انتخاب الحل الأحادي الجانب وترسخ مقولة غياب الشريك

ارشيف الاخبار

ذكرت تقارير صحفية إسرائيلية، اليوم الجمعة – 30.10.2009، أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، سيطلب من المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، جورج ميتشل، خلال لقائهما في القدس، اليوم، أن يمارس ضغوطا على الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، من أجل استئناف المفاوضات بين الجانبين. كذلك يتوقع أن يقول نتنياهو لميتشل إن إسرائيل مستعدة لتقديم "بوادر نية حسنة" للسلطة الفلسطينية في حال وافق الفلسطينيون على استئناف المفاوضات. لكن من الجهة الأخرى، سيلوح نتنياهو، وفقا للتقارير الإسرائيلية، بأنه في حال لم توافق السلطة الفلسطينية على استئناف المفاوضات، واستمرت في مطالبتها بتجميد أعمال البناء في المستوطنات قبل استئناف المفاوضات، فإنه سيدرس بدائل سياسية أخرى بينها التنازل عن مفاوضات حول الوضع الدائم والانتقال إلى مفاوضات حول اتفاقات مرحلية.

 

وذكرت صحيفة هآرتس، اليوم، نقلا عن شخصيات إسرائيلية التقت مع عباس، مؤخرا، أن الرئيس الفلسطيني فاقد الأمل من نتنياهو وعبر عن خشيته بأن مواقفه وأفكاره الرافضة لدفع عملية السلام لم تتغير عما كانت عليه خلال ولايته الأولى. ونقلت الشخصيات الإسرائيلية عن عباس قوله "أخشى أن هذا نتنياهو ذاته من العام 1996". وشددت هذه الشخصيات على أن الانطباع لديهم هو أن لدى عباس ومستشاريه، رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، والقيادي الفلسطيني ياسر عبد ربه، شكوكا كبيرة وعميقة للغاية تجاه نتنياهو، وأن التوتر الحاصل في القدس الشرقية في الآونة الأخيرة هي مثال بارز على انعدام ثقة الرئيس الفلسطيني بنتنياهو.

وأضاف عباس خلال لقائه مع الشخصيات الإسرائيلية "أنني أعرف أن نتنياهو عمليا، والجميع يقولون لي إنه تغير، لكني لا أرى ذلك. وأخشى أن هذا هو نتنياهو ذاته من العام 1996. ويقولون لي انتظر، لكن إلى متى علي أن أمنحه المزيد من الوقت؟". رغم ذلك قدر عباس أنه تبقى وقت قصير للغاية لتغيير التوجه السلبي في عملية السلام ويأمل بأن تؤدي زيارة وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، إلى المنطقة، مطلع الأسبوع المقبل، والمحادثات التي ستجريها في إسرائيل إلى انطلاق عملية السلام. وأضاف عباس، وفقا لهآرتس، "اني مستعد لإعطاء فرصة أخرى لنتنياهو، لكن أمامنا أسبوعين أو ثلاثة فقط ينبغي أن يحدث خلالها شيء ما".

وفيما يتعلق بالتوتر الحاصل في القدس الشرقية، قال عباس للإسرائيليين إنه واثق من أن كل شيء يحدث هناك يتم بمصادقة وتوجيهات من نتنياهو. ونقلت الشخصيات الإسرائيلية عن القيادة في السلطة الفلسطينية قولها أنها واثقة من أن نتنياهو هو الذي يرسل نشطاء اليمين لاقتحام الحرم القدسي في محاولة لتغيير الوضع القائم في المدينة.

وعبر عباس عن قلقه البالغ من أن الهدوء والاستقرار الأمني الحاصل اليوم في الضفة الغربية قد يتدهور إلى حالة عنف، وحتى أن عريقات تحدث بوضوح عن احتمال اندلاع انتفاضة ثالثة.

وقال أحد الشخصيات الإسرائيلية الذين التقوا الرئيس الفلسطيني إن عباس محبط للغاية من نتنياهو ومن تغيير سياسة حكومة إسرائيل وخصصوا مما وصفه ب"الخطاب المتطرف" الإسرائيلي، وحتى أنه تحدث في أحد اللقاءات مع إسرائيليين، بحسب هآرتس، عن اشتياقه لرئيس الوزراء الحكومة السابق، ايهود أولمرت. ونقلت الشخصيات الإسرائيلية عن عباس قوله "أنا وأولمرت كنا على وشك التوصل إلى اتفاق شفهي، لكن كانت هناك مشاكل" في إشارة إلى التحقيقات الجنائية ضد أولمرت واضطراره للاستقالة.

وأفادت هآرتس بأن مستشاري نتنياهو يدركون رأي عباس بنتنياهو، لكنهم يزعمون أن نتنياهو هو الذي أعرب عن استعداده لاستئناف المفاوضات من دون شروط مسبقة فيما عباس يعرقل ذلك.