ليفني تعلن انسحابها من الساحة السياسية

على هامش المشهد

 

 

ربع اليهود في إسرائيل يؤيدون استعمال العنف لتحقيق غايات سياسية

 

 

*وزير إسرائيلي سابق: اغتيال رابين استهدف تقويض

القيم الديمقراطية لدولة إسرائيل*

 

 

 

أحيت إسرائيل الأسبوع الفائت ذكرى مرور 18 عاماً على اغتيال رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق إسحق رابين (اغتيل في 4 تشرين الثاني 1995).

 

وفي هذه المناسبة أظهر استطلاع جديد للرأي العام في إسرائيل أجرته شركة "أي. بانيل" بين صفوف الشبيبة الإسرائيلية أبناء 12- 17 عاماً، أن 3ر32% من هؤلاء الشبان لا يعرفون أن رابين اغتيل في 4 تشرين الثاني 1995، وأن نسبة الذين يعرفون ذلك 3ر62%.

 

وقال 56% من المشتركين في الاستطلاع إن هناك احتمالاً كبيراً بأن يتم ارتكاب جريمة اغتيال سياسية أخرى في إسرائيل. وقال 7ر60% فقط إنهم لا يوافقون قط على ارتكاب جريمة اغتيال سياسية، في حين قال 10% إن ارتكاب جريمة اغتيال سياسية على خلفية أيديولوجية يمكن أن يكون عملاً مبرّراً.

 

وأكد 7ر18% من المستطلعين أنهم يوافقون على تخفيف العقوبة المفروضة على يغئال عمير الذي اغتال رابين بعد أن أمضى 18 عاماً في السجن.

 

وبلغت نسبة الذين يؤيدون تخفيف العقوبة المفروضة على عمير في صفوف الشبان اليهود الحريديم (المتشددين دينياً) 1ر57%.

 

وشمل الاستطلاع عينة مؤلفة من 300 شاب يمثلون جميع فئات الشبان اليهود في إسرائيل، مع نسبة خطأ يبلغ حدّها الأقصى 8ر5%.

 

وعشية إحياء هذه الذكرى نشر "المعهد الإسرائيلي للديمقراطية" في القدس "مؤشر الديمقراطية الإسرائيلية" للعام 2013 وأظهر تعزّز المزيد من النزعات العنصرية في صفوف المجتمع اليهودي في إسرائيل.

 

فقد بيّن هذا الاستطلاع أن 9ر48% من اليهود في إسرائيل يعتقدون أنهم يجب أن يحظوا بحقوق في الدولة أكثر من غير اليهود نظراً إلى كونها "دولة يهودية وديمقراطية"، في حين أن نسبة الذي كانوا يتبنون مثل هذا الاعتقاد في استطلاع مؤشر الديمقراطية نفسه للعام 2009 بلغت 9ر35%.

 

كما بيّن الاستطلاع أن نسبة اليهود الذين يعارضون منحهم حقوقاً أكثر من غيرهم انخفضت إلى 3ر47% في حين أنها في استطلاع العام 2009 بلغت 62%.

 

على صعيد آخر أظهر الاستطلاع أن 3ر64% من السكان اليهود في إسرائيل يعتقدون أن الشعب اليهودي هو شعب الله المختار، ولذا فإن أي اتفاق سلام يتم التوصل إليه بين إسرائيل والفلسطينيين يجب أن يُعرض للاستفتاء العام على المواطنين اليهود فقط.

 

وقال 7ر57% من المواطنين اليهود في سن 18- 24 عاماً إنهم يؤيدون أن تقوم الحكومة الإسرائيلية باتخاذ إجراءات خاصة تهدف إلى تشجيع المواطنين العرب على الهجرة من البلد، في حين انخفضت نسبة الذي يؤيدون اتخاذ إجراءات كهذه بين السكان اليهود في سن 65 عاماً فما فوق إلى 28%.

 

وقال 4ر52% من المستطلعين اليهود إنهم يؤيدون فرض حظر على الخطابات التي تتضمن انتقادات موجهة ضد الحكومة، وأكد 6ر51% من هؤلاء المستطلعين أن منظمات حقوق الإنسان مثل "بتسيلم" وجمعية حقوق المواطن تلحق أضراراً فادحة بدولة إسرائيل.

 

وقال نحو ربع المستطلعين إنهم يؤيدون استعمال العنف لتحقيق غايات سياسية.

 

وحظي الجيش الإسرائيلي بأعلى نسبة ثقة بين المستطلعين اليهود (9ر90%) يليه رئيس الدولة الإسرائيلية (7ر78%) ثم المحكمة الإسرائيلية العليا (7ر62%).

 

وحلت الشرطة الإسرائيلية في المكان الرابع (9ر61%) تليها الحكومة (9ر57%) والكنيست (5ر54%) ورئيس الحكومة (7ر51%).

 

وحلت الأحزاب في المكان العاشر والأخير (7ر37%)، وذلك بعد وسائل الإعلام في المكان الثامن (3ر47%)، والحاخامية اليهودية الرئيسية في المكان التاسع (43%).

 

هذا، وربط الوزير السابق من حزب "ميرتس" يائير تسبان بين نتائج استطلاع "مؤشر الديمقراطية الإسرائيلية" وبين ذكرى اغتيال رابين.

 

وكتب في مقال نشره في الموقع الإلكتروني التابع لصحيفة "يديعوت أحرونوت":

 

أظهر استطلاع "مؤشر الديمقراطية الإسرائيلية" للعام 2013 الذي نشره "المعهد الإسرائيلي للديمقراطية" في القدس أن نحو ربع اليهود في إسرائيل يؤيدون استعمال العنف لتحقيق غايات سياسية. كما أظهر أن نسبة اليهود الذين يعارضون استعمال العنف لتحقيق غايات سياسية انخفضت من 5ر87% في مؤشر العام الفائت إلى 70% في مؤشر العام الحالي. وأعرب 28% من اليهود الإسرائيليين عن اعتقادهم أن تنفيذ أوامر الشريعة الدينية اليهودية أهم من تطبيق الديمقراطية في حال نشوء تناقض بينهما. وبصورة عامة يمكن القول إن المؤشر يعكس تراجعاً في الروح الديمقراطية السائدة في المجتمع الإسرائيلي.

وