شركة المياه الإسرائيلية وتُعرف بالعبرية بـ "مكوروت"، أي "منابع" أو "مصادر المياه" . قامت بتأسيسها الوكالة اليهودية في العام 1937 بالتعاون مع القيرن قييمت ومنظمة العمال العامة (الهستدروت). وفي العام 1956 أصبحت حكومة إسرائيل شريكة في هذه الشركة، ونالت الشركة العام 1959 ا
متيازاً للتنقيب والبحث عن المياه وتزويد مياه الشرب للبيوت ومياه الري للأراضي الزراعية.
وتمكنت من تنفيذ تنقيبات في الجليل الغربي ومنطقة غور بيسان قبل العام 1948 وبموافقة من السلطات الانتدابية، رغم أن هذه الشركة لم تكن حكومية، ولما قامت إسرائيل قامت مكوروت بنقل مياه من نهر العوجا (اليركون) إلى المناطق الجنوبية في النقب. وأهم مشروع قامت هذه الشركة بتنفيذه هو مشروع المياه القطري بين عامي 1953 و 1964 والذي تم بواسطته نقل مياه من نهر الأردن وبحيرة طبريا إلى النقب.
ونجحت هذه الشركة في وضع يدها على كل ينابيع ومصادر وعيون المياه في إسرائيل، وتجاوزت حدود عملها فسيطرت على مياه الضفة الغربية وقطاع غزة والجولان المحتل، وقامت بنقل كميات كبيرة من مياه هذه المناطق إلى إسرائيل. ولكون إسرائيل تفتقر إلى كميات كافية من المياه بسبب ارتفاع نسبة استهلاكه - على حدّ تصريحات حكومتها - فإنها أيضاً سيطرت على مصادر للمياه في لبنان الجنوبي إلى أن تم طرد جيش الاحتلال الاسرائيلي من جنوبي لبنان في العام 2000، وبالتالي إلى قيام الحكومة اللبنانية والقوى الوطنية في لبنان بإنشاء محطة الوزاني لضخ المياه، مما كاد أن يسبب أزمة سياسية وعسكرية في المنطقة لولا الموقف الواضح والجريء الذي وقفته الحكومة اللبنانية ضد محاولات إسرائيل وضع اليد على مياه لبنان.
وتواجه إسرائيل - على حدّ تصريحات قيادييها- أزمة مياه حادة، لذلك فإن هذه الشركة وضعت مخططاً لتحلية مياه البحر، وآخر لتنقية مياه الصرف والمجاري واستخدامها في إرواء الأراضي الزراعية وأيضاً مخططاً لشراء مياه من تركيا.
وتصنّف شركة مكوروت مع الشركات الاحتكارية، إذ إنها الوحيدة المخولة بالتنقيب عن المياه وتزويد البيوت والأراضي والمصانع والمحلات المختلفة.