من التحرّش الجنسي إلى التستر على سياسيين فاسدين: فضائح لا تنتهي ترافق عملية تعيين قائد عام جديد للشرطة الإسرائيلية

على هامش المشهد

 

 

 

ارتفاع حاد في معدل الولادات لدى اليهود يسد الفجوة مع العرب

 

 


*ارتفاع معدل الولادات تجمد نسبة الفلسطينيين في إسرائيل من إجمالي السكان من دون فلسطينيي القدس *الارتفاع الحاد ناجم أساسا عن استمرار ارتفاع معدل الولادات لدى "الحريديم" وأيضا لدى التيار الديني الصهيوني واستمرار تراجعه لدى اليهود العلمانيين *التراجع المستمر بين العرب يأتي بالأساس في عشائر الجنوب بعد أن تراجع في الوسط والشمال منذ سنوات *إسرائيل قد تبدي "ارتياحا" لكن في الغرف المغلقة هناك قلق بالغ من طبيعة المجتمع اليهودي المستقبلية *49% من اليهود يعيشون في منطقة تل أبيب والمركز *العرب في منطقة الجليل 55% رغم مخططات تهويد الجليل والنقب*

 


كتب برهوم جرايسي:

يظهر من تقرير مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي، الصادر بمناسبة الأعياد العبرية، أن تزايد الولادات بين اليهود، يجمّد تقريبا، في العامين الأخيرين، زيادة نسبة الفلسطينيين من بين سكان إسرائيل، وهي ما تزال أقل من 18%، إلا أن الارتفاع الحاصل والمتواصل في معدل ولادات اليهود، نابع فقط من ارتفاع معدل الولادات الحاد جدا بين اليهود المتزمتين (الحريديم) ثم اليهود من التيار الديني الصهيوني، وهذا ما يقلق المؤسسة الإسرائيلية تجاه المستقبل.

 


ويبلغ عدد سكان إسرائيل حاليا، قرابة 95ر7 مليون نسمة، ويشكل الفلسطينيون منهم ما نسبته 8ر17% من اجمالي السكان، وبلغ عددهم 415ر1 مليون نسمة، إلا أن الاحصائيات الرسمية تقول إن عدد سكان إسرائيل يبلغ حاليا 252ر8 مليون نسمة، وبحسب الإحصائيات الرسمية، فإن نسبة العرب 7ر20%، ولكن من بين هؤلاء أكثر بقليل من 280 ألفا من فلسطينيي القدس المحتلة، وأكثر من 21 ألفا من سوريي مرتفعات الجولان المحتل، علما أنه حسب التقديرات، هناك أيضا قرابة 26 ألفا من الفلسطينيين في القدس من ذوي "المواطنة الكاملة، من بينهم حوالي 11ألفا من فلسطينيي 48، من سكان قرية بيت صفافا (شطر العام 1948)، وهجرة داخلية، اضافة إلى نحو 15 ألفا من المقدسيين، الذين طلبوا وحصلوا على الجنسية الإسرائيلية الكاملة على مر السنين.

 


وبلغ عدد اليهود وفق هذا التقرير، 104ر6 مليون نسمة، بينما بلغ عدد الذين لا يتم تعريفهم يهودا، 357 ألف نسمة، ومن بين هؤلاء ما بين 50 ألفا إلى 70 ألفا من المسيحيين الذين هاجروا مع عائلات يهودية، أو أن أصولهم يهودية، وكانوا ضمن الهجرة الكبرى في سنوات التسعين.

 


ويستدل من التقرير أن نسبة تكاثر المواطنين العرب تبلغ حاليا نحو 3ر2%، مقابل 7ر1% لدى اليهود، ولكن هذه النسبة كانت أكبر بكثير وهي تتقلص سنويا، فعلى سبيل المثال، كانت نسبة تكاثر العرب في العام 2012، نحو 6ر2%، وتساهم الهجرة اليهودية إلى إسرائيل، رغم "ضآلتها"، في سد فجوة التكاثر، أذ وصل إلى إسرائيل في العام الماضي إلى إسرائيل 1688 من أبناء الديانة اليهودية، وهذا يُعد من أدنى معدلات الهجرة السنوية، وهي حال قائمة منذ ثماني سنوات.

 


وكان المواطنون العرب يشكلون حتى مطلع سنوات التسعين ما يزيد عن 18% من السكان، ولكن هذه النسبة تراجعت مع تدفق الهجرة الضخمة إلى إسرائيل في سنوات التسعين وحتى سنوات الألفين الأولى، وهبطت إلى نحو 16%، ثم عادت إلى مسار الارتفاع ابتداء من العام 2006، وحتى العام الماضي. ومن أبرز مؤشرات جمود نسبة المواطنين العرب حاليا، هو الارتفاع الحاد في معدل الولادات بين اليهود، وحتى أنه قريبا سيسد الفجوة القائمة، على ضوء تراجع الولادات بين العرب، وارتفاعها بين اليهود المتزمتين (الحريديم) والمتدينين من التيار "الديني الصهيوني".

