توقعات بانخفاض التضخم المالي إلى أدنى مستوى منذ ثماني سنوات

على هامش المشهد

 

المحلل السياسي عكيفا إلدار لـ"المشهد الإسرائيلي": العام المقبل سيكون عام الحسم فيما يتعلق بالصراع بين إسرائيل والفلسطينيين

 

* حان الوقت الآن للاعتراف بأن حكومة إسرائيل تتصرف مثل ثور هائج في الحلبة وعلى أحد ما أن يوقفه*

 

 

 

كتب بلال ضاهر:

 

صادقت اللجنة الوزارية الإسرائيلية لشؤون سن القوانين، أول من أمس الأحد، على مشروع قانون يقضي بضم منطقة غور الأردن من خلال فرض القانون الإسرائيلي على المستوطنات فيه. وقد أيد مشروع القانون، الذي طرحته عضو الكنيست ميري ريغف من حزب الليكود الحاكم، وزراء أحزاب الليكود و"إسرائيل بيتنا" و"البيت اليهودي"، وعارضه رئيسة اللجنة ووزيرة العدل، تسيبي ليفني، ووزراء حزب "يوجد مستقبل". ويأتي قرار اللجنة الوزارية قبل أيام قليلة من عودة وزير الخارجية الأميركي، جون كيري إلى المنطقة، بعد غد الخميس، من أجل مواصلة الجهود لدفع المفاوضات الإسرائيلية – الفلسطينية، التي ما زالت متعثرة.

 

 

وفيما يواصل رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الادعاء بأن إسرائيل تريد السلام إلا أنه قرر عشية الإفراج عن الدفعة الثالثة من الأسرى الفلسطينيين القدامى بناء 1400 وحدة سكنية في مستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية، متجاهلا مطالب وتحذيرات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من خطورة خطوة كهذه وتهديدها للعملية السلمية. وفي موازاة ذلك زعم وزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه يعلون، أنه لا يوجد في الجانب الفلسطيني شريك للسلام، وأعلن في الوقت نفسه أنه يطالب بأن يعمل الجيش الإسرائيلي بحرية في المدن والقرى في الضفة الغربية بعد قيام دولة فلسطينية.

 

وأجرى "المشهد الإسرائيلي" المقابلة التالية مع المحلل السياسي الإسرائيلي في موقع "إلمونيتور" الالكتروني، عكيفا إلدار، حول هذه القضية ومحاولة استشراف مستقبل ائتلاف حكومة نتنياهو، في العام المقبل.

 

(*) "المشهد الإسرائيلي": كيف تنظر إلى مصادقة اللجنة الوزارية لشؤون سن القوانين على مشروع قانون يقضي بضم غور الأردن إلى إسرائيل؟

 

إلدار: "أنا سعيد.. أعتقد أنه كلما تم تصوير هذه الحكومة بأنها غير عقلانية فإن من شأن ذلك أن يدفع المجتمع الدولي إلى العمل من أجل وقفها. لأنه طالما تختبئ هذه الحكومة خلف زي تنكري من العقلانية فإنها تتمتع باعتماد يمنحه لها المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الوقت الآن للاعتراف بأن هذه الحكومة تتصرف مثل ثور هائج في الحلبة وعلى أحد ما أن يوقفه. والوضع الآن هو أنه بقدر ما يكون واضحا أكثر، ولا أقول سيئا أكثر، يصبح أوضح للجميع مع من نتعامل. وذلك على الرغم من أن تسيبي ليفني ستقدم استئنافا على قرار اللجنة وستصور على أنها الجهة العاقلة في الحكومة. وسيكون بإمكان نتنياهو الادعاء أمام العالم بأنه لا يقف وراء هذا القرار وينبغي تفهمه لأن لديه ائتلافا يمينيا متطرفا. وأعتقد أنه في نهاية الأمر لن يتغير الوضع كثيرا".

 

(*) رغم ذلك، يبدو أن حكومة إسرائيل الحالية لا تأبه بالمجتمع الدولي، وبخاصة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

 

إلدار: "سأنشر هذا الأسبوع مقالا في ’إلمونيتور’ وسأدعو من خلاله الرئيس الأميركي، باراك أوباما، إلى التدخل. لأننا تعلمنا من دروس الماضي، في محادثات كامب ديفيد مع مصر مثلا وأيضا عندما قرر الرئيس بوش أنه لا يمكن مواصلة البناء في المستوطنات، تعلمنا أنه من دون تدخل الرئيس الأميركي فإن المحادثات لن تتقدم وأن تأثير وزير الخارجية الأميركي على حكومة إسرائيل يكون محدودا في غالب الأحيان".

 

(*) هل تعتقد أن تدخل أوباما في المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين سيقود إلى اتفاق أو إلى تقدم المفاوضات على الأقل؟

 

إلدار: "طبعا السؤال هو ما نوع التدخل؟ فإذا كان التدخل من خلال إلقاء خطاب آخر فإنه لن ينتج عن ذلك شيء، لأننا شبعنا من الخطابات. وأعتقد أن التدخل يجب أن يكون حازما جدا والتوضيح بأن هذا الوضع لا يمكن أن يستمر، وأن الولايات المتحدة لن تتمكن من منع المجتمع الدولي من الاعتراف بدولة فلسطينية وكل ما يعني ذلك، ولن تكون الولايات المتحدة حبل إنقاذ بالنسبة لإسرائيل في المؤسسات الدولية عندما تضطر إلى الرد على أسئلة حول قوانين كالتي ذكرتها، فيما يتعلق بضم غور الأردن وقوانين أخرى مثل منع التفاوض حول القدس إلا في حال أيد ذلك 80 عضو كنيست. وعلى ما يبدو فإن ثمة حاجة إلى قرع الأجراس بقوة أكبر من أجل إيقاظ المجتمع الدولي".

 

(*) ما تقوله، عمليا، هو أنه لا يوجد في إسرائيل شريك للسلام، وهذا على عكس زعم يعلون، بأنه لا يوجد شريك للسلام في الجانب الفلسطيني؟

 

إلدار: "أنا أتفق مع افتتاحية صحيفة ’هآرتس’، من يوم أول أمس الأحد، التي قالت إن إسرائيل ليست شريكا للسلام. لأنه إذا قال وزير الدفاع إنه لا يوجد شريك لحل الدولتين، فأية قيمة توجد لأقوال رئيس الحكومة حول حل الدولتين في الوقت الذي يقول فيه وزير دفاعه ووزير خارجيته أمورا معاكسة. وتحضرني الآن محاضرة ألقاها في حينه الوزير بيني بيغن في الكنيست وتم تسجيلها سرا، وقال فيها إنه لا توجد أية أهمية لتصريحات نتنياهو حول حل الدولتين لأنه لم يتم طرح الموضوع في الحكومة أبدا، وأنه هو، بيغن نفسه، ما كان سيبقى للحظة واحدة في الحكومة التي تصوت لصالح حل الدولتين. وهكذا فإنني أرى أن تصريحات نتنياهو مناقضة لما تفعله يده التي تواصل البناء في المستوطنات".

 

(*) نحن الآن في نهاية العام 2013، الذي بدأ بفوز نتنياهو في الانتخابات وتشكيل حكومته. لكننا نشهد مؤخرا حدوث تصدعات في ائتلافه، وخاصة بين حزبي "يوجد مستقبل" برئاسة يائير لبيد، و"البيت اليهودي" برئاسة نفتالي بينيت. هل يتوقع أن يشهد العام المقبل تغييرات في تركيبة الائتلاف الحكومي على ضوء كل ما يحدث حول المفاوضات والمواقف الأميركية والأوروبية حيال ذلك؟

 

إلدار: "أعتقد أن العام المقبل سيكون عام الحسم فيما يتعلق بالصراع بين إسرائيل والفلسطينيين. وما كان في الماضي لن يكون في المستقبل. وأنا مؤمن بأن ما سيحدث هو أحد أمرين. إما أن يذهب رئيس الحكومة إلى استفتاء شعبي، وفي هذه الحالة فإنه سيضطر إلى تأييد خطة تستند إلى حدود العام 1967 وحل الحكومة. أو أن يقرر تغيير تركيبة الحكومة ولكن هذا لا يعني الكثير، لأن مشكلة نتنياهو تكمن في حزبه وليس في الائتلاف. والتناقض هو أن بنيامين نتنياهو هو الزعيم الأقوى والأضعف في إسرائيل في الوقت نفسه. فهو الزعيم الأقوى بنظر الجمهور لكنه ضعيف جدا في حزبه، الليكود. وأعتقد أن هذا هو اختراع إسرائيلي".

 

(*) هذا يعني، برأيك، أن إسرائيل لن تستمر في ترحيل ملف المفاوضات وعملية السلام من عام إلى آخر مثلما حدث في السنوات الماضية؟

 

إلدار: "أعتقد أن هذا سيكون عام الحسم لأن وضع الفلسطينيين في غزة يستصرخ السماء، وسيضطر الفلسطينيون إلى اتخاذ قرارات بعيدة المدى، مثل التوجه إلى الأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي. وأعتقد أننا لن نشهد عاما آخر من الخداع. لأن المثل يقول إنه ’لا يمكن خداع كل العالم كل الوقت". وإسرائيل نجحت، حتى اليوم ومنذ فترة طويلة، في خداع كل العالم. وأعتقد أن الفلسطينيين سيضطرون أيضا إلى اتخاذ قرارات صعبة جدا. ولا يمكن للسلطة الفلسطينية أن تستمر في الوجود إلى الأبد وأن تخدم إسرائيل كمقاول ثانوي للاحتلال".