تيار الصهيونية- الدينية أمام مفترق طرق حاسم

أحزاب وحركات سياسية

يرى مراقبون أن تيار الصهيونية - الدينية، أو ما يعرف بجمهور المتدينين القوميين، وممثله الرئيسي في الكنيست الحزب القومي - الديني "المفدال"، بات يقف اليوم أمام "تقاطع طرق" في أعقاب خطة الانفصال وإخلاء مستوطنات قطاع غزة وعدد من مستوطنات شمال الضفة الغربية التي تعتزم حكومة أريئيل شارون الشروع في تنفيذها في موعد ما من شهر آب المقبل

 

ومما لا شك فيه أن الخطة، التي أقرتها الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي بأغلبية ضئيلة، أحدثت نوعاً من الاهتزاز و"الشرخ" في صفوف المعسكر الصهيوني القومي عامة والتيار القومي- الديني خاصة، لما يعنيه ذلك من تحطم لحلم "أرض إسرائيل الكاملة" وانتكاسة لأيديولوجية هذا المعسكر القومية اليمينية المتطرفة.

 

تاريخياً كان التيار القومي- الديني (الممثل أساساً في حزب "المفدال") في العقود الثلاثة الأولى لقيام الدولة العبرية أكثر اعتدالاً وبراغماتية عنه اليوم، وقد تجلى ذلك في "تحالفه التاريخي" مع التيار المركزي في الصهيونية العلمانية ممثلاً بحزب "مباي" ثم "التجمع" و"العمل" والذي استمر حتى العام 1977، وبعد هذه السنة [التي شهدت ما يعرف بـ"الانقلاب" الذي أطاح بالعماليين من السلطة ومهد لحقبة من سلطة حزب "الليكود"] اتجه التيار القومي- الديني مدفوعاً بإيمانه الشديد بعقيدة "إسرائيل الكبرى" وولائه لـ"توراة إسرائيل"، إلى التحالف مع اليمين القومي حيث شارك (المفدال) في جميع الحكومات التي شكلها "الليكود" منذ ذلك الوقت. فلغاية منتصف السبعينيات كانت القضايا الدينية هي القضايا الأساسية لتيار وحزب الصهيونية - الدينية، وبعد صراع شديد بين القيادة القديمة ممثلة بزعامة السياسي المخضرم يوسيف بورغ والقيادة الشابة المتأثرة بتعاليم الحاخام المتشدد تسفي يهودا هكوهين كوك (الزعيم الروحي لحركة "غوش إيمونيم" وهي الذراع الاستيطانية للتيار القومي - الديني) بدأ هذا التيار وحزبه يركزان جلّ انشغالهما على الاستيطان في المناطق الفلسطينية المحتلة والتأكيد على عقيدة "أرض إسرائيل الكبرى" ورفض ومعارضة أية إمكانية تسووية للصراع تنص على تفكيك مستوطنات وانسحاب إسرائيلي من الضفة الغربية وقطاع غزة ناهيكم عن إقامة دولة فلسطينية مستقلة ولو على جزء من الأراضي المحتلة في الضفة والقطاع.

 

وشهد التيار الصهيوني- الديني الذي يتبعه معظم المستوطنين في المناطق المحتلة، والذي تتراوح قوته الانتخابية خلال العقدين الأخيرين (وخاصة منذ ظهور حركة "شاس" الدينية الشرقية على الساحة في منتصف الثمانينيات) بين خمسة وثمانية مقاعد في البرلمان [في انتخابات 2003 حصل "المفدال" على ستة مقاعد] عدة انشقاقات على خلفية إثنية وأيديولوجية، وقع آخرها وأهمها سنة 1999 عندما انسحب من حزب "المفدال" زعيما "الجيل الشاب" المتطرفان حنان بورات وتسفي هندل ليقيما حزباً أكثر تطرفاً ("تكوماه") وهو اليوم جزء من الحزب اليميني المتطرف "هئيحود هليئومي" [الإتحاد الوطني]...

