حق العودة، لا رفض التوطين

وثائق وتقارير

تقرير خاص للمركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية- مدار عن وقائع الندوة الخاصة التي عقدت في جامعة تل أبيب يوم 30 تموز 2007 تحت عنوان "حرب لبنان الثانية- الحساب الذاتي لوسائل الإعلام"، وذلك على هامش إطلاق تقرير خاص عنوانه "وسائل الإعلام الإسرائيلية في حرب لبنان الثانية" أعدّه "مركز كيشف لحماية الديمقراطية في إسرائيل"

(*) قال عكيفا إلدار، المعلق السياسي البارز في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، إن مشكلة أداء وسائل الإعلام الإسرائيلية خلال "حرب لبنان الثانية" في صيف 2006 تكمن في أنها نأت بنفسها عن طرح السؤال بشأن إمكانية منع اندلاع الحرب، خصوصًا في ضوء أو على رغم معرفتها التامة بكونها حربًا يستحيل حسمها عسكريًا.

أضاف إلدار أن التواتر الذي يميز وسائل الإعلام الإسرائيلية، هذه الأيام، في التطرّق إلى مشاكل الجبهة الداخلية الإسرائيلية بعد الحرب يعكس بكيفية ما رياء وسائل الإعلام هذه التي لم تحرّك ساكنًا قبل اندلاع الحرب ولم توجّه أي نقد إلى المؤسسة السياسية على خلفية إهمال الجبهة الداخلية. ونوّه إلى كون تلك المشاكل معروفة للقاصي قبل الداني، وسبق أن ألمح إليها تقرير مراقب الدولة الإسرائيلي في العام 2001، على أثر الانسحاب الإسرائيلي الأحادي الجانب من جنوب لبنان في العام 2000.

 

جاءت أقوال إلدار هذه في الندوة الخاصة التي عقدت في جامعة تل أبيب يوم 30 تموز/ يوليو 2007 تحت عنوان "حرب لبنان الثانية- الحساب الذاتي لوسائل الإعلام"، وذلك على هامش إطلاق تقرير خاص عنوانه "وسائل الإعلام الإسرائيلية في حرب لبنان الثانية"، أعدّه "مركز كيشف لحماية الديمقراطية في إسرائيل".

 

من ناحيتها قالت الصحافية عنات سراغوستي، مراسلة القناة التلفزيونية الإسرائيلية الثانية، والتي سبق لها أن عملت محررة في القناة نفسها، إن معظم الصحافيين الإسرائيليين آثروا خلال حرب لبنان الثانية أن يبقوا في المناطق التي يغمرها الضوء وألا يبحثوا عن الخفايا الموجودة في العتمة. وأضافت أن وسائل الإعلام الإسرائيلية استغلقت على خطاب واحد- هو الخطاب الحربيّ- ولم يكن لديها أدنى استعداد لسماع أصوات أخرى تتضاد مع هذا الخطاب وخصوصًا من لدن الأصوات النسائية. كما تميّز أداء وسائل الإعلام هذه بتغييب الجانب المدنيّ للحرب، وعلى وجه الخصوص الجانب المدنيّ المتعلق بالطرف الآخر، اللبناني، حيث أن قصص المعاناة لدى السكان المدنيين اللبنانيين لم تجد لها حتى موطئ قدم على الشاشة الصغيرة وكذلك ضمن تقارير الصحافة المكتوبة والمسموعة.

