتأتي اليافطات الكبرى في الميادين الرئيسية في كل مدينة وفي مفترقات الطرق الرئيسية في المرتبة الثانية من حيث أهميتها بنظر الأحزاب، في وقت تراجعت فيه ظاهرة تعليق الملصقات على السيارات أو غزو ناشطي الأحزاب للمفارق الرئيسية أيام الجمعة تحديداً لتوزيع مواد دعائية على جمهور السائقين.

ويبدو أيضاً أن رؤية الإسرائيليين بأن الانتخابات قد حسمت لمصلحة حزب "كديما"، الذي ترشحه استطلاعات الرأي للفوز بربع مقاعد الكنيست الجديد (نحو 40 مقعداً) فيما منافساه الرئيسيان "الليكود" و"العمل" يحصلان معاً على مثل هذه المقاعد، تسهم في قلة اهتمام الإسرائيليين بالدعاية الانتخابية وحقيقة أن نحو 15 في المائة فقط يتابعونها مساء كل يوم على القنوات الثلاث في التلفزيون الإسرائيلي.

ويستغل الطاقم الإبداعي لحزب "كديما" حقيقة أن الإسرائيليين ما زالوا منبهرين بشخصية مؤسس الحزب رئيس الحكومة أريئيل شارون ليعتمدوا صورته في اليافطات الكبرى والدعاية المتلفزة. وتحمل اليافطة الرئيسية صورتين، واحدة لشارون وأخرى لخلفه إيهود أولمرت كتب بينهما "نعم لطريق شارون نعم لكديما" (التي تعني إلى الأمام). وهناك يافطة أخرى مع صورة شارون طبعاً كتب عليها "لا يساراً، لا يميناً، نعم إلى الأمام"، في إشارة إلى "كديما".

أما الدعاية المتلفزة، فتشدّد على التعرض لشخص زعيم "الليكود" بنيامين نتنياهو والتهكم منه وإبراز فشله في منصبه رئيساً للحكومة. من جهة ثانية، تبرز الدعاية الشخصيتين العسكريتين وزير الدفاع شاؤول موفاز ورئيس "الشاباك" سابقاً آفي ديختر، ليؤكدا هما أيضاً أنهما سائران في درب شارون لـ"دحر الإرهاب".

من جهته، اختار طاقم "الليكود" أن يكون أولمرت المستهدف في دعاية الحزب، والإشارة إلى أنه تنقصه الخبرة اللازمة لتصريف أمور الدولة العبرية، وتذكّر المشاهدين بأن مدينة القدس، التي ترأس أولمرت بلديتها لعقد ونيف، تدهورت اقتصادياً، ما ينذر بتدهور الدولة كلها. وتقوم الدعاية بالمقارنة بين نتنياهو وأولمـرت لتشيد بأن الأول نجح في "تقليص الإرهاب الفلسطيني بنسبة 70 في المائة"، وأنه الأجدر بتسلم مفاتيح القيادة. أما يافطات الشوارع فلا تحمل الكلام الكثير: "الليكود - بنيامين نتنياهو" مع صورة كبيرة للأخير، و"نتنياهو سيدحر الإرهاب".

أما "العمل" فيحرص على الدمج بين القضية الاقتصادية - الاجتماعية والأمنية، علماً أن الأخيرة ما زالت بنظر غالبية الإسرائيليين الأهم في سلم أولوياتهم. وتبرز اليافطات تعهد زعيم الحزب عمير بيرتس بضمان أجر أدنى للعامل بقيمة ألف دولار، فيما تستعين الدعاية المتلفزة بالرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون ورئيس وزراء بريطانيا توني بلير اللذين وفرا ملايين أماكن العمل، لتقول للإسرائيليين إن بيرتس ينتهج سياسة مماثلة.

وفي الشق الثاني من الدعاية في اليافطات والتلفزيون، يبرز "العمل" ما يصفه بيرتس بـ"المنتخب الأفضل" و"منتخب الأحلام" الذي يضم عدداً من الجنرالات السابقين المرشحين على قائمة الحزب، بالإضافة إلى أستاذ جامعي في موضوع الاقتصاد (أفيشاي برافرمان، رئيس جامعة بن غوريون) وإعلامية بارزة تخلت عن عملها في التلفزيون لدعم بيرتس (شيلي يحيموفيتش).

تبقى الإشارة إلى أن الأحزاب الرئيسية الثلاثة هذه تحرص على ترجمة دعايتها إلى الروسية بحثاً عن "الصوت الروسي"، علماً ن قطاع المهاجرين من دول الاتحاد السوفياتي السابق يشكل أكبر قطاع في إسرائيل، اذ يراوح عدد أصحاب حق الاقتراع المليون شخص.

وكان استطلاع "معاريف" أفاد أن حزب المهاجرين الروس "يسرائيل بيتينو" (إسرائيل بيتنا) سيحصد ثمانية مقاعد من أصوات "الروس" في مقابل 5 - 6 لحزب "كديما" و2 - 3 لـ"الليكود" وأقل من مقعد لـ"العمل". ويسعى "كديما" في دعايته الانتخابية إلى تعزيز دعم "المهاجرين الروس للحزب وإعادته إلى ما كان عليه في عهد شارون الذي حظي بشعبية واسعة في أوساطهم تقديراً لسجله العسكري".