Glossary

Madar - Pedia is a terminology encyclopedia containing more than 5,000 Israeli terms.

وعُرف هذا السلاح باسم "خدمة الطيران"، وانطلقت أعمالها في 10 نوفمبر 1947، مباشرة بعد إعلان قرار التقسيم الصادر عن هيئة الأمم المتحدة. واستمرت نشاطات هذا السلاح حتى الإعلان عن إقامة سلاح الجو في الجيش الاسرائيلي. وكان ديفيد بن غوريون وقيادة الهاغاناه العامة قد توصلوا إلى ضرورة تأسيس سلاح طيران عسكري والسعي حالا إلى شراء طائرات وكميات من الوقود وتأهيل مطارات صغيرة ومحطات لهبوط الطائرات وتجنيد قوى بشرية مؤهلة أو تأهيلها لهذه المهام من بين اليهود في فلسطين أو خارجها. وفي أعقاب مشاورات داخل مجلس قيادة الهاغاناه تم التوصل إلى قرار بتعيين يهوشع اشيل رئيسا لسلاح الجو وتعيين مهندس الطيران الكس زيلوني رئيسا للهيئة العامة للطيران، بكونه قد خدم في السلاح الملكي البريطاني خلال الحرب العالمية الثانية.

واتخذت الهاغاناه مقرا لسلاح جوها في تل ابيب. وشرع اشيل بمفاوضات مع أصحاب شركة "أفيرون" للطيران المدني بشراء عدد من الطائرات التي امتلكتها الشركة. وتم الوصول إلى الملاحين من خلال القوائم التي كانت بحوزة هذه الشركة، بالرغم من أن خبرة معظمهم كانت

في مجال الطيران المدني. وكانت الدفعة الأولى من الملاحين مكونة من تسعة أشخاص فقط امتلكوا أكثر من مائة ساعة طيران. وهكذا تم تأسيس السرب الأول للطيران.

وابتدأت العمليات الجوية في منتصف شهر نوفمبر من العام 1947 أي قبل صدور قرار التقسيم، إلا أن تنظيم هذه العمليات بدأ فعليا بعد صدور القرار، حيث وضعت بعض الأنظمة الخاصة بالطيران وكيفية تسديد الضربات للأهداف المخطط لها.

إحدى المشاكل التي واجهت سلاح الطيران التابع للهاغاناه هو النقص في مهابط للطائرات. ولكن تم ترتيب هذه المسألة بسرعة بواسطة أخصائيين في مجال الطيران. وكانت العمليات الأولى التي قام بها هذا السلاح في منطقة القدس، خاصة في غوش عصيون ثم في مناطق شمالي النقب.

وتم في مطلع العام 1948 نقل مقر سلاح الطيران إلى شارونة شمالي تل ابيب.

وعقدت قيادة الهاغاناه في مطلع العام 1948 صفقة شراء 20 طائرة من نوع "اوستر"، ما ألزم المزيد من رجال الصيانة والخدمات المرفقة التي تحتاجها الطائرات. وقامت قيادة الهاغاناه بزيادة عدد الطلعات لكل طائرة وبالتالي إلى تعميق التدريب للملاحين. وتمت عملية بناء خزانات للوقود في مطار دوف شمالي تل ابيب وفي نير عام ورفيفيم.

وطلب من سلاح الطيران تقديم خطة عمل تتفق مع الخطة داليت في شهر شباط 1948. ومهمة سلاح الطيران أثناء تنفيذ الخطة داليت أن يوفر غطاء دفاعيا لقوات الهاغاناه مع احتمال قيام الجيوش العربية بالهجوم على فلسطين، ومجمل الخطة: طلعات استراتيجية، وقصف استراتيجي لمواقع مركزية يُسهل تحرك القوات البرية التابعة للهاغاناه، وطلعات استكشافية ونقل معلومات إلى مركز القيادة لدراستها وبالتالي توجيه القوات المشاركة في الحرب نحو أهدافها.

وتم في شهر نيسان إعادة تنظيم سلاح الطيران حيث أقيمت أسراب جديدة منها سرب الجليل وسرب التصوير الجوي. وتم تخصيص طائرات لكل سرب وقيادة خاصة به، وتوجيهات للعمليات والمهام. وبلغ عدد العاملين في سلاح الطيران حتى نهاية نيسان(1948) 228 عنصرا.

وتم تعيين يسرائيل عمير خلفا ليهوشع اشيل في قيادة سلاح الطيران في مطلع شهر ايار 1948، وبالرغم من تعرض بن غوريون إلى معارضة شديدة من أعضاء بارزين في قيادة الهاغاناه لهذا التعيين بادعاء أن عمير غير مؤهل للقيادة، إلا أن بن غوريون أصر على موقفه هذا وعين إلى جانب عمير مجلسا مكونا من خبراء في سلاح الطيران من أبرزهم: حاي ييسخاروف المسئول عن المستودعات واهارون ريمز رئيسا للهيئة العامة للطيران، واليكس زيلوني قائدا لقاعدة عقرون الجوية، والتي تحولت إلى قاعدة مركزية لسلاح الطيران العسكري للهاغاناه.

وخاضت طائرات سلاح الجو التابع للهاغاناه سلسلة من المعارك الجوية مع الطائرات المصرية والسورية. أضف إلى قيام طائرات من هذا السلاح بقصف مكثف لعدد كبير من القرى العربية وتدمير مبان ومؤسسات وقتل عشرات الأشخاص وإلحاق أضرار جسيمة بالبنية التحتية للطرقات بهدف قطع طرق العودة أمام الفلسطينيين المهجرين والمقتلعين من قراهم وديارهم.

وخلال الحرب الاسرائيلية ـ العربية بعد أيار 1948 عقدت قيادة الحكومة الاسرائيلية صفقات شراء طائرات تشيكية وانكليزية متطورة لعبت دورا بارزا في حسم الحرب لصالح اسرائيل، بعد أن نجحت في تسديد ضربات قاسية للطيران المصري والسوري.

وتم إلغاء سلاح الطيران التابع للهاغاناه بالإعلان عن تأسيس سلاح الجو الاسرائيلي الذي أصبح خاضعا لهيئة الأركان العامة للجيش الاسرائيلي.