 

غير أن الصراع داخل تيار الصهيونية - الدينية ورغم انسحاب حزبه الرئيس "المفدال" من حكومة شارون عقب إقرارها لخطة "فك الارتباط"، لم ينته أو يتوقف بهذه الخطوة (الانسحاب من الحكومة) التي جاءت من باب "التوفيق"، بل لا يزال يدور "تحت السطح" بين جناحين رئيسيين، الجناح السياسي البراغماتي والجناح العقائدي الأصولي "المسيحاني"، وعلى ما يبدو فإن منحى هذا الصراع، الذي "همد" نسبياً في مظهره العلني تحت مظلة "التوافق" الذي وفرته خطة الانفصال والانسحاب من قطاع غزة، بات يتوقف حسب المراقبين على شكل "المواجهة" التي سيتبعها تيار الصهيونية - الدينية ذاته وبأجنحته المختلفة في "صراعه" ضد خطة الفصل والانسحاب وتداعياتها المستقبلية.

 

ولعل قراءة التقرير التالي، الذي نشرته صحيفة "هآرتس" (في 22 تموز الجاري) والذي يلخص وجهات نظر وتقديرات نخبة من رجالات الفكر والمنظرين الأكاديميين والأيديولوجيين لتيار الصهيونية الدينية يلقي مزيداً من الضوء والتحليل في هذا الصدد ويوفر إجابات وتقديرات في "العمق" بشأن السيناريوهات المحتملة لتطور ما يوصف بـ"الأزمة" الراهنة في العلاقات بين الصهيونية- الدينية والصهيونية القومية العلمانية.

 

جاء في التقرير:

 

الحاخامات الذين يدعون إلى عصيان الأوامر، عشرات الآلاف الذين يهددون باقتحام حواجز الجيش والشرطة على الطريق المؤدي إلى "غوش قطيف"، معتمرو القبعات المنسوجة الذين ينعتون الجنود بـ"نازيين" ... كل هذه الأمور لا تشير فقط إلى صرخة التحدي الثانية الأكثر حدة، في تاريخ الدولة، للديمقراطية وقراراتها، بعد المواجهة التي دارت حول اتفاق التعويضات. فحيث أن الحديث يدور هنا عن صرخة التحدي التي تصدر كلها تقريباً عن عالم الصهيونية الدينية، فإنه يمكن التحدث أيضاً عن أزمة متجوهرة أكثر بين الصهيونية الدينية والدولة.

 

ففي المحصلة يتناول الأمر قطاعاً كان خطابه طوال العقود الأخيرة الأكثر رسمية من الجميع. إنه القطاع الذي ربى وأنشأ أبناءه على روح التطوع الأكبر للوحدات القتالية، الذي رأى في الدولة قيمة بمنزلة القداسة الدينية (دأب الكثيرون من أتباع الصهيونية الدينية على اقتباس عبارة الأب الروحي للتيار - الحاخام كوك: "دولة إسرائيل هي أساس عرش الله في العالم"). فكيف تصدر إذن عن هذا القطاع بالذات مثل هذه التعديات السافرة على فكرة الرسمية؟

 

يقول البروفيسور دوف شفارتس، من دائرة دراسة إسرائيل في جامعة "بار إيلان" (معقل التنظير الأكاديمي الأول لتيار الصهيونية الدينية) والمتخصص في دراسة التاريخ والفكر الصهيوني - الديني، إن الفجوة تكمن في حقيقة أن العالم العلماني لا يفهم ببساطة اللغة الدينية - القومية ولذلك فإنه لم يدرك أن المسيحانية كانت ماثلة هناك على الدوام.

 

ويضيف شفارتس، الذي يعتقد أنه ليس هناك من صهيوني - متدين غير مسيحاني "في لاوعيه على الأقل"، إن "الصهيونية- الدينية، ورغم كل رسميتها، تمثل مجموعة لديها لغة خاصة بها". بمعنى تؤمن بشعارات "أرض الميعاد" و"أرض إسرائيل التوراتية" الخ. وزاد مؤكداً "حتى الصهيوني - الديني البراغماتي يؤمن أن لأرض إسرائيل قيمة مفضلة (إلهياً حسب التوراة) في حد ذاتها، عدا عن كونها وسيلة لتجسيد التطلعات والرغبات القومية".

