يتوقع أن يعرض رئيس الحكومة الإسرائيلية،، بنيامين نتنياهو خلال زيارته شرم الشيخ ولقائه الرئيس المصري، حسني مبارك، اليوم الاثنين – 11.5.2009، خطته السياسية، وسيصالح وزير البنية التحتية الإسرائيلية، بنيامين بن اليعزر، مع مصر بعد توتر ناجم عن أوامر أصدرها بن اليعزر بقتل جنود مصريين أسرى خلال حرب العام 1967.
وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن نتنياهو سيستعرض أمام مبارك تفاصيل أولية من خطته السياسية لحل القضية الفلسطينية، وهي الخطة التي يتوقع أن يعرضها نتنياهو على الرئيس الأميركي، باراك أوباما، خلال لقائهما في البيت الأبيض في 18 أيار الحالي. وبحسب يديعوت أحرونوت فإن نتنياهو سيقول لمبارك إن "السلام بين دولتينا هو المحور الذي يضمن الاستقرار في الشرق الأوسط".
وسيبحث نتنياهو مع مبارك موضوع المصالحة بين حركتي فتح وحماس، الجارية بوساطة مصرية، واحتمالات التوصل إلى اتفاق تهدئة في قطاع غزة ومحاربة تهريب الأسلحة إلى القطاع وموضوع تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس. ويبدو أن الموضوع المركزي الذي سيبحثه نتنياهو مع مبارك يتعلق بالملف النووي الإيراني.
وقالت يديعوت أحرونوت إن نتنياهو يعتبر أن لإسرائيل ومصر والأردن يوجد "عدو مشترك"، هو إيران، ولذلك فإن من شأن "تطابق المصالح النادر" أن يؤدي إلى تقدم عملية السلام بين إسرائيل وبين الفلسطينيين والعالم العربي كله. لكن من الجهة الأخرى، قالت الصحيفة إن نتنياهو يأمل بأن يمارس مبارك ضغوطا على الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، لكي لا يرفض اقتراحاته المتعلقة بدفع فكرة "السلام الاقتصادي" التي رفضها الفلسطينيون، كما سيوضح نتنياهو أن "السلام الاقتصادي" ليس بديلا عن المفاوضات السياسية.
وسيتوجه نتنياهو إلى شرم الشيخ، ظهر اليوم، مباشرة بعد استقبال البابا بنديكتوس السادس عشر في مطار بن غوريون الدولي قرب تل أبيب.
وسيرافق نتنياهو الوزير بنيامين بن اليعزر (من حزب العمل) الذي اعتبر في السنوات الأخيرة "شخصية غير مرغوب فيها" في مصر على اثر نشر فيلم وثائقي أعده الصحفي الإسرائيلي، ران إديليست، قبل سنتين ونصف السنة حول إصدار بن اليعزر أوامر بقتل 250 جنديا مصريا أسيرا خلال حرب الأيام الستة في حزيران العام 1967. وقد أثار الفيلم الوثائقي الإسرائيلي ضجة في مصر وطالب أعضاء في مجلس الشعب ومسؤولون ومثقفون مصريون برفع دعاوى قضائية دولية ضد بن اليعزر وتشكيل لجنة تحقيق رسمية في مقتل الجنود المصريين الأسرى.
ومن شأن زيارة بن اليعزر لمصر، اليوم، أن يزيل توتر العلاقات بين الجانبين. وبحسب يديعوت أحرونوت فإنه "بالإمكان الاعتماد على الرئيس مبارك ووزير المخابرات، عمر سليمان، ووزير الدفاع، محمد طنطاوي، الذين سيعرفون كيف يكسرون الجليد مع بن اليعزر". وأضافت الصحيفة أن "الأمر سيبدأ بعناق دافئ وبثلاث قبلات وبعض الكلمات بالعربية المحكية (التي يجيدها بن اليعزر العراقي الأصل) وسيتم محو الخلاف الطويل".