الوكالة اليهودية

اسمها الكامل حالياً (الوكالة اليهودية لإسرائيل) وامّا اسمها زمن الانتداب البريطاني فكان (الوكالة اليهودية لأرض اسرائيل).

هذه الوكالة هي عبارة عن هيئة عامة مشتركة بين المنظمة الصهيونية وتيارات خارجها. وهدف هذه الوكالة تقديم الدعم والمساعدة لليهود المهاجرين إلى اسرائيل وترتيب امور استيعابهم فيها. وظهر اسم الوكالة لأوّل مرة في صك الانتداب الذي أشار في مادته الرابعة إلى (ان وكالة يهودية مناسبة سوف يُعترف بها كهيئة استشارية لإدارة فلسطين والتعاون معها في المسائل الاقتصادية والاجتماعية وغيرها، ما قد يؤثر في إقامة وطن قومي يهودي وحماية مصالح السكان اليهود في فلسطين).

ومن هذا المنطلق عمل حاييم وايزمان رئيس المنظمة الصهيونية طيلة سنوات العشرينيات من القرن الماضي على إقامة الوكالة بروح المشاركة أعلاه. وهكذا تشكلت هيئتان ولكن على أرض الواقع كان لهما رئيس واحد.

واعترفت الحكومة البريطانية وعصبة الأمم بهذه الوكالة، وتحولت أقسام ومؤسسات المنظمة الصهيونية في فلسطين إلى أقسام تحت إدارة الوكالة اليهودية، وأصبح استخدام اسمي المنظمة الصهيونية والوكالة اليهودية مترادفين في الييشوف اليهودي في فلسطين لهيئة واحدة. واثر تنحية وايزمان(العام 1931) من زعامة الوكالة انسحب كثيرون من الأعضاء والمؤيدين من غير الصهيونيين من هذه الوكالة.

وأما المهام التي أنيطت بالوكالة اليهودية فهي على النحو التالي:

أ-) تطوير وتحسين الهجرة اليهودية إلى فلسطين من ناحية زيادة الأعداد.

ب-) الاستمرار في شراء الأراضي وتحويلها إلى ملكية يهودية.

ت-) إقامة استيطان زراعي اساسه العمل العبري.

ث-) العمل من أجل بعث اللغة والأدب العبريين.

وكانت هذه الوكالة خلال فترة الانتداب البريطاني أشبه بحكومة يهودية مستقلة، وتمتعت بصلاحيات واسعة من قبل الانكليز لتشرف بنفسها على المرافق التعليمية والاقتصادية اليهودية في فلسطين. وكان للوكالة اليهودية لجنتان تنفيذيتان، الأولى في القدس ومهمتها تنظيم الهجرة اليهودية إلى فلسطين وتنظيم الاستيعاب لهؤلاء في المستوطنات والإشراف على الخدمات التي تقدمها المؤسسات والهيئات اليهودية، والسعي الحثيث إلى إقامة قوة عسكرية (لحماية المستوطنات)، هي في واقع الأمر قاعدة عصابة (الهاغاناه).

أما اللجنة الثانية فكانت في لندن لتمثل المصالح الصهيونية أمام الحكومة البريطانية ومؤسساتها الادارية. وجرى تأسيس لجنة أخرى في نيويورك بعد الحرب العالمية الثانية بعد أن قوي نفوذ ودور الولايات المتحدة على الصعيد الدولي.

جرى توحيد اللجنتين التنفيذيتين للمنظمة الصهيونية والوكالة اليهودية تحت اسم (المنظمة الصهيونية العالمية - الوكالة اليهودية) وكان هذا التوحيد العام 1947 وبقي حتى العام 1971 عندما تقرر فصل الوكالة اليهودية عن المنظمة الصهيونية العالمية، حيث منحت المنظمة حق تعيين نصف أعضاء قيادة الوكالة اليهودية، و30% من يهود الولايات المتحدة الأميركية، و20% من بقية يهود العالم. وتم الاتفاق على أن رئيس الوكالة والمنظمة هو واحد، وان المحاسب المالي والمراقب المالي هو واحد في الهيئتين. واعترفت الكنيست بموجب قانون أصدرته العام 1952 بأن المنظمة الصهيونية - الوكالة اليهودية ذات صلاحيات لمتابعة عملها في داخل اسرائيل بهدف تحسين عمليات الهجرة واستيعاب المهاجرين الجدد في المستوطنات الاسرائيلية.

وتقوم الإدارة الصهيونية بالإشراف على نشاطات وفعاليات الوكالة، ولقد تم تعريف هذه النشاطات في الميثاق الذي تم التوقيع عليه بين حكومة اسرائيل والوكالة العام 1979، وهذا أهم ما ورد في هذا الميثاق:

أ-) تنظيم حملات هجرة واسعة لتشجيع يهود الشتات للهجرة إلى اسرائيل.

ب-) المساهمة في توطين اليهود المهاجرين الجدد واستيعابهم في اسرائيل.

ت-) المساهمة في الاستيطان الزراعي داخل الخط الأخضر.

ث-) دعم الخدمات الصحية للمهاجرين إلى أن يتم استيعابهم نهائياً داخل المجتمع في اسرائيل.

ج-) متابعة هجرة الشبيبة اليهودية وتأهيلها للحياة في اسرائيل.

ح-) دعم ومساندة المؤسسات التربوية والتعليمية والرياضية والمؤسسات التي تقوم بتوفير الخدمات الاجتماعية .

خ-) دعم ومساندة مؤسسات ومعاهد التعليم العالي.

وعملت في الوكالة حتى العام 1997 الاقسام التالية: قسم المالية، قسم الهجرة والاستيعاب، قسم هجرة الأولاد والشبيبة، قسم الاستيطان القروي وقسم تجديد الأحياء السكنية. ولكن هذا الوضع تغير بعد التاريخ السابق، إذ اقتصر العمل في أربعة أقسام (دوائر): القسم الخاص بإسرائيل، قسم التربية والتنشئة اليهودية - الصهيونية، قسم الدول المستقلة عن الاتحاد السوفييتي سابقاً، وقسم الاستيعاب والهجرة. ويقف إلى جانب كل قسم لجنة مؤلفة من اعضاء من الوكالة ولها رئيسان - واحد من اسرائيل وآخر من يهود الشتات. ورؤساء هذه اللجان هم أعضاء في إدارة الوكالة.