 

البروفيسور آفي رفيتسكي، من دائرة دراسة الفكر الإسرائيلي في الجامعة العبرية، أرجع من جهته "المشكلة" إلى ضبابية المفاهيم داخل الصهيونية - الدينية ذاتها، وقال "لقد تحطمت الرسمية لأن نفس محافل الصهيونية الدينية التي تقوم بتحطيمها الآن لم تتحدث في الواقع مطلقاً عن دولة إسرائيل الواقعية، وإنما عن دولة هي (أساس- مرتكز- عرش الله في العالم)" ... المشكلة هي- أردف رفيتسكي موضحاً "أن الحاخام كوك الأب كتب ذلك قبل قيام الدولة كرؤية أيديولوجية. وعندما يكتب تلاميذه وتلاميذهم ذلك عن دولة واقعية فإن الأمر يتحول إلى وثنية ... وحين تظهر فجوة بين الدولة الواقعية والرؤية الخلاصية، تفقد الدولة الواقعية مغزاها، وتتحول إلى ظل باهت للدولة المثالية التي تمثل الجوهر والأساس".

 

لكن هذا الكلام لا يفسر حتى الآن لماذا يحدث الشرخ بالذات حول مسألة إخلاء مستوطنات، في الوقت الذي توفرت فيه للصهيونية الدينية فرص كافية في السابق للشعور بالخيبة إزاء الفجوة بين الدولة الواقعية والرؤية الخلاصية (المسيحانية).

 

لذلك يضيف رفيتسكي العنصر السوسيولوجي بقوله "لقد نشأ جيلي، الجيل الذي يتزعم الآن التمرد، على إحساس بالدونية سواء إزاء- مقابل- العلمانيين، في شأن بناء البلاد (الدولة) أو إزاء الحريديم في شأن التفاني والإخلاص". ثم يكمل البروفيسور الصهيوني المتدين ذاته محيلاً إلى استنتاج استدراكي يلخص وجهة نظر تياره: "التشبث باستيطان البلاد شكل حلاً للمشكلتين: فنحن نقوم ببناء البلاد ونجسد في الوقت ذاته تفانينا وتضحيتنا. وقد منح ذلك جيلاً كاملاً هويته التي يريدون الآن سلبها منه".

 

اقتراح لحل الأزمة بروح المسيحانية

 

بغية التغلب على الأزمة، أزمة "الفجوة بين الدولة الواقعية والرؤية المسيحانية"، يقترح أستاذ دراسات الفكر الإسرائيلي على حاخامات الصهيونية الدينية أن يعيروا انتباههم لما وصفه بـ"الرسالة العميقة" المستشفة من أقوال معلمهم الروحي الحاخام كوك، بسحب القيمة الدينية التي أعطاها الأخير للاستيطان العلماني، على الانسحاب (من مستوطنات قطاع غزة) أيضاً. ويقول رفيتسكي إن "أمام هذه الزعامة- زعامة معسكر الصهيونية الدينية- تتوفر اليوم إمكانية لإحداث انفصال نفسي عن الخطوة الصهيونية (خطوة الانسحاب من غزة)، عن اللقاء بين الأرثوذكسية والحداثة، حتى لو واصلوا (أي أعضاء الصهيونية الدينية) رسمياً الخدمة في الجيش". أما الإمكانية الثانية حسب استدراك رفيتسكي ذاته فهي "تأمل الخطوة بنظرة تاريخية خلاصية، بصيغة الحاخام كوك الذي أدرك - حسب تعبير رفيتسكي - ما لم يدركه زملاؤه الحاخامات ..."، وهو أن "الموقف الديني يمتلك قوة هائلة في الحفاظ على المطلق والأزلي، ولكنه- الموقف الديني - لهذا السبب بالذات لا يستطيع إحداث انطلاقة تاريخية حتى عندما تكون مثل هذه الانطلاقة ضرورية ومطلوبة".

