يصل البابا بنديكتوس السادس عشر إلى إسرائيل، قبيل ظهر اليوم الاثنين – 11.5.2009، وسط مقاطعة رئيس الكنيست، رؤوفين ريفلين، وعدد من الحاخامات الكبار لمراسم استقباله في مطار بن غوريون الدولي قرب تل أبيب. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن رئيس الكنيست ريفلين، الذي يعتبر أهم شخصية إسرائيلية بعد الرئيس ورئيس الحكومة، سيقاطع مراسم استقبال البابا وستشارك بدلا عنه نائبة رئيس الكنيست، روحاما أبراهام (من حزب كديما)، فيما سيشارك ريفلين في استقبال البابا في متحف "يد فَشيم" لتخليد ذكرى المحرقة حيث سيلقي خطابا.
وكان حاخامات كبار أعضاء في مجلس الحاخامية الرئيسية الإسرائيلية قد أعلنوا، منذ الأسبوع الماضي، مقاطعتهم زيارة البابا على خلفية مواقفه من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وعضويته في الشبيبة النازية في صباه.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة عن المفتش العام للشرطة الإسرائيلي، دودي كوهين، قوله، صباح اليوم، إن لدى الشرطة معلومات استخباراتية حول نية جهات بتنفيذ أعمال شغب وخرق النظام العام خلال زيارة البابا لإسرائيل. وخصصت الشرطة 11 ألفا من عناصرها لحراسة المراسم الرسمية والدينية التي سيشارك فيها البابا. وسيشرف على هذه القوات كوهين بنفسه، الذي سيتواجد في كل مواقع يتواجد فيه البابا خلال زيارته لإسرائيل، والتي تنتهي صباح يوم الجمعة المقبل.
وسيتوجه البابا بعد استقباله في مطار بن غوريون الدولي بمروحية إلى القدس وسيهبط في منطقة جبل المشارف (سكوبوس) وسيكون في استقباله رئيس بلدية القدس الغربية اليميني، نير بركات. وسيجري الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيرس، في ديوانه، استقبالا رسميا للبابا، بعد ظهر اليوم، ويتوقع أن يلتقي البابا خلال ذلك مع عائلة الجندي الإسرائيلي الأسير في قطاع غزة غلعاد شاليت. ويشار إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، سيتوجه إلى شرم الشيخ للقاء الرئيس المصري، حسني مبارك، بعد انتهاء مراسم استقبال البابا في مطار بن غوريون.
وسيزور بنديكتوس السادس عشر، مساء اليوم، متحف "يد فشيم" لتخليد ذكرى محرقة اليهود إبان الحكم النازي لألمانيا وسيرافقه بيرس. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة عن بطريرك الكنيسة الكاثوليكية في القدس، ديفيد نويهاوس، قوله إن بنديكتوس السادس عشر "سيدلي بأقوال واضحة ولا لبس فيها ضد المحرقة وسيندد بمنكريها".
ومنعت السلطات الإسرائيلية من السلطة الفلسطينية عقد مؤتمر صحفي في فندق "أمباسادور" في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية بمناسبة زيارة البابا، الذي سيزور الأراضي الفلسطينية خلال زيارته الأراضي المقدسة. وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، يتسحاق أهارونوفيتش، أمر بمنع عقد المؤتمر الصحفي في القدس الشرقية بادعاء أنه يحظر على السلطة الفلسطينية القيام بنشاطات في القدس الشرقية.
من جهة ثانية وصل إلى إسرائيل بالتزامن مع زيارة البابا نحو 15 ألف حاج مسيحي من أنحاء العالم. وأفاد مكتب الصحافة الحكومي الإسرائيلي أنه وصل إسرائيل في الأيام الأخيرة 786 طاقما صحفيا أجنبيا لتغطية زيارة البابا. وسيبيت البابا خلال زيارته الأراضي المقدسة في مقر سفير الفاتيكان في القدس وليس في فندق. وسيزور البابا في الأيام المقبلة مدينة بيت لحم في الضفة الغربية ومدينة الناصرة، التي تم إقامة مدرج ضخم فيها يتسع لنحو أربعين ألفا حيث سيقيم قداسا فيه.
