تقرير "مركز طاوب": تآكل أجور المستخدمين الأكاديميين وارتفاع غلاء المعيشة يبعدان العائلات الشابة عن الطبقة الوسطى

على هامش المشهد

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


أعداد اليهود في العالم تتراجع باستثناء إسرائيل

 

 

 


*عدد اليهود في العالم وفق ما تعترف به الوكالة اليهودية يقارب 14 مليونا لكنه سيبقى على حاله تقريبا حتى العام 2020 بسبب تراجع أعداد اليهود في العالم بما يساوي الزيادة في إسرائيل*

 

 

 


كتب برهوم جرايسي:

 


صدر في الأيام الأخيرة، التقرير الاستراتيجي السنوي، لـ "معهد سياسة الشعب اليهودي"، التابع للوكالة اليهودية، ويرأسه مستشار الرئيس الأميركي السابق، دينيس روس، وهو يصدر للسنة العاشرة على التوالي، ويتوسع في هذا العام بشكل خاص، بالعاملين الديمغرافي ومدى الانتماء لليهودية. ويُظهر التقرير مجددا استمرار الارتفاع الطفيف في عدد اليهود في العالم، ولربما أن حتى هذا الارتفاع قد يتوقف بعد سنوات، حينما لا تعود الزيادة الطبيعية في إسرائيل، تسد التراجع المستمر في باقي دول العالم، بسبب اندماج اليهود في الديانات الأخرى، نتيجة لظاهرة "الزواج المختلط" المتزايدة.

 


ومعهد سياسة الشعب اليهودي تابع للوكالة اليهودية (الصهيونية)، وكان اسم المعهد عند افتتاحه في سنوات الألفين الأولى "معهد تخطيط سياسة الشعب اليهودي"، إلا أنه لاحقا أسقط المعهد كلمة "تخطيط" من الاسم، كما يبدو كي لا ينشأ انطباع وكأن المعهد يملي على أبناء الديانة اليهودية في أوطانهم اتجاهات عمل.

 


ومن أبرز من تولى مسؤوليات في المعهد، هو رئيسه الحالي، مستشار الرئيسين الأميركيين، بيل كلينتون وباراك أوباما، دينيس روس، الذي شغل لسنوات مبعوثا خاصة للرئاسة الأميركية في الشرق الأوسط، كما تولى منصب الرئيس بالشراكة، من بات سفيرا للولايات المتحدة في إسرائيل دان شابيرو، وتشارك في ابحاث المعهد أسماء بارزة في اسرائيل وخارجها، ولكن بشكل خاص أسماء برز اسمها في دوائر الحكم الأميركي.

 


ويحمل التقرير العاشر للمعهد الكثير من الأبواب، لكن معظمه يتركز في الجانب الديمغرافي لليهود في العالم ومسألة مدى الانتماء للديانة والصهيونية وإسرائيل.

 


ونعالج في هذا العدد هاتين القضيتين، كما في التقرير أبواب أخرى تعالج قضايا سياسية من جوانب مختلفة، نأتي عليها لاحقا.

 


وجاء في مقدمة التقرير، التي كتبها دينيس روس وستيورات أيزنشتات، أن المعهد يجري مسحا لوضعية الشعب اليهودي وحركته في العالم، من مختلف النواحي الديمغرافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وليس بهدف اجراء المقارنات، وإنما من أجل بلورة توصيات للمجتمعات اليهودية، ولجم التراجع حيثما وجد، واعطاء دفعة أكبر للتقدم والازدهار حيث يوجد، اضافة إلى فحص مدى العلاقة بين المجتمعات اليهودية وإسرائيل، والعمل على توثيق هذه العلاقات وتطويرها.

 


وأضافت المقدمة أنه "من الناحية الديمغرافية، فإن الوضع في إسرائيل يبدو ايجابيا، بسبب ارتفاع معدلات الولادة، والزيادة المحتملة والمفترضة في الهجرة من أوروبا، التي تعكس الضغوط على الهوية اليهودية"، بينما هناك تراجع في جميع الدول، وبشكل خاص في الولايات المتحدة، بسبب "ضعف الشعور بالانتماء والالتزام بالشعب اليهودي، خاصة بين أوساط الأجيال الناشئة".