 

أما د. عميئيل أونغر، وهو أحد كتاب الأعمدة في صحيفة "نيكوداه" (نقطة) الناطقة بلسان المستوطنين، ومحاضر في العلوم السياسية في كلية "أريئيل" [في مستوطنة "أريئيل" قرب نابلس] فيرى أنه ليست هناك بتاتاً "أزمة رسمية" وإنما "بداية تمييز صحيح- من جانب الصهيونيين المتدينين- بين الدولة، التي لا تزال قيمة، وبين مؤسساتها وأفراد نخبها" الذين ينصب غضب تيار الصهيونية الدينية عليهم. ولا يستثني أونغر مؤسسة الجيش الإسرائيلي من "نظرة التمييز الجديدة" لدى أعضاء الصهيونية الدينية بقوله "جيش الدفاع الإسرائيلي ما زال مؤسسة رسمية حيوية، لكن التوجه (النظرة) نحوه بات أكثر إدراكاً وتبصراً... فمن الواضح لنا اليوم أن "تساهل" غير معزول عن المناخ في عامة المؤسسة. هناك خيبة أمل من ضباط صرحوا بأقوال وآراء معينة قبل إعلان رئيس الوزراء عن الخطة - خطة الانفصال والإخلاء - ثم سارعوا بعد ذلك إلى التساوق مع الخط الرسمي".

 

في أي اتجاه ستتطور الأزمة ؟

 

 

السؤال المطروح الآن هو في شأن المنحى المحتمل لتطور "الأزمة الراهنة" بين الصهيونية الدينية والدولة الرسمية في أعقاب الانسحاب الوشيك المزمع من قطاع غزة.

 

أونغر وكذا الحاخام آفي غيسر، حاخام مستوطنة "عوفرا" (قرب رام الله) الذي يشاطره الرأي المقلل من شأن ما يوصف بـ"الأزمة" في نظرة تيار الصهيونية الدينية للدولة والجيش، يؤكدان على وجوب إقامة "علاقات صحية أكثر مع الدولة ومؤسساتها".

 

أونغر يتوقع أن يشهد الصيف الحالي "إعلان الاستقلال" للشبيبة الصهيونية- الدينية، وزاد في القول موضحاً: سوف أكتب مقالة عن "أولاد صيف 2005"... هذا الصيف سيكون مفصلياً للصهيونية الدينية، سيفضي إلى قيام جيل جديد كجيل "البراعم" في الستينيات أو أبناء حرب يوم الغفران (1973) لدينا.

 

ويستبعد أونغر سيناريو تحول أتباع الصهيونية الدينية إلى الحريدية، الذي يدور الحديث عنه حالياً في بعض الأوساط، ويقول إن "هذا السيناريو يبدو لي خاطئاً لا سيما وأن الحريديم أنفسهم تغيروا ولم يعد لديهم انغلاق تام أو مطلق".

 

مع ذلك، وعلى غرار الحاخام يعقوب مدان الذي اقترح أخيراً على الصهيونية الدينية تجديد التحالف مع معسكر الحريديم (بدل تحالفها التاريخي مع الصهيونية الأشكنازية العلمانية) يعتقد أونغر أيضاً أن تعاوناً سوف ينشأ بين تياره وتيار الحريديم، يشمل ما وصفه "نضالاً واسعاً مشتركاً ضد النخب المتنفذة وليس فقط حول مسألة أرض إسرائيل"، وأردف موضحاً "سيكون ذلك صراعاً يمتد على كامل الحلبة، ابتداء من طابع وتركيبة المحكمة العليا وحتى طابع التعليم في الدولة، وفي المحصلة سيكون للديمغرافيا الدينية وزنها أيضاً في هذا الصراع" حسب توقعات الكاتب الصهيوني المتدين.

 

من جهته لا يتوقع الحاخام غيسر "طلاقاً أبدياً" بين الصهيونية والدولة لأن ذلك "منافياً للنموذج الأعمق لدينا" حسب قوله، لكنه توقع "طرازاً" جديداً من السلوك والمماحكة المرتابة حول كل صغيرة وكبيرة "كحال زوجين انفصلا بعد نزاع شديد لكنهما اضطرا إلى تربية الأولاد معاً" وفق تعبيره.

