المراسل السياسي والدبلوماسي في صحيفة هآرتس: أتوقع أن ينتهي اللقاء بين نتنياهو وأوباما بمزيد من النفور

اقتصاد ومجتمع

*التقرير يعرض صورة قاتمة لاتساع الفجوات الاجتماعية *التفاصيل الدقيقة تدل على أن الشريحة الدنيا اتسعت بشكل كبير بين العرب وتقلصت بين اليهود *نسبة العرب في الشريحة العليا تراجعت ونسبة اليهود ارتفعت*

 

*التقرير يعرض صورة قاتمة لاتساع الفجوات الاجتماعية *التفاصيل الدقيقة تدل على أن الشريحة الدنيا اتسعت بشكل كبير بين العرب وتقلصت بين اليهود *نسبة العرب في الشريحة العليا تراجعت ونسبة اليهود ارتفعت*

 

كشف تقرير "مركز أدفا" الإسرائيلي لأبحاث القضايا الاجتماعية عن اتساع الفجوات الاجتماعية في إسرائيل في السنوات الأخيرة، من خلال بحث تركز في بحث طبيعة وحجم "الشريحة الوسطى" في إسرائيل، مقابل الشريحتين الدنيا والعليا، وكلها شرائح من الأجيرين في إسرائيل. ويظهر من التقرير أن الشريحة الوسطى تقلصت منذ العام 1992 إلى العام 2010، أساسا بواسطة تهاوي نسبة كبيرة إلى دائرة الفقر والشريحة الدنيا، وقسم بسيط تحسنت ظروفه الاقتصادية وبات من الشريحة العليا، ولكن التقرير ذاته يؤكد أن الجمهور المتضرر أساسا هو العرب، في حين أن الظروف الاجتماعية لدى اليهود في تحسن مستمر.

 

ويعرّف البحث الشريحة الدنيا اقتصاديا تلك التي مدخول العائلة فيها 1736 دولارا شهريا، والشريحة الوسطى التي مدخول العائلة فيها 3372 دولارا شهريا، والشريحة العليا التي مدخولها الشهري بلغ 6457 دولارا.

 

ويظهر أيضا أن مدخول العائلة من الشريحة الدنيا ارتفع منذ العام 1992 إلى العام 2010، بأسعار آخر عام، بنسبة 18%، بينما ارتفع المدخول لدى الشريحة الوسطى في نفس الفترة بنسبة 24%، أما لدى الشريحة العليا فقد ارتفع المدخول بنسبة 27%، ما يزيد أكثر الفجوات الاجتماعية.

 

وبحسب التقرير، فإن نسبة من هم ضمن الشرائح الدنيا ارتفعت من 6ر32% في العام 1992، إلى 3ر34% في العام 2002، وإلى 4ر34% في العام 2010، وسنرى لاحقا في هذا التقرير أن نسبة الشرائح الفقيرة ارتفعت بسبب الارتفاع الحاد بين العرب، وهبوط الفقر بين اليهود.

 

أما على مستوى الشريحة الوسطى، ففي العام 1992 كانت النسبة 8ر30%، وانخفضت في العام 2002 إلى 1ر28%، وفي العام 2010 إلى 1ر27%، في حين ارتفعت نسبة من هم ضمن الشريحة العليا من 5ر36% في العام 1992 إلى 6ر37% في العام 2002، وإلى 8ر37% في العام 2010، وهنا أيضا فإن الارتفاع الطفيف ناجم، على الرغم من الارتفاع الحاد بين اليهود والانخفاض الحاد في نسبة العرب.

شريحة الفقراء

تتسع عند العرب

 

 

وعرض التقرير معطيات توسع وتقلص الشرائح المختلفة، على المستوى القومي، لتظهر النتيجة المتوقعة، وهي أن شريحة الفقراء تتسع اساسا بين العرب وتتقلص بين اليهود، كما أن نسبة تقلص الشريحة الوسطى لدى العرب أعلى منها لدى اليهود، في حين أن الشريحة الغنية تتسع عند اليهود وتتقلص عند العرب.

