عبارة عن المجمع المائي لنهر الأردن الجبلي. وتقع هذه البحيرة بين بحيرة طبريا الواقعة إلى جنوبها، ومنحدرات جبل الشيخ الواقعة إلى شمالها، وهضبة الجولان إلى الشرق منها، وجبال الجليل الشرقية إلى الغرب منها.
وكانت هذه البحيرة تكونت نتيجة تجمع مياه الجبال التي جرفت معها أيضا كميات من الطين مكونة بحيرة صغيرة في غاية الجمال. وما يميز هذه البحيرة أنها كونت في أرضيتها جرنا كبيرا صعّب خروج الماء من البحيرة. ومع تراكم كميات من الطين والمجروفات وارتفاع مصب البحيرة باتجاه نهر الأردن الجبلي، تكونت المستنقعات في شمالي البحيرة. واكتست البحيرة بالأعشاب الكثيفة التي شكلت عامل جذب لطيور نادرة وحيوانات بحرية كالجاموس الذي انتشر فيها، وكذلك لانتشار مرض الملاريا في المناطق المجاورة. واستوطنت المنطقة عشرات القبائل والعشائر العربية الفلسطينية معتمدة في رزقها على تربية الجواميس، وقطع القصب وبيعه في السوق لإنتاج أشغال قشية وقصبية، وبعضهم اعتمد على صيد الأسماك أو زراعة الأرز بمساحات محدودة، وذلك لوفرة كميات من المياه التي يحتاجها هذا الفرع الزراعي.
ونجح الصندوق القومي اليهودي في شراء مساحات شاسعة من أراضي البحيرة في أعقاب صفقات عقدها وكلاؤه مع ملاكي هذه الأراضي، حيث وصلت إلى أيدي اليهود قرابة 57 ألف دونم من مجمل مساحة البحيرة والأراضي المجاورة لها. وشرعت الوكالة اليهودية بإقامة مستوطنات لها في مناطق الحولة ابتداء من العام 1934. وكان الشاغل الأساسي لهذه المستوطنات هو السيطرة على مزيد من الأراضي واستصلاحها لزراعة أنواع مختلفة من المحاصيل الزراعية.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن طول البحيرة خمسة كيلومترات تقريبا وعرضها أربعة كيلومترات. وقررت حكومة اسرائيل في فترة رئاسة دافيد بن غوريون في مطلع الخمسينيات الشروع بعملية تجفيف مساحات شاسعة من البحيرة للتخلص من مرض الملاريا والاستفادة من مساحات واسعة من الأراضي الزراعية. وانطلق مشروع تجفيف البحيرة في العام 1951 وانتهى في العام 1958. وحولت مساحة 70 ألف دونم تم تجفيفها إلى المستوطنات للاستفادة منها في الزراعة.
وهناك من يعتقد في إسرائيل أن عملية تجفيف البحيرة كانت خطأ فادحا، لكون عملية التجفيف خلقت مشاكل عسيرة، منها هبوط في الأراضي التي انتشرت فيها المستنقعات، ما سيؤدي إلى فيضانات مائية مستقبلية، ولحقت أضرار بمناطق الفحم الحجري التي اكتشفت في المنطقة بعد تجفيفها، وهذه المناطق تعرضت إلى احتراق في الصيف، ما أدى إلى انجراف مساحات من التربة، ولم تعد البحيرة تشكل مجمعا للطين المجروف والذي كان يصل إلى بحيرة طبريا ويساهم في عملية التوازن فيها. ولإيجاد حل لهذه القضايا البيئية والزراعية والمائية وضعت سلسلة من الحلول، من أبرزها مد شبكة صرف لتحسين مياه بحيرة طبريا، وأيضا تم غمر مساحة كيلومتر واحد من بحيرة الحولة في النقطة التي هبطت فيها الأرض.
أما في الجزء المتبقي من البحيرة والذي تم تجفيفه ولم يستعمل للزراعة فأقيمت محمية طبيعية ومواقع سياحية.