 

د. موشيه هلينغر، من دائرة العلوم السياسية في جامعة "بار إيلان"، والذي كتب قبل عدة سنوات مقالة حول الصهيونية - الدينية في القرن الحادي والعشرين، ركز من طرفه ليس على "الأزمة" مع الدولة وإنما مع الجمهور العلماني وقال في لهجة تقريرية تنم عن نقد ذاتي واضح "ذلك هو الثمن الباهظ الذي سندفعه عن قصر النظر التاريخي لدى زعامة الصهيونية الدينية: فالجمهور العلماني يمر اليوم بأزمة قيم عميقة. لقد كان هذا الجمهور متعطشاً لبشرى الربط بين مصادر اليهودية وبين رسالة اجتماعية من النوع الذي يمكن للصهيونية الدينية فقط أن تقدمها".

 

ويستطرد هلينغر في مراجعته لنهج أقطاب تياره القاصر "عوضاً عن ذلك فإن الصراع على السيطرة في المناطق [الضفة الغربية وقطاع غزة] ولا سيما في شكله الحالي، ليس من شأنه فقط أن يبعد الجمهور العلماني، بل ويمكن أن يولد عداء [تجاه الصهيونية- الدينية] من جانب الجمهور التقليدي أيضاً، والذي لا يوافق على كسر قواعد الرسمية، خاصة إذا ما جاء العنف من جانب المتظاهرين".

 

مع ذلك يرى هلينغر أن "الأزمة" ضُخمت بشكل مقصود بما في ذلك من خلال ردة فعل اليسار العلماني عليها، ويضيف معلقاً في هذه المرة قصور تياره على شماعة هذا "اليسار العلماني" بالرغم عما يعتريه من ضعف ووهن جلي وإلى درجة الغياب شبه التام عن الساحة، إن "كراهية اليسار تجاه الصهيونية الدينية الاستيطانية تفوق بكثير الكراهية المعاكسة، وتتضمن أيضاً مكونات لا سامية ..."، على حد تعبيره.

 

ويستطرد هلينغر في هجومه على اليسار ذاته "ثمة مصلحة لدى الكثيرين في معسكر اليسار بتشويه صورة الصهيونية الدينية، نظراً لأن الانحطاط القيمي لعالمهم [عالم اليسار الصهيوني العلماني] بات عميقاً جداً، وهم بذلك يصرفون الأنظار عن أزمتهم".

 

وفي تقدير رفيتسكي فإن "الأزمة" ستؤدي أيضاً وفي الوقت نفسه إلى تحوّل محافل معينة نحو الحريدية من جهة وإلى ظهور رغبة لدى آخرين بالتغلب على الفجوة والسعي إلى "التواصل مجدداً" مع الجمهور العلماني من جهة أخرى. ويقول رفيتسكي إن "الأحداث في حد ذاتها لا تولد رد فعل من نوع معين. فرد الفعل منوط بنوعية الشخصية أو الهوية الذاتية وبالترسبات التي كانت تحتويها قبل الأزمة". ولا يستبعد رفيتسكي أن يَنفضَّ قسم من شبان الصهيونية الدينية من حول زعامتهم الحاخامية، مشيراً إلى أن "هذا الجيل من الشبان نشأ في البلاد وبالتالي لن يرغب في العودة إلى الاغتراب الذي عانى منه أجدادهم قبل سبعين عاماً. فهو يريد أن يكون جزءاً من القلب النابض للمجتمع" حسب قوله.

 

في المقابل يميز البروفيسور شفارتس بين الأزمة الداخلية والأزمة الخارجية ويقول إن الأزمة الداخلية قابلة للحل بسهولة نسبياً فـ"أدوات وأجهزة التفسير العقلية لدى الزعامة الدينية ستهتدي إلى الحل القادر من ناحية دينية على تفسير التراجع والنكوص في فكرة - حلم - الخلاص" مضيفاً أن "المشكلة تكمن في العلاقات مع الجمهور العلماني الليبرالي المعادي أصلاً للجمهور الديني الذي يهدد ليبراليته".

 

ويختم رفيتسكي بقوله إنه "متشائم في هذا المجال".