 

ونقرأ أنه على مستوى الشريحة الدنيا اقتصاديا، فإن 2ر31% من اليهود كانوا ضمن هذه الشريحة في العام 1922، وارتفعت نسبتهم بشكل طفيف إلى 3ر31% في العام 2001، لتنخفض في العام 2010 إلى 9ر29%، أما لدى العرب، فإن 4ر56% منهم كانوا ضمن الشريحة الدنيا اقتصاديا، وارتفعت النسبة في العام 2002 إلى 3ر57% ولترتفع أكثر في العام 2010 إلى نسبة 64%.

 

أما على مستوى الشريحة الوسطى، فإن النسبة تقلصت في الجمهورين ولكن بتفاوت، ففي العام 1992 كان 1ر31% من اليهود ضمن الشريحة الوسطى، وتقلصت النسبة في العام 2002 إلى 28%، ثم ارتفعت في العام 2010 إلى نسبة 5ر28%، وكما هي الحال في الشريحة الدنيا، فإن تقلص الشريحتين هو نتيجة اتساع الشريحة العليا بين اليهود.

 

أما لدى العرب فقد كان 4ر26% من بينهم ضمن الشريحة الوسطى في العام 1992، وارتفعت هذه الشريحة إلى 8ر28% في العام 2002، لتنخفض إلى 4ر23% في العام 2010.

 

وتستمر الفجوات في الشريحة العليا، ففي حين كان نحو 7ر37% من اليهود في العام 1992 ضمن الشريحة العليا، فإن نسبتهم ارتفعت في العام 2002 إلى 7ر40%، وفي العام 2010 إلى 6ر41%، أما بين العرب، فقد انخفضت النسبة من 1ر17% في العام 1992 إلى 9ر13% في العام 2002، ثم إلى 6ر12% في العام 2010.

 

ونرى ضمن معطيات جدول "مركز أدفا" ذاته تباينا بين الشرائح اليهودية المختلفة، فقد تقلصت الشريحة الدنيا اقتصاديا بين المهاجرين من دول الاتحاد السوفياتي السابق، من 7ر56% في العام 1992 إلى 7ر38% في العام 2010، والحال ذاته، يسري على أبناء اليهود الشرقيين بفارق النسب، أو لدى أبناء اليهود الأشكناز، باستثناء أبناء اليهود من مواليد البلاد، الذين سجلوا ارتفاعا طفيفا في نسبة الشريحة الدنيا بينهم.

 

ونقرأ أيضا ارتفاعا حادا لدى المهاجرين من الاتحاد السوفياتي السابق ضمن الشريحة العليا، من 6ر10% في العام 1992 إلى نسبة 2ر27% في العام 2010.

وتعكس هذه المعطيات حقائق الفقر التي تعرضها تقارير مؤسسة الضمان الاجتماعي الرسمية (مؤسسة التأمين الوطني)، إذ أن تقارير العامين الأخيرين، على وجه الخصوص، دلت على تراجع نسب الفقر بين اليهود، واستمرار ارتفاعها بين العرب، ففي حين أن نسبة الفقر العامة بين العرب تزيد عن 54% فإنها بين اليهود في حدود 16%، ولكن من دون المتدينين الاصوليين الذين يعيشون حياة تقشفية، فإن نسبة الفقر بين اليهود تهبط إلى ما دون 11% وبين اليهود الأشكناز، في حدود 8%، وهي نسب مماثلة لنسب الفقر الأوروبية، بينما نسب الفقر بين العرب قريبة من النسب في إفريقيا.

 

وهذه المعطيات تقول عمليا إن توسع شريحة الفقراء جاءت نتيجة الارتفاع الحاد في نسبة اتساع هذه الشريحة بين العرب.