عبارة عن مناسبات واحتفالات شعبية عامة مليئة بالرموز والطقوس والعادات غير المرتبطة بالعقائد الدينية مباشرة. وتأتي الطقوس لتعبر عن حدث معين فرديا أو جماعيا، مثل التدين أو البلوغ، والزواج، وإيفاء نذور معينة في أعقاب حادث أو مرض.
أحداث كهذه تشير إلى تحول وتغيير في حياة الإنسان والجماعة، وهي تشير إلى دورة الحياة الفردية وسط تمازجه في حياة الجماعة. تنفيذ الطقوس تمنح الشخص شرعية اجتماعية وتجعله جزءا من مركبات المجتمع ويصبح حاملا أعباء هذا المجتمع، خاصة الأعباء والالتزامات الاجتماعية. فمن جهة يعالج طقس ما علاقة الفرد مع مجتمعه من خلال إجراءات معينة مفروضة من المجتمع ذاته من خلال توارث عادات وتقاليد، وفي مقدمتها التزام الفرد على مواصلة ومتابعة تنفيذ هذه الطقوس ونقلها إلى الأجيال القادمة. ومن جهة أخرى تمنح هذه الطقوس تأشيرة دخول للفرد إلى معترك الحياة العامة بكونه قد أصبح جزءا لا يتجزأ من منظومة هذا المجتمع. وتمثل هذه الطقوس شكلا من أشكال التساوي في المجتمع. مثلا عادة "الطهور" في اليهودية لمن بلغ ثمانية أيام لها دلالة دخول الطفل في عهد ابراهيم. ومثل آخر، طقس "بار ميتسفا" في اليهودية يحمل دلالات كثيرة بالنسبة لليهودي، فهو قد أصبح بالغا عند سن الثالثة عشرة. وبإمكانه قراءة الكتب المقدسة اليهودية في الكنيس على الملأ، وبإمكانه الجلوس مع البالغين في الكنيس وان يرافقهم تدريجيا في الاجتماعات الدينية أو العامة. وكذلك فإن عادة "الحلقة"(قص الشعر) التي تجري في بعض الأوساط اليهودية في يوم لاغ بعومر، لها دلالة نذر الطفل دون قص شعره منذ ولادته حتى سن معينة غير محددة في الواقع، ولكنها تتراوح بين الثمانية أعوام وثلاثة عشر عاما، حيث يتوجه الأهل مع أولادهم إلى مقام الحاخام شمعون بار يوحاي في قرية ميرون (قرية عربية فلسطينية فيها مقام هذا الحاخام، وكان محافظ عليه إلى أن هُجر سكان القرية في العام 1948 وتم توطين عائلات يهودية مهاجرة في بيوت سكانها) ويقدمون قرابين وأضاحي ويتبرعون بأموال للمقام، فتتم طقوس حلق (قص) شعور الأطفال وسط أهازيج وتراتيل دينية وتعلو الأصوات علامة للفرح ببلوغ الأولاد سنا معينة ينطلقون فيها إلى مزيد من التدين والتمسك بالدين اليهودي. وما زالت هذه الطقوس قائمة ولم تحدث فيها تغييرات إلا بالمظاهر الاحتفالية التي ترافقها.