 


وحسب تقرير مكتب الإحصاء، فإن معدل الولادات بين العرب كان في العام الماضي 2ر3 ولادة لكل امرأة عربية، مقابل أكثر بقليل من 3 ولادات لدى الأم اليهودية، علما أن التقرير يتعامل مع المواطنين في هذه المقارنة، على أساس ديني، مسلمات ومسيحيات ودرزيات، بينما الفارق الأساس في معدل الولادات بين العرب، لا يعود إلى العامل الديني، بل بشكل خاص الخلفية الجغرافية وطابع المجتمع، إذ يرتفع معدل الولادات بين عشائر الجنوب في النقب، ثم تتراجع كلما اتجهنا إلى شمال البلاد.

 


ويظهر من التقرير التراجع الحاد في معدل الولادات بين العرب، فحتى قبل خمس سنوات، كان المعدل 6ر3 ولادات لكل امرأة، مقابل 7ر2 ولادة لكل امرأة يهودية، وفي سنوات السبعين كان معدل الولادات بين المواطنين العرب نحو 8ر7 ولادة لكل امرأة عربية، مقابل 28ر3 ولادة لكل امرأة يهودية.

 


ونشير هنا إلى أن معدل الولادات بين "الحريديم" في حدود 7 ولادات لكل امرأة، و5 ولادات لدى المرأة من التيار الديني الصهيوني، بينما معدل الولادات لدى النساء العلمانيات، بات يقل عن 4ر1 ولادة لكل امرأة.

وولد في العام الماضي أكثر من 165 ألف مولود، من دون فلسطينيي القدس، وكانت نسبة المواليد العرب 20%، بدلا من 24% حتى قبل خمس سنوات. وحسب التقرير، فقد بلغت نسبة وفيات الأطفال المواليد في إسرائيل في العام الماضي 2013، نحو 1ر3 طفل من أصل كل ألف ولادة، مقابل 9ر4 حالة وفاة، لكل ألف طفل في العام 2003، وبلغت نسبة وفيات الأطفال المواليد بين العرب 1ر6 طفل من أصل كل ألف طفل عربي مولود، ويهبط المعدل إلى 3ر2 حالة وفاة بين كل ألف مولود يهودي، وأساس الوفيات لدى العرب بين عشائر صحراء النقب. ويقول التقرير إنه على الرغم من ذلك، فإن الفجوة بين العرب واليهود تقلصت بعض الشيء، مقارنة مع ما كان في العام 2000.

 


وفي حين يبدو سد الفجوة "إيجابيا" من ناحية إسرائيل، إلا أن مصدر "سد الفجوة" يشكل قلقا كبيرا لإسرائيل والحركة الصهيونية، وهذا ما يظهر بشكل دائم في سلسلة الأبحاث والتقارير، إذ أن إسرائيل قلقة من الازدياد المضطرد "للحريديم"، الذين يشكلون اليوم ما نسبته 15% من اليهود في إسرائيل، ونحو 13% من إجمالي السكان، وحسب بحث ديمغرافي في جامعة حيفا فإن "الحريديم" قد يضاعفون نسبتهم بعد عشرين عاما من الآن، وينبع القلق من طبيعة مجتمع "الحريديم" المنغلق على نفسه اقتصاديا واجتماعيا، وهم يناهضون الصهيونية من منطلقات دينية، رغم توجهاتهم السياسية اليمينية.

 


كذلك فإن المؤسسة الإسرائيلية تنظر بقلق "ساكت" إن صح التعبير، أيضا لارتفاع نسبة المتدينين من "التيار الديني الصهيوني"، وحسب بحث جامعة حيفا في خريف العام 2010، فإن "الحريديم" والمتدينين الصهاينة، سيشكلون أغلبية في إسرائيل مع حلول العام 2030، ما يعني أنهم سيشكلون أكثر من 60% من إجمالي اليهود، وهناك تخوف، حسب البحث، من أن يشكل هذا عقبات أمام المجتمع العلماني العصري، وتكثر الهجرة اليهودية أكثر إلى منطقة تل أبيب الكبرى، ومن هناك إلى مغادرة البلاد.

