مدينة بولندية، احتلها الجيش الأحمر السوفييتي في ايلول عام 1939 مع بقية أجزاء بولندا الشرقية بموجب اتفاقية سوفييتية ـ المانية عُرفت بـ "اتفاقية روبنتروب ـ مولوتوف" (نسبة لوزيري خارجية البلدين).
عاش في هذه المدينة عشية الحرب العالمية الثانية حوالي 12 ألف يهودي، وشكلوا قرابة نصف سكانها. احتلها الجيش الالماني في حزيران 1941. وقام الالمان بقتل حوالي سبعين يهوديا بتهمة الانتماء إلى الشيوعية. ثم أرسلت قيادة الجيش الالماني قرابة 700 يهودي من سكان المدينة إلى معسكر التجميع في كولديتشبو. ولما رفض مجلس إدارة الجالية اليهودية تسليم عدد من اليهود غير القادرين على العمل تم إعدام زهاء 2300 منهم.
وتم تشكيل ثلاثة عصابات يهودية في هذه المدينة التي حولت إلى جيتو، واتحدت هذه العصابات فيما بينها. وبلغ عدد المنضمين إلى صفوفها حوالي 200 فردا تراوحت أعمارهم بين 16 و 30 سنة. وقام أعضاء العصابات بتجميع كميات من الأسلحة والتدرب سرا على استعمالها.
ودار الجدال في أوساط ومحافل أعضاء العصابات عمّا إذا كانت معركة المواجهة مع الالمان داخل المدينة أو خارجها.
ولما وقع الاختيار على أن تكون المعركة داخل الجيتو، قامت القيادات في هذه العصابات بتقسيم الجيتو إلى مناطق وتعيين قائد لكل واحدة منها. ونجح أفراد من العصابات من تهريب كميات كبيرة من الأسلحة من مستودعات ومخازن لجيش الالماني.
بالمقابل تابع الالمان في إرسال قوافل من يهود المدينة إلى المعسكرات وإعدام معظمهم. وعندها قررت قيادات العصابات النزوح عن المعسكر، ولم ينجحوا في تنفيذ ذلك بالتمام لأن الالمان أبادوا ثلاثة آلاف منهم. وبلغ عدد الهاربين إلى الأحراش المجاورة قرابة 450 يهوديا فقط. ولم تنطلق عملية التمرد في الجيتو لاعتقاد قياداته أن الالمان لن يبيدوا كافة سكان الجيتو. إلا أن ظنهم هذا لم يكن في مكانه.
