مؤسسة تربوية فوق الابتدائية، متعددة المسارات التعليمية، بحيث تشمل المواضيع النظرية والمهنية. وينخرط في صفوف هذه المدرسة كافة الطلاب من منطقة سكنية محددة بدون النظر الى قدراتهم وكفاءاتهم العلمية او رغباتهم وتطلعاتهم.
بداية هذا النوع من المدارس كان في بريطانيا. فمنذ تأسيسها استوعبت طلابا من مختلف طبقات وشرائح المجتمع، من الطبقات الفقيرة والمتوسطة والثرية. وكان الهدف الأساسي والمعلن لهذا النوع من المدارس تجميع مجتمع طلابي متعدد الانتماءات تحت سقف واحد، قسم منه ـ من هذا المجتمع ـ ليست باستطاعته الانخراط في مدرسة ثانوية عادية بسبب قدراته المحدودة، وقسم يمتلك قدرات واسعة من الفهم والاستيعاب. وتوفر المدرسة الشاملة كل السبل والامكانيات امام طلابها لتحقيق الشهادة النهائية للدراسة الثانوية، والتي تُعرف في اسرائيل بـ"شهادة البجروت".
تعمل المدرسة الشاملة على توجيه طلابها في المسارات التعليمية التي تتناسب وقدراتهم التحصيلية. فالمناهج التعليمية النظرية والمهنية متنوعة جدا، وبامكان الطالب التنقل من فرع تعليمي الى آخر او من مسار تعليمي الى سواه وفقا لتقدمه التحصيلي.
المدرسة الشاملة في اسرائيل مؤسسة على مبادئ المدرسة الشاملة البريطانية من بعض التعديلات التي ادخلت على المناهج التعليمية بما يتناسب والمستويات الاجتماعية لشرائح المجتمع الاسرائيلي المركب من طوائف وجاليات مهاجرة من شتى بلدان العالم. اما الهدف الاساسي المعلن عنه في اسرائيل بالنسبة لهذا النوع من المدارس فكونها تجسّر الفجوات بين شرائح المجتمع الاسرائيلي وتتيح الفرصة امام كافة الطلاب للتعرف على زملاء لهم من مجتمعات اخرى، وتنفذ في المدرسة الشاملة سلسلة من الفعاليات الاجتماعية والثقافية التي تساعد في صهر المجتمع ببوتقة واحدة، تحت سقف مكان واحد. وتم تأسيس المدارس الشاملة في اسرائيل في مطلع الستينيات، في أعقاب ازدياد موجات الهجرات اليهودية، وخاصة انها أقيمت في بلدات التطوير ومستوطنات المهاجرين اليهود. وساهمت عدة مؤسسات صهيونية واسرائيلية في تمويل هذا النوع من المدارس للتقليل من الفجوات بين الاسرائيليين. ومن بين المؤسسات الداعمة: " صندوق التعليم الاسرائيلي" و "الجباية اليهودية الموحدة" و "جمعية دعم الاستيطان" بالاضافة الى التزامات وزارة التربية والتعليم الاسرائيلية في توفير وتحويل المخصصات المالية الى هذه المدارس كما نص عليه القانون الخاص بالتعليم في اسرائيل.
وما زالت قطاعات واسعة من المجتمع الاسرائيلي تؤمن برسالة ودور هذا النوع من المدارس في خلق مواطن اسرائيلي مكون من مركبات اسرائيلية معاصرة موحدة. وبالرغم من التأييد الذي تلاقيه هذه المدرسة ـ الشاملة ـ إلا أن هناك أصواتا تنادي بضرورة تغيير هذا الموديل من التعليم والسعي الى التفوق من خلال اقامة مدارس خاصة لذوي الكفاءات والقدرات المتميزة. وبالفعل، ففي عصر الخصخصة بادرت شركات ومؤسسات خاصة الى اقامة مدارس خاصة وليس شاملة تعتمد على مناهج تعليمية خاصة بها، بعيدة عن موديل المدرسة الشاملة.