 


معدل الأعمار وانتشار السكان

يبلغ معدل حياة الإنسان في إسرائيل نحو 84 عاما وللرجال 81 عاما، ويزيد معدل أعمار اليهود بعام عن هذا المعدل، وتقل بثلاث سنوات لدى العرب، وهذا انعكاس لمستوى المعيشة السيء لدى العرب، كانعكاس مباشر لسياسة التمييز التي تشمل كافة مرافق الحياة. وارتفاع معدلات الحياة انعكس مباشرة على ارتفاع نسبة المتقدمين بالسن. ويقول التقرير إن نحو 36% من المواطنين في إسرائيل يقل عمرهم عن 18 عاما، بينما من هم أعمارهم 65 عاما وما فوق، بلغت نسبتهم 6ر10%، ونسبة من هم في عمر 75 عاما وما فوق 9ر4%، بينما كانت نسبتهم في سنوات التسعين الأولى من القرن الماضي 8ر3%.

يذكر هنا أن سلسلة من التقارير الإسرائيلية في العامين الأخيرين تعاملت مع ارتفاع معدلات الحياة كمصدر "قلق" يهدد مؤسسة الضمان الاجتماعي بسبب مخصصات الشيخوخة، وصناديق التقاعد بسبب الراتب التقاعدي، ما قاد إلى مطالبات متجددة لرفع سن التقاعد للرجال إلى 70 عاما بدلا من 67 اليوم، و64 للنساء بدلا من 62 اليوم، ومطالبات حتى بأن لا يكون التقاعد "إلزاميا"، لمن يريد الاستمرار في عمله.

ويقول التقرير إن السبب الأكبر للوفيات في إسرائيل، هو أمراض السرطان على أشكالها، وكانت نسبتها 4ر25% من أجمالي أسباب الوفيات، وهذا واقع مستمر في السنوات الأخيرة، بينما هبطت نسبة أمراض القلب عن 15% بقليل، بفعل تطور الطب في مجال أمراض القلب، علما أنه حسب تقرير عالمي فإن معدل حياة مرضى السرطان في إسرائيل، هو الأعلى في العالم ويصل إلى 5 سنوات بالمعدل، من بينهم من يشفى بالكامل.

 


وبلغت نسبة الوفيات من الجلطة الدماغية 6%، وأمراض السكري 5ر5%، بينما 5ر4% توفوا لأسباب ليست مرضية، مثل حوادث طرق وقتل وغيرها

 


وتظهر من تقرير انتشار السكان الكثافة الكبيرة لليهود في منطقة المركز، وفي قلبها مدينة تل أبيب وجوارها، وضعف انتشار اليهود في منطقتي الشمال (الجليل) والجنوب (النقب وحتى مدينة إيلات)، رغم مخطط حكومة إسرائيل منذ سنوات طوال لتهويد هاتين المنطقتين، لتتحولا ذات أغلبية يهودية، لكن في منطقة الشمال تفوق نسبة العرب 55%، مقابل أقل من 45% من اليهود.

 


ويقول التقرير إن 49% من اليهود في إسرائيل يعيشون في منطقة المركز، وهي الممتدة من مدينة الخضيرة وحتى جنوب منطقة تل أبيب، وهؤلاء يشكلون ما يزيد عن ثلاثة ملايين نسمة، ويضاف اليهم 11%، أي أكثر من 660 ألفا، في مدينة القدس والمستوطنات والبلدات المحاذية لها، ما يعني أن 60% من اليهود يتركزون في منطقتين قريبتين في وسط البلاد.

وتشهد مدينة تل أبيب وجوارها حالة الاكتظاظ الأكبر في إسرائيل، إذ يعيش 7733 نسمة على كل كيلومتر مربع واحد، بينما في منطقة المركز، الغلاف الخارجي لمنطقة تل أبيب، فإن الكثافة هي 1527 نسمة على كل كيلومتر مربع واحد، ونسبة مماثلة في القدس بشقيها، وفي منطقة حيفا الكبرى 1100 نسمة لكل كيلومتر مربع، بينما في منطقة الجليل شمالا، 300 نسمة لكل كيلومتر، وفي الجنوب الصحراوي، 82 نسمة على كل كيلومتر.

 


وعلى مستوى المدن، فإن الكثافة تبرز في مدن اليهود "الحريديم"، وأولها مدينة بني براك، في منطقة المركز، إذ تصل فيها الكثافة إلى 23426 نسمة على كل كيلومتر مربع، تليها مدينة غفعتايم (علمانية)، المتصلة مباشرة بمدينة تل أبيب، 15700 نسمة على كل كيلومتر متربع.

 


وكان في إسرائيل في العام الماضي 312ر2 مليون عائلة، وهذا أكثر بنسبة 4ر2% عما كان في العام 2012، وهي زيادة أكبر من نسبة التكاثر العامة (9ر1%)، و83% من العائلات في إسرائيل يهودية، و14% عربية، و3% عائلات إما من لا يُعترف بيهوديته أو من شعوب وأديان أخرى.