 


ويقول دينيس روس وشريكه في كتابة المقدمة إن "معهد سياسة الشعب اليهودي" بذل جهدا مثير للانطباع، وبشكل غير مسبوق، لدى عشرات التجمعات اليهودية في الولايات المتحدة وكندا، وأيضا في أوروبا وأميركا اللاتينية، وأقام ندوات وعرض نماذج استطلاعات ومسح لأوضاع اليهود، كأداة للأبحاث التي يجريها، وفي نفس الوقت من أجل تعزيز العلاقة بين تلك المجتمعات وإسرائيل.

 


وتابعت المقدمة: إن اليهود "في الشتات" لا يرون اشكالية في تعريف إسرائيل على أنها "دولة يهودية وديمقراطية"، لا بل يرون أن التعريف الاول يكمل الثاني، بمعنى يهودية وديمقراطية، ولكن "في الوقت الذي تفحص فيه إسرائيل من جديد قوانين أساس فيها، عليها أن تأخذ بالحسبان بشكل كبير، آراء الشتات، لتمتنع عن المس بمبادئ المساواة والتسامح، إذ أنها قيمٌ عليا بالنسبة لليهود في الشتات.

 

 

 

وأضافت: إن يهود العالم يدركون جيدا الصعوبات التي تواجهها إسرائيل، في منطقة معادية ومليئة بالتهديدات الأمنية، ولكن غالبية يهود الشتات، لا ترى بهذا مبررا لإسرائيل، لتقلل من التزامها بمبادئ الديمقراطية وحقوق الانسان".

 

 


أعداد اليهود في العالم

 


وكما في كل سنة، فقد كان الباب الأول من تقرير "المعهد" عبارة عن جدول يتضمن أعداد اليهود في العالم، ومقارنتها مع ما كان في العام 1970، والتوقعات للعام 2020، إلا أن الاحصائيات بالنسبة للعام الماضي 2013، جاءت مختلفة ومرتفعة عن الاحصائيات التي تعترف بها إسرائيل والوكالة الصهيونية، ومصدر الاختلاف هو أعداد اليهود في الولايات المتحدة، فعدا التقدير المعترف به في إسرائيل ومؤسسات الحركة الصهيونية، فقد بادرت ثلاثة معاهد في الولايات المتحدة، إلى وضع تقديرات مختلفة بالنسبة لأعداد اليهود، ورفعتها من نحو 4ر5 مليون، إلى حتى 8ر6 مليون، وتشمل من يعتبرون أنفسهم يهودا، ولكن المؤسسة الدينية لا تعترف بيهوديتهم، وسنأتي على هذا بالتفصيل هنا.

 


ووفق الاحصائيات المعترف بها إسرائيليا، فقد بلغ عدد اليهود في العالم، في العام الماضي 2013، ما يقارب 932ر13 مليون نسمة، بزيادة بنسبة 10% عما كان عليه عدد اليهود في العام 1970، رغم أن عدد سكان العالم قد ضاعف نفسه تقريبا في هذه الفترة، من 7ر3 مليار نسمة في 1970، إلى ما يزيد عن 7 مليارات نسمة حاليا، وتشير التوقعات إلى أنه في العام 2020، قد يراوح عدد اليهود مكانه، أو حتى يتراجع بقليل، على ضوء استمرار تراجع أعداد اليهود في جميع دول العالم، باستثناء إسرائيل، وهذا ناجم عن تراجع معدلات الولادة، ولكن السبب الأكثر تأثيرا هو "الزواج المختلط" بين اليهود وأبناء الديانات الأخرى.

 


وتقول سلسلة من التقارير إن الزواج المختلط بين اليهود وأبناء الديانات الأخرى في دول العالم، يتراوح ما بين 25% كأقل نسبة، وحتى 80% كما هي الحال في روسيا والجمهوريات المحيطة، بينما نسبة الزواج المختلط في إسرائيل، تتراوح ما بين 3% إلى 5%، وفي غالب الأحيان يكون أحد الزوجين يهوديا لا تعترف المؤسسة الدينية بيهوديته.

