أفادت الصحف الإسرائيلية أمس الاثنين أن هناك صراعا يدور وراء الكواليس بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ورئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي بيني غانتس حول هوية قائد سلاح الجو المقبل، وأن أحد المرشحين يؤيد هجوما عسكريا إسرائيليا على إيران فيما يعارضه المرشح الثاني.
وبدأ هذا الصراع في إثر إعراب قائد سلاح الجو الإسرائيلي الحالي اللواء عيدو نحوشتان عن موافقته على إنهاء مهمات منصبه، في الوقت الذي يتنافس فيه ضابطان على خلافته.
وذكرت التقارير الصحافية أن نتنياهو يدفع بقوة في اتجاه تعيين سكرتيره العسكري الخاص اللواء يوحنان لوكير قائدا لسلاح الجو، فيما أن مرشح غانتس للمنصب هو رئيس شعبة التخطيط في الجيش اللواء أمير إيشل.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن لوكير، مرشح نتنياهو، يؤيد شن هجوم عسكري إسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية، بينما يعارض غانتس أن يتم فرض تعيين قائد سلاح الجو عليه ويريد تعيين إيشل قائدا لسلاح الجو، لافتة إلى أن إيشل يعارض هجوما عسكريا إسرائيليا ضد إيران.
لكن الصحيفة نقلت عن ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي قولهم إن موقفي لوكير وإيشل متطابقان حيال مهاجمة إيران، وإنه حتى الآن لم تتم مطالبتهما بطرح موقفيهما.
رغم ذلك أشارت الصحيفة إلى أنه في جميع الأحوال، فإن قضية مهاجمة إيران هي التي دفعت نتنياهو إلى التدخل في اختيار القائد المقبل لسلاح الجو.
وشارك غانتس أول من أمس الأحد في اجتماع لجنة المراقبة التابعة للكنيست، التي بحثت في تقرير مراقب الدولة حول التعيينات في الجيش الإسرائيلي، وعبر عن موقف حازم فيما يتعلق بحقه في حسم هوية قائد سلاح الجو المقبل وقال إنه "يحظر تعيين ضباط كبار خلافا لرأي رئيس هيئة أركان الجيش، وقائد سلاح الجو هو مثل أي ضابط آخر برتبة لواء".
وأضاف غانتس "إنني لا أرى فرقا بين قائد سلاح الجو وبين قائد سلاح البحرية أو قائد الجبهة الداخلية، ومن أجل هذا يوجد رئيس أركان، فهو يدعو المرشحين وهو الذي يشرح أسباب التعيين، ورئيس الأركان حصل على ثقة الحكومة من أجل إدارة شؤون الجيش وهكذا يجب أن تسير الأمور".
ومن الجهة الثانية أظهر غانتس موقفا لينا حيال تعيين نائب رئيس أركان الجيش ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية.
وقال غانتس خلال اجتماع اللجنة البرلمانية إنه "لا يجوز تعيين أي ضابط برتبة لواء لا يوافق عليه رئيس الأركان، لكن من الجهة الأخرى فإنه ليس في جميع المناصب يجب أن يكون رأيي هو المقرر".
ووفقا لـ "يديعوت أحرونوت" فإن غانتس يعتزم تقديم قائمة بأسماء مرشحين لهذين المنصبين إلى وزير الدفاع إيهود باراك ليقرر هوية من سيتولاهما.
وفسر غانتس موقفه بهذا الخصوص بالقول إنه "مثلما لا يجوز تعيين ضابط لا أوافق عليه، فإنني أدرك أن ليس جميع التعيينات ينبغي أن تتلاءم مع أفكاري".
من جانبه قال باراك، الذي شارك في اجتماع اللجنة البرلمانية، إنه ينبغي أن تكون لوزير الدفاع أولوية في تعيين مرشحيه في مناصب عسكرية ذات علاقة بمواضيع مدنية مثل منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية أو رئيس محكمة الاستئناف العسكرية، إضافة إلى "وجوب دراسة التوازن في تعيين رئيس شعبة الاستخبارات ونائب رئيس الأركان وقائد سلاح الجو".
ولفتت الصحيفة إلى أن تعيين قائد سلاح الجو المقبل سيشكل امتحانا لقدرة غانتس القيادية كرئيس للأركان وخصوصا في أعقاب الانتقادات الشديدة التي تم توجيهها له بعد سلسلة التعيينات الأخيرة ولا سيما بعد تشكيل "قيادة العمق" وتعيين قائد لها هو اللواء شاي أفيطال الذي تمت إعادته إلى الخدمة العسكرية بعد عشر سنوات من تسريحه منها كان خلالها منقطعا عما يحدث داخل الجيش.