وضع الجيش الإسرائيلي قواته عند الحدود الإسرائيلية اللبنانية في حالة تأهب عليا تحسبا من هجوم قد ينفذه حزب الله في الذكرى السنوية الأولى لاغتيال القيادي العسكري في الحزب، عماد مغنية، التي تصادف اليوم الخميس. وأجرت القوات الإسرائيلية استعدادات خلال الأيام الأخيرة لمواجهة احتمال تنفيذ حزب الله هجوم على ضوء اتهامه إسرائيل بالمسؤولية عن اغتيال مغنية في العاصمة السورية دمشق العام الماضي، فيما انتهجت إسرائيل سياسة تعتيم حيال عملية الاغتيال ولم تؤكد أو تنفي مسؤوليتها عنها.
وكانت صحيفة يديعوت أحرونوت قد كشفت، الأسبوع الماضي، عن تفاصيل لعملية اغتيال مغنية على أيدي الموساد الإسرائيلي، وذلك استنادا إلى معلومات قدمها ضابط في المخابرات اللبنانية حقق في اغتيال مغنية.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن التقديرات في جهاز الأمن الإسرائيلي تشير إلى أنه ليس بالضرورة أن ينفذ حزب الله هجوما عند الحدود الإسرائيلية اللبنانية أو في يوم الذكرى السنوية للاغتيال، وإنما قد يقدم على تنفيذ الهجوم في موعد آخر وضد هدف إسرائيلي في مكان ما في أنحاء العالم.
وقال موقع يديعوت أحرونوت الالكتروني، اليوم، إن حالة التأهب الأمني الهادفة لحماية أهداف إسرائيلية في أنحاء العالم مستمرة وأنه تم خلال الأسابيع الأخيرة تنفيذ عدة خطوات من أجل تشويش الإعداد لهجمات كهذه ضد هدف إسرائيلي في أوروبا. ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إن "حزب الله يرى بإسرائيل مسؤولة عن تصفية مغنية ووضع هدفا للانتقام على موته، وكل الجهات ذات العلاقة متأهبة لمواجهة هجوم منذ فترة طويلة وستستمر حالة التأهب في المستقبل ايضا ووفقا لتقييمات الوضع التي نجريها".
ويتحسب جهاز الأمن الإسرائيلي بشكل خاص من إقدام حزب الله على خطف مواطن إسرائيلي في إحدى دول العالم وإحضاره إلى لبنان. ولذلك أصدر "طاقم مكافحة الإرهاب" الإسرائيلي عدة تحذيرات سفر للمواطنين الإسرائيليين خلال العام الأخير.
وصادقت اللجنة الوزارية لشؤون الشاباك مؤخرا على تعزيز الحراسة حول أربع شخصيات إسرائيلية ذات خلفية أمنية لدى سفرهم إلى خارج البلاد، وهم وزير الدفاع السابق، عمير بيرتس، ووزير الشؤون الإستراتيجية السابق، أفيغدور ليبرمان، ورئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، تساحي هنغبي، وعضو اللجنة البرلمانية يتسحاق بن يسرائيل.
ورغم حالة التأهب والاستعدادات الإسرائيلية فإن مسؤولين أمنيين إسرائيليين يرون أن حزب الله يخشى من رد إسرائيلي على هجوم قد يقدم على تنفيذه، خصوصا عند الحدود الإسرائيلية اللبنانية، وهذا الأمر يجعل المسؤولين في الحزب يفكرون فيما إذا كان هجوم انتقامي كهذا مُجد للحزب وفي التداعيات التي ستنجم عن تنفيذه.