 


ويتسبب الزواج المختلط بخروج الأجيال التالية من الديانة اليهودية، التي تعترف باليهودي الذي فقط والدته يهودية، حتى لو كان والده ليس يهوديا، ففي حال تزوج اليهودي من غير يهودية، فإن أبناءه لا يُعدون يهودا، بينما أثبتت تقارير أنه في حال تزوجت يهودية من غير يهودي، واعتبر أبناؤها يهودا، فهم غالبا يتبعون والدهم، ولا يعتبرون أنفسهم يهودا. ويضاف إلى كل هذا، التوجهات العلمانية المتزايدة لدى الكثير من المجتمعات اليهودية في أوطانها، وخاصة في الولايات المتحدة، كما يؤكد هذا التقرير مجددا.

 


وأكبر تجمع لليهود في العالم بات في إسرائيل، منذ نحو 8 سنوات، وكان عدد اليهود في إسرائيل في العام الماضي، قرابة 103ر6 مليون نسمة، مقابل حوالي 425ر5 مليون في الولايات المتحدة، وفق احصائيات الخبير الديمغرافي سيرجيو ديلا فيرغولا، والمعتمدة في إسرائيل، وهذا رغم أن احصائيات العام الماضي كانت تتحدث عن 25ر5 مليون أميركي، إلا أن التعديل لدي فيرغولا، كما يبدو، جاء في أعقاب تقديرات أكبر بكثير من معاهد أخرى، ونعالجها هنا.

 


ويقول التقرير إن في أميركا الشمالية، 805ر5 مليون أميركي، من بينهم 380 ألفا في كندا، والباقي في الولايات المتحدة، وفي أميركا اللاتينية، يعيش قرابة 385 ألفا، وأكبر تجمع لهم في الأرجنتين، حيث يوجد أكثر من 181 ألف يهودي، تليها البرازيل- أكثر من 95 ألفا، ثم المكسيك- 40 ألفا، وفي باقي الدول قرابة 40 ألفا.

 


ويبلغ عدد أبناء الديانة اليهودية في القارة الأوروبية، باستثناء الجمهوريات السوفييتية السابقة، 134ر1 مليون نسمة، وأكبر تجمع لهم في فرنسا- 478 ألف نسمة، ثم المملكة المتحدة- 290 ألفا، والمانيا- 118 ألفا، وهنغاريا- 48 ألفا، وفي باقي الدول 200 ألف.

 


وفي الجمهوريات السوفييتية السابقة بقي بعد موجات الهجرة الضخمة إلى إسرائيل والعالم والاندماج المتسارع في الديانات الأخرى، 289 ألفا، من بينهم 190 ألفا في روسيا، و65 ألفا في أوكرانيا، وحوالي 35 ألفا يتوزعون في باقي الجمهوريات. ويشار هنا الى أن التقرير يُظهر أنه منذ العام 1989، وحتى العام الماضي 2013، وصل الى إسرائيل 61% من اليهود الذي غادروا دول الاتحاد السوفييتي، بينما الباقي هاجر الى دول أوروبية وأميركية. ويشار الى أنه حسب تقديرات سابقة، فإن نحو 130 ألف يهودي من الذين هاجروا الى إسرائيل، عادوا الى أوطانهم الأصلية في تلك الدول، وغالبيتهم ما تزال تحمل الجنسية الإسرائيلية.

 


ويقول التقرير إنه في دول مختلفة من القارة الآسيوية، يعيش قرابة 20 ألف يهودي، اضافة إلى ما يقارب 75 ألفا في القارة الإفريقية، غالبيتهم الساحقة في جنوب أفريقيا- 70 ألفا، و2400 يهودي في المملكة المغربية، و2300 يتوزعون في دول إفريقية عدة. ويعيش في القارة الاسترالية نحو 120 ألف يهودي، من بينهم 112 ألفا في استراليا ذاتها، والباقي في نيوزلندا.

 


أما في العام 2020، فتشير التقديرات إلى أن عدد اليهود في جميع دول العالم سيتراجع بما يزيد عن 310 ألف نسمة، ما يعني حوالي 4% من اليهود في دول العالم حاليا، باستثناء إسرائيل، التي سيزيد فيها عدد اليهود، من دون احتساب الهجرة، بنحو 440 ألفا، أي زيادة بنسبة 2ر7% خلال سبع سنوات. ويبقى التقدير النهائي للعام 2020، مرتبطا بالجدل القائم حول أعداد اليهود في الولايات المتحدة، إذ وفق تقديرات العام الماضي، فإن عدد اليهود سيتراجع فعلا، ولن تكفي الزيادة في إسرائيل، لرفع عدد اليهود في العالم.

 


وأعلى نسبة تراجع لأعداد اليهود، نجدها في الجمهوريات السوفييتية، إذ من المتوقع ان يتراجع عددهم بنحو 40%، من نحو 290 ألفا اليوم، إلى 173 ألفا في العام 2020، وهذا العدد لا يأخذ بالحسبان الهجرة إلى إسرائيل، التي باتت بوتيرة ضعيفة جدا، ولكن هذا يعود إلى نسبة الزواج المختلط التي تصل في تلك الدول إلى 70% كما ذكر من قبل هنا.

 


كذلك نرى أن عدد اليهود في أميركا الشمالية سيتراجع بما بين 75 ألفا إلى 150 ألفا، وهذه الفجوة في التقديرات تعود إلى ما ذكر هنا سابقا، تعدد الاحصائيات والتقديرات لأعداد اليهود في الولايات المتحدة؛ وسيتراجع أعداد اليهود في أوروبا، من دون الجمهوريات السوفييتية السابقة، بنحو 65 ألفا، ما نسبته أقل بقليل من 6%.

 

 

 

التقديرات في الولايات المتحدة

 


على مدى السنوات الأخيرة، كانت التقديرات تشير إلى أن عدد اليهود في الولايات المتحدة الأميركية في حدود 25ر5 مليون أميركي، إذ لا توجد احصائيات رسمية في هذا المجال، لكون السجل السكاني الأميركي لا يسجل ديانة السكان، إلا أنه في العام الماضي 2013، وفق ما يعرضه تقرير المعهد، بادرت ثلاثة معاهد بحثية، إلى اجراء أبحاث منها شاملة، وتوصلت إلى تقديرات بشأن عدد اليهود، ومنها ما تركزت بتقدير اليهود وحدهم، في حين استمر المختص سيرجيو ديلا فيرغولا، في اصدار تقديراته، التي تستند إلى التعريف الدقيق لليهودي، بموجب الشريعة اليهودية، ولهذا جاءت تقديراته الأقل من بين التقديرات الأخرى.

 


ويقول تقرير معهد سياسة الشعب اليهودي إن المعاهد الثلاثة اعتمدت في تقديراتها على ما يصرّح به المستطلع، إذ جرت استطلاعات تشمل ما بين عشرات آلاف وحتى مئات آلاف الأميركان، وبذلك توصلوا إلى نسبة مئوية لعدد اليهود في الولايات، آخذين بالحسبان أماكن تجمعاتهم الأساسية.

 

ويقول معهد في جامعة برانديس إن عدد الأميركان اليهود يتجاوز بقليل 8ر6 مليون نسمة، في حين يقول سجل الاحصائيات اليهودي الأميركي، إن عددهم يتجاوز بقليل 7ر6 مليون نسمة، وعدد شبيه توصل اليه معهد "بيو"، أما الخبير ديلا فيرغولا، فقد أعلن أن عددهم 425ر5 مليون أميركي، بزيادة بنحو 200 ألف عما كان ينشر حتى الفترة الأخيرة. ويعتمد هذا العدد كما ذكر من قبل على من يعتبر يهوديا وفق الشريعة المعتمدة في إسرائيل.