 

وقد تولت عرافة الندوة الصحافية طالي ليبكين- شاحك، من صحيفة "معاريف". وأشارت بدورها إلى أن جذور مشكلة وسائل الإعلام الإسرائيلية كامنة أيضًا في أدائها خلال الحروب الإسرائيلية السابقة. وفي هذا الشأن استذكرت قصة حصلت معها قبل عشرين عامًا عندما عملت مراسلة عسكرية لصحيفة "دافار" الإسرائيلية العمالية المحتجبة. ففي ذلك الوقت، أوائل العام 1988، غداة اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى، كتبت تقريرًا حول تنكيل جنود إسرائيليين بفتية فلسطينيين في نابلس بعد اعتقالهم وسلمته إلى الصحيفة، لكنها فوجئت بأنّ رئيسة تحرير الصحيفة، حنه زيمر، الصحافية المعروفة والمشهورة بمواقفها الليبرالية، رفضت نشره بحجة أن ذلك "سيؤلّب العالم ضد إسرائيل"!.

 

وشارك في الندوة أيضًا المراسل العسكري للقناة التلفزيونية الأولى، يوآف ليمور والمراسل العسكري للقناة التلفزيونية العاشرة، ألون بن دافيد والمعلقة في صحيفة "معاريف"، ياعيل باز- ميلاميد.

 

وقال ليمور إن تجنّد الصحافة الإسرائيلية إلى جانب حرب لبنان الثانية هو أمر مبرّر، خصوصًا وأن الطرف الثاني كان البادئ بشنّها. وأضاف أن "كل الإسرائيليين هم جنود في الحرب، لأن العدو (العربي والفلسطينيّ) لا يفرّق بيني وبين الجندي".

 

بدوره تحدث بن دافيد في هذا الاتجاه وقال إن وسائل الإعلام الإسرائيلية "قدمت صورة دقيقة تمامًا عن الحرب". وأضاف أن سيطرة "الصبغة الوطنية" على الأداء الصحافي ليست تهمة أو أمرًا مستهجنًا يجب أن يؤرق رجال الإعلام.

 

أما باز- ميلاميد فقالت إنها واجهت معضلة حقيقية خلال هذه الحرب على خلفية أن أحد أبنائها "كان مقاتلاً في الجبهة ضمن صفوف الجيش" وأنها وقعت في تناقض حادّ بين ضرورة توجيه النقد الشرعي إلى الحرب عمومًا وبين "واجب عدم الوقوف ضد هذه الحرب العينية". من ناحية أخرى انتقدت عدم إيلاء وسائل الإعلام الاهتمام الكافي والمطلوب لقضايا الجبهة الداخلية.

 

تقرير "مركز كيشف"

 

سبق الندوة عرض موجز لمحتويات تقرير "مركز كيشف" حول أداء وسائل الإعلام الإسرائيلية خلال حرب لبنان الثانية الذي جاء تحت عنوان "حرب حتى اللحظة الأخيرة".

 

ويستند التقرير إلى تحليل التغطية الكاملة للحرب في نشرات الأنباء التي أذيعت عبر قنوات التلفزة الإسرائيلية الثلاث: الأولى والثانية والعاشرة وعبر الصحف اليومية الثلاث الكبرى "يديعوت أحرونوت" و"معاريف" و"هآرتس". وقد تم الإطلاع، خلال إعداده، على تسعة آلاف تقرير صحافي متلفز ومكتوب ظهرت خلال الفترة الممتدة من 12 تموز/ يوليو حتى 15 آب/ أغسطس 2006.

 

وأكد التقرير أنه خلافًا للانطباع السائد كما لو أن وسائل الإعلام الإسرائيلية كانت نقدية حيال حرب لبنان الثانية حتى في زمن وقوعها الحقيقيّ، فإنه باستثناء حالات نادرة شاذة عن القاعدة العامة جرى التطرق إليها في سياق التقرير غطت وسائل الإعلام المركزية كافتها الحرب بصورة شبه مجندة تمامًا. وانسحب ذلك على العديد من الحالات التي جلب خلالها مراسلو هذه الوسائل الإعلامية الميدانيون مواد إخبارية اشتملت على كل ما كشفت النقاب عنه تقريبًا لجنة فينوغراد (لتقصي الحقائق بشأن الحرب على لبنان) بعد عدة أشهر من تحقيقاتها. وقد تمّ تهميش هذه المواد ضمن التقارير عند تحريرها.

