لقاء آخر في لندن: "الحوار الفلسطيني - الاسرائيلي يستأنف بعد الانتخابات المقبلة"

على هامش المشهد

 

 

 

الأطفال العرب يعيشون في ظل أوضاع اجتماعية أسوأ بأضعاف مضاعفة من أوضاع الأطفال اليهود

 

 

 

*تقرير مكتب الإحصاء المركزي: 24% من مواليد إسرائيل في العام الماضي من العرب *16% من الأطفال العرب يعيشون في عائلات ليس فيها عامل، مقابل 8% لدى اليهود *معدلات الولادات بين العرب مستمرة في التراجع مقابل ارتفاعها بين اليهود بفعل التكاثر بين "الحريديم"*

 

 

قال تقرير جديد لمكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي إن 24% من المواليد الجدد في إسرائيل في العام الماضي 2012، كانوا من العرب، الذين يشكلون أقل بقليل من 18% من إجمالي السكان من دون احتساب القدس والجولان المحتلين، إلا أنه رغم ذلك فإن معدلات الولادة بين العرب في إسرائيل واصلت تراجعها، مقابل ارتفاع معدلات الولادة بين اليهود بسبب الارتفاع الحاد جدا في معدلات الولادة بين المتدينين المتزمتين "الحريديم"، الذين سجلت بلداتهم أيضا ارتفاعا حادا في نسبة من هم دون 18 عاما، وبلغت في بعض المستوطنات والبلدات نحو 63%.

 

وقال مكتب الإحصاء في تقريره الذي أصدره بمناسبة يوم حقوق الأولاد، إن نسبة المواليد الفلسطينيين في العام الماضي من مجمل المواليد في إسرائيل بلغت 27%، إلا أن هذه النسبة تشمل فلسطينيي القدس المحتلة وسوريي مرتفعات الجولان السورية المحتلة بفعل قانون الضم الاحتلالي، إلا أنه بعد فرز هاتين المنطقتين، بناء على تقارير مختلفة وسابقة، يظهر أن نسبة المواليد العرب 24%، في حين أن نسبة العرب من إجمالي السكان كانت في العام الماضي 8ر17%، ومن المفترض أن تتجاوز نسبة 18% بقليل مع نهاية العام الجاري 2013.

 

ويستدل من التقرير استمرار تراجع معدلات الولادة لدى النساء الفلسطينيات بفعل تطور العصر، رغم أنها ما تزال أعلى من المعدلات بين اليهوديات، ووفق التقرير فإن معدل الولادات للمرأة العربية الواحدة بلغ 3ر3 ولادة، بدلا من 3ر4 ولادة قبل عقدين، وفي المقابل فإن معدل الولادات لدى اليهوديات ارتفع في العام الماضي- 2012- إلى 3 ولادات، بدلا من 8ر2 ولادة قبل ثلاثة أعوام.

 

وفي حين أن تراجع الولادات بين العرب يعود إلى تطور العصر، فإن ارتفاع المعدلات لدى اليهود يعود إلى الارتفاع الحاد في الولادات بين جمهور المتدينين المتزمتين "الحريديم"، إذ يلامس معدل الولادات لديهم 7 ولادات للأم الواحدة، وما بين 4 إلى 5 ولادات لدى المتدينات من "التيار الديني الصهيوني"، أما بين العلمانيات فإن معدل الولادات ما زال منخفضا وهو في حدود 4ر1 ولادة للأم الواحدة. ويذكر أن نسبة تكاثر "الحريديم" في إسرائيل تصل إلى 1ر3% سنويا، وهي نسبة لا مثيل لها في العالم، إذ أضفنا إلى هذا معدل الأعمار لليهود في إسرائيل: 82 عاما للرجال وأكثر من 84 عاما للنساء.

 

ورغم ذلك، فإن 43% من العرب في إسرائيل هم دون سن 18 عاما، مقابل نسبة 31% بين اليهود، وبالإجمال فإن النسبة في إسرائيل 33%، وما يعزز استنتاج كثرة الولادات بين الحريديم هي نسبة من هم دون 18 عاما في أحيائهم ومدنهم، إذ أن النسبة هناك تتراوح ما بين 60% إلى 64%، تليها التجمعات السكنية العربية في صحراء النقب (جنوب) إذ تتراوح النسبة هناك ما بين 56% إلى 59%، بينما نسبة من هم دون سن 18 عاما في تل أبيب 20% وفي كل مدن وبلدات العلمانيين بالكاد تصل إلى 22%.

 

فمثلا نسبة من هم دون 18 في مستوطنات الضفة الغربية، التي يستوطن فيها الحريديم وحدهم، كانت كالتالي: "بيتار عيليت"- 64%، وتلمون- أعلى بقليل من 63%، و"موديعين عيليت"- 63%، و"مفو حورون"- أعلى بقليل من 61%، و"إلعاد"- أعلى بقليل من 60%.

 

وهناك سلسلة من المستوطنات الصغيرة التي فيها النسب أعلى بين الحريديم، مثل مستوطنة "نافيه" التي تتجاوز فيها النسبة 68%، وبروخين أكثر من 67%، ولكن هذه المستوطنات لا يمكن أخذها كمقياس، كونها تضم نسبة عالية جدا من المستوطنين من "الأزواج الشابة"، الذين يتوافدون بكثرة على هذه المستوطنات.

 

أما في بلدات الجنوب العربية، فنجد نسبة أقل بقليل من تلك التي لدى الحريديم، ففي قرية "حورة" 59% ومثلها تقريبا قرية "عروعير" وقرية تل السبع، بينما النسبة في قرية شقيب السلام 57%.

 

وفي المقابل فإن أدنى النسب في المدن الكبرى نجدها في تل أبيب- 20%، وفي جفعتايم وحيفا ونتسيرت عيليت- 22%، وفي المدن المحيطة بمدينتي حيفا وتل أبيب النسب مشابهة، ويجري الحديث عن متروبوليتين ضخمين يضمان معا ما يقارب 8ر3 مليون نسمة.

 

 

الأوضاع الاقتصادية الاجتماعية

 

أما على مستوى الأوضاع الاقتصادية الاجتماعية، فيبين التقرير أن 92% من اليهود ممن هم دون سن 18 عاما يعيشون في عائلات فيها عاملون، و71% من هذه الشريحة العمرية من اليهود يعيشون في عائلات فيها عاملان وأكثر، بينما يعيش 8% في عائلات ليس فيها عامل، أما بين العرب فإن 7ر83% من هذه الشريحة العمرية يعيشون في عائلات فيها عاملون، وفقط 42% يعيشون في عائلات فيها عاملان وأكثر، و3ر16% يعيشون في عائلات ليس فيها أي عامل.

 

 

ونقرأ في التقرير أن نسبة الفقر بين الأطفال العرب تصل إلى 66%، بينما نسبة الفقر بين الأطفال اليهود بالكاد تصل إلى 21%، أكثر من نصفهم من أطفال "الحريديم" الذين يعيشون حياة تقشفية اختيارية، وعلى الرغم من ذلك، فإن 34% فقط من الأطفال يتلقون خدمات ومساعدات اجتماعية، ما يعني أن أكثر من نصف الأطفال العرب الفقراء لا يتلقون مثل هذه الخدمات الحيوية لهم.

 

 

وتنعكس الأوضاع الاقتصادية الاجتماعية بين الأطفال العرب على مختلف نواحي الحياة، بدءا من التحصيل العلمي، فنسبة من يحصلون على شهادة التوجيهي في إسرائيل تصل إلى 47%، من دون احتساب طلاب القدس المحتلة، الذين لا ينخرطون في جهاز التعليم الإسرائيلي، في حين أن النسبة ترتفع بين اليهود إلى نحو 59%.

 

ويقول التقرير إن نسبة الفتيان العرب، ما بين عمر 12 إلى 18 عاما، الذين تفتح ضدهم ملفات جنائية، أكثر من النسبة بين اليهود، فلدى العرب نجد أن 15 فتى من أصل 1000 فتى يفتح ضدهم ملف جنائي، وينخفض المعدل بين اليهود إلى 11 فتى.

 

ومن الأمور اللافتة التي تضمنها التقرير أنه في العام الماضي- 2012- تعلم 1365 فتى وفتاة من عمر 12 إلى 17 عاما للقب الأول الجامعي، من بينهم 285 طالبا تعلموا مباشرة في الجامعات، و824 طالبا في الجامعة المفتوحة (بالمراسلة) و255 طالبا في كليات أكاديمية، ولكن هنا أيضا ظهرت أوضاع العرب، إذ أن 13% فقط من هؤلاء كانوا من العرب، ولكن حسب مكتب الإحصاء فإن هذا يسجل نسبة عالية جدا مقارنة مع العام 2011، حينما كانت نسبة العرب 4ر3% فقط.

 

واستعرض التقرير الأسماء الأكثر شيوعا بين العرب واليهود ليظهر أن 10% من مواليد المسلمين يطلق عليهم اسم محمد، تليه أسماء أحمد ومحمود ويوسف وآدم وعبد، أما بين المولودات فنجد أن الأسماء الأكثر شيوعا هي مريم ولين ورهف وليان ورماح وحلا ونور وبيسان وملك وآية.