شلومو ساند: "الصهاينة الجدد" اخترعوا "أرض إسرائيل" كمصطلح جيو - سياسي عصري

على هامش المشهد

 

الإعلام الإسرائيلي ينكر نكبة فلسطين والمسؤولية الأخلاقية عنها

 

 

 

 

 

اسم الكتاب: "نكبة فلسطين في أوساط الجمهور الإسرائيلي- أنماط الإنكار والمسؤولية"

 

تأليف: أمل جمّال وسماح بصول

 

 

إصدار: مركز "إعلام"- الناصرة، 2014

 

 

 

بالتزامن مع الذكرى الـ 66 لنكبة الشعب الفلسطيني، صدر عن مركز "إعلام" - الناصرة بحث جديد بعنوان "نكبة فلسطين في أوساط الجمهور الإسرائيلي- أنماط الإنكار والمسؤولية" للبروفسور أمل جمّال وسماح بصول.

 

ويعتمد البحث على رصد وتحليل المقالات والأخبار التي تطرقت للنكبة ونشرت في الإعلام العبري خلال السنوات 2008 حتى 2012 ووصل عددها إلى 318 مقالًا وخبرًا نشرت في الصحف: هآرتس، يديعوت أحرونوت، معاريف، يسرائيل هيوم وهموديع.

 

وتكمن أهمية البحث في توفيره قراءة لمساحة المعرفة والوعي الإسرائيلي في كل ما يتعلق بالنكبة وطرق التعامل معها على الصعيدين الشعبي والرسمي.

 

وأظهرت النتائج أن الكم الأكبر من المقالات والأخبار المتعلقة بالنكبة نشرت في العام 2011 حين اجتاز الفلسطينيون من مخيمات اللاجئين في سورية الحدود مع إسرائيل خلال إحيائهم لذكرى النكبة، الأمر الذي يؤكد أن الحراك الفلسطيني وإحياء ذكرى النكبة بطرق مبتكرة وغير مألوفة له أثر كبير على الجمهور والإعلام الإسرائيلي، وكلما ازداد الحراك والتمسك بالرواية الفلسطينية يزداد الاهتمام بالرواية الفلسطينية عالميًا، وكذلك إسرائيليًا سواء على الصعيد الرسمي أو الإعلامي، لكنه يقابل في معظم الحالات بإنكار النكبة.

 

أما على الصعيد التحليلي لمضامين الأخبار والمقالات المنشورة، فيُظهر البحث أن هناك خمسة أشكال لكيفية تعامل الجمهور الإسرائيلي مع موضوع النكبة وهي: إنكار النكبة والتعامل معها كاختراع لدعم الدعاية الفلسطينية وتزوير التاريخ؛ إنكار المسؤولية لحدوث النكبة وليس إنكار حدوثها؛ النكبة هي حدث تراجيدي مستمر حتى يومنا هذا؛ النكبة هي تهديد مستمر يهدف لنزع الشرعية عن إسرائيل؛ النكبة هي ذاكرة جمعية يجب احترامها.

 

وبرز من خلال النتائج أن هناك تباينًا ما بين إنكار النكبة وإنكار المسؤولية لحدوثها، لكن الكم الأكبر من الأخبار يرى في النكبة تهديدا مستمرا يهدف لنزع الشرعية عن إسرائيل، وهذا ليس بالأمر المفاجئ في ظل تعاظم التعامل السلبي من قبل المؤسسة الإسرائيلية مع موضوع النكبة والمتمثل بسلسلة من القوانين وعلى رأسها "قانون أساس - الميزانيات" الذي ينص على معاقبة المؤسسات والجمعيات التي تعتبر يوم "الاستقلال" يوم حداد أو حزن.

 

أما إسقاطات إنكار النكبة أو إنكار المسؤولية عن حدوثها فتتمثل بمحاولات محاربة الذاكرة الجماعية والرواية الفلسطينية وما يترتب على ذلك من حملات إعلامية تبرزها كأكذوبة، إلى جانب محاولات طمس ما تبقى من معالم القرى الفلسطينية المهدمّة.

 

ويتضح من خلال البحث أن هناك ستة دوافع أساسية لإنكار النكبة تتلخص في ما يلي: أيديولوجية، تعكس التخوف من زعزعة الفكر الصهيوني؛ أخلاقية، تتعلق بإنكار إسرائيل المسؤولية الأخلاقية لحدوث النكبة؛ نفسية، تتعلق بالحفاظ على كون اليهود ضحية؛ إستراتيجية، تتعلق بتملص إسرائيل من المسؤولية في قضية اللاجئين الفلسطينيين وكونهم مركبا أساسيا لحل النزاع؛ قانونية، تكمن في الخوف من محاسبة ومقاضاة الإسرائيليين المسؤولين عن حدوث النكبة وفتح النقاش في الحق على الأرض وأملاك اللاجئين؛ دبلوماسية، تتعلق بوضع إسرائيل في موقف دفاعي يعزز الموقف الفلسطيني.

 

إلى جانب تعاظم إنكار النكبة البارز جليًا في الإعلام الإسرائيلي، نجد أن هناك كما لا بأس به من المقالات والأخبار التي تتطرق للنكبة كحدث تراجيدي ومأساة شعب، لكن هذه التعددية في الآراء ما هي إلا محاولة لتصوير الخطاب الإعلامي والجماهيري الإسرائيلي على أنه موضوعي، لكنها في حقيقة الأمر محاولة لتبييض صفحة الإنكار الممنهج والممأسس.

 

من الجدير ذكره أن ندوة خاصة لعرض نتائج البحث بمشاركة مجموعة من الصحافيين والأكاديميين ستعقد في مدينة يافا في نهاية شهر أيار الحالي كجزء من الفعاليات لإحياء ذكرى النكبة الـ 66.