بناء على ما تقدّم- يتابع التقرير- خلقت وسائل الإعلام الإسرائيلية المذكورة مناخًا عامًا من التأييد الكامل والمطلق للحرب وعدالتها، وأقصت بصورة منهجية علامات الاستفهام التي طرحت منذ اليوم الأول لاندلاعها، بواسطة تهميشها. مع هذا فقد ظهرت بين الفينة والأخرى، في موازاة هذا التأييد، مواقف نقدية إزاء بعض العناصر التكتيكية في إدارة الحرب، وقد تعاظمت هذه المواقف النقدية مع الاقتراب من نهاية الحرب وبعد أن اتضح بصورة جلية أن الجيش الإسرائيلي قد أخفق في إحراز النصر. غير أن الروح العامة التي ظهرت من تغطية الحرب، بالمفهوم الأوسع، أي الإستراتيجي، كانت روحًا غير نقدية عيانًا بيانًا، وذلك منذ لحظة اندلاع الحرب وحتى لحظة نهايتها.

 

ونوّه التقرير، أيضًا، بأن وسائل الإعلام الإسرائيلية لم تغطَِ الحرب بنفس الكيفية تمامًا. وبينما ألقمت القناة التلفزيونية الثانية وصحيفة "معاريف" جمهور مستهلكيهما، في الغالبية المطلقة من تقاريرهما، "تغطية وطنية وناقمة ومجندة بصورة علنية"، فإن صحيفة "يديعوت أحرونوت" والقناة التلفزيونية الأولى تجندتا للحرب لكن بصورة أكثر اعتدالاً. أما صحيفة "هآرتس" والقناة التلفزيونية العاشرة فقد وفرتا، في بعض الأحيان، تغطية نقدية وأكثر عمقًا، بل إن بعض التقارير في القناة العاشرة "تميزت بالنقد والشجاعة مع كل ما يعنيه ذلك من معانٍ ودلالات"، على حدّ تعبير التقرير.

 

 

شهادات خاصة من داخل وسائل الإعلام

 

 

يشير التقرير إلى أنه منذ أن انتهت حرب لبنان الثانية وحتى لحظة إعداده وصلت إلى "مركز كيشف" شهادات عديدة من داخل وسائل الإعلام الإسرائيلية تدل على مناخ التجنّد الذي سيطر على غرف الأخبار في أثناء الحرب. وقد رفض غالبية أصحاب هذه الشهادات الكشف عن هوياتهم، ولذا فقد تعذّر على معدي التقرير أن يضمنوها فيه مخافة انكشاف أمرهم وتعرضهم بالتالي لأذى المسؤولين عنهم. لكن الشهادات متشابهة في معظمها وتشير إلى هيمنة مشاعر العربدة العدوانية والتهافت العاطفي والرقابة الذاتية وصدور أوامر صارمة من فوق، كما تشير إلى الخوف من الإعراب عن مواقف معارضة في مقابل الصورة الأحادية التي انعكست بشكل يومي من تقارير تغطية الحرب ذاتها. وإنّ الصورة العامة التي ترتسم من هذه الشهادات هي صورة صعبة للغاية "وتتناقض مع ما ينبغي أن يكون عليه أداء وسائل الإعلام في دولة ديمقراطية"، وفقما يؤكد التقرير.

 

مع هذا فقد نشر التقرير شهادتين من الشهادات الواردة إلى "مركز كيشف" من داخل وسائل الإعلام الإسرائيلية:

 

  • الأولى- شهادة مراسلة صحيفة "يديعوت أحرونوت" ياعيل غفيرتس، التي كانت في عداد المحررين الذين يكتبون المقال الافتتاحي للصحيفة. وبموجب هذه الشهادة فقد كتبت غفيرتس في يوم 9 آب/ أغسطس 2006 مقالاً حادًّا بعنوان "مخطوفون في البُرج" حذرت فيه من مغبة شنّ عملية عسكرية بريّة غير مسؤولة. وغداة نشرها هذا المقال قام رئيس تحرير الصحيفة في ذلك الوقت، رافي غينات، بفصلها من العمل.
  • الثانية- وثيقة داخلية ليست موقعة أرسلت إلى العاملين في صحيفة "معاريف" بعد الحرب، من قبل نائب مدير عام التسويق في الصحيفة في أثناء الحرب. ومما ورد فيها: "أثبتت "معاريف"، مرة أخرى، على مدار أيام حرب لبنان الثانية، أنها الصحيفة الأكثر وطنية من بين الصحف الثلاث الكبرى. وعلى عكس "يديعوت أحرونوت" و"هآرتس"، اللتين تصرفتا في أثناء الحرب كما في سائر أيام العام، ولم تبلورا خطًا تحريريًا واضحًا، فإن "معاريف" واصلت القيام بما قامت به بهامة مرفوعة أيضًا في الأيام العصيبة لحملة السور الواقي (عملية جنين) وفي فترة الانفصال (عن غزة) أيضًا، وهو دعم الجيش والوقوف العنيد إلى جانب الدولة ولجم النقد ما دامت الحرب مستمرة... حتى عندما كانت في حوزتنا مواد إشكالية تتعلق بإدارة القتال- مثل الأوضاع في مخازن السلاح والذخيرة والتعيينات الإشكالية في قيادة الجبهة الشمالية والنقاشات المربكة بين كبار القادة العسكريين والشكاوى التي تمسّ شغاف القلب لجنود الاحتياط الذين اندفعوا إلى المعركة مع تجهيزات جزئية وبالية- فقد ضبطنا أنفسنا، وبمفهوم معين فقد خنّا مهمتنا الصحافية، لكننا فعلنا ذلك لأننا أخذنا في الحسبان الاعتبار الوطنيّ، وقررنا أن نكون في حالة وقوع حرب، وبالذات حرب لا تتقدّم كما ينبغي وتعتريها التشويشات، جزءًا من الدولة. من الجائز، بل ومن الواجب، أن نرجئ الخلاف والنقد، ولسنا بحاجة لأن نخجل أو نعتذر على كوننا مؤيدين للجيش والحكومة ونوفر لهما الغطاء...

 

النقد أداة ضرورية لالتزام المهنية

 

 

قال يزهار بئير، المدير العام لمركز "كيشف"، إن المركز قرّر أن يكرّس هذا التقرير لذكرى أوري غروسمان، نجل الأديب الإسرائيلي دافيد غروسمان، الرئيس الفخري للمركز، الذي لقي مصرعه في يوم 12 آب/ أغسطس 2006 بعد أن أصبح واضحًا أن الحرب ستنتهي. وأضاف أن وسائل الإعلام تعد عنصرًا حيويًا من عناصر صحة المجتمع. أما النقد فهو أداة ضرورية لحثّ وسائل الإعلام على التزام المهنية.

 

من ناحيته قال أستاذ الإعلام في جامعة تل أبيب والمشرف الأكاديمي على التقرير، د. دانيئيل دور، إن المنهج الذي تم إتباعه في إعداد التقرير انطلق من قاعدة أن عمل التحرير غير تقنيّ قطّ، وإنما يعكس مواقف أيديولوجية وسياسية. وأضاف أن الاستنتاج الأهم، الذي تم التوصل إليه في هذا الشأن، هو أن مراسلي وسائل الإعلام الإسرائيلية المشمولة في البحث جلبوا على مدار أيام الحرب مادة إخبارية وإعلامية هامة تتعلق بكل محاور الحرب التي تعرضت للنقد الشديد بعد أن وضعت أوزارها كما انعكس ذلك، ببريق ساطع، في التقرير الجزئي للجنة فينوغراد. غير أن هذه المواد تمّ تهميشها. وأوضح أن القسم الأكبر من هؤلاء المراسلين غير محسوبين على اليسار ولا يمكن اتهامهم بالعداء للصهيونية والسياسة الإسرائيلية الرسمية.

وفي رأي د. دور فإن الغاية الأسمى لتقرير "مركز كيشف" هي أن يكون دافعًا يحمل وسائل الإعلام الإسرائيلية على محاسبة ذاتها، إلى ناحية إعادة مركز الثقل إلى عمل المراسلين الميدانيين الذين يملكون فعلاً مصادر الأخبار.

وتطرّق دور إلى تأخر صدور التقرير إلى هذه الفترة، التي تصادف فيها ذكرى مرور عام على اندلاع حرب لبنان الثانية، نافيًا أن يكون ما حكم فريق البحث معرفة أشياء أو الإطلاع على تفاصيل وأمور لم يكن في الوسع معرفتها في زمن حصولها الحقيقيّ، ومؤكدًا أن الفريق "تركز فقط فيما عرفته وسائل الإعلام في ذلك الوقت وفي ما لم تفعله مما كان يجدر بها أن تفعله". كما تطرّق إلى حملة النقد الشديدة التي تشنّها وسائل الإعلام الإسرائيلية الآن على تلك الحرب مؤكدًا أنها حملة أقل ما يقال فيها إنها "غير ذات صلة وعديمة الأهمية".

 

 

فصول التقرير

 

يشتمل التقرير على مقدمة وستة فصول.

 

يعالج الفصل الأول تغطية أهداف حرب لبنان الثانية وعملية اتخاذ القرارات. ويتطرق الفصل الثاني إلى تغطية أداء أصحاب القرار، فيما يتناول الفصل الثالث كيفية تغطية وسائل الإعلام الإسرائيلية لما يسميه بـ"هلع الهزيمة" وانعكاس ذلك على خطابها. ويتركز الفصل الرابع في كيفية تغطية حالة الجبهة الإسرائيلية الداخلية من خلال التمييز الواضح بين حالة السكان اليهود وحالة السكان العرب. أما الفصل الخامس فيعالج الأضرار التي ألحقتها الحرب بلبنان وذلك من خلال تجاهل معاناة السكان المدنيين. ويتخصص الفصل السادس والأخير في تغطية الاتصالات السياسية التي شهدتها الأيام الأخيرة للحرب.

 

وفي كلمته الإجمالية يؤكد التقرير أنه ينبغي بوسائل الإعلام في دولة تعتبر نفسها ديمقراطية أن تطرح الأسئلة الصعبة في أثناء وقوع الحرب، لأنه عندها يكون ثمة احتمال ولو طفيف لإحداث التغيير المطلوب.

وعلى ضوء ذلك كله فإن السؤال المطروح الآن لم يعد متعلقًا بكيفية تغطية وسائل الإعلام الإسرائيلية لحرب لبنان الثانية فحسب، وإنما السؤال المهم فعلاً هو كيف ستغطي وسائل الإعلام هذه الحرب المقبلة؟. ويتعيّن على رجال الإعلام، محررين ومديرين، مراسلين ومعلقين، أن يقوموا بمحاسبة الذات التي طالبوا أصحاب القرار في الحكومة والجيش الإسرائيلي بأن يقوموا بها بحقّ بعد الحرب. وهذا ما ينبغي أن يتم الآن قبل أن تندلع الحرب المقبلة لا بعد أن تندلع.

 

 

(ترقبوا تلخيصًا وافيًا لتقرير مركز كيشف حول أداء وسائل الإعلام الإسرائيلية في حرب لبنان الثانية في ملحق "المشهد الإسرائيلي" الذي سيصدر يوم الثلاثاء 7/8/2007)

 

 

 

[المصدر: مركز "مدار". يرجى الإشارة إلى المصدر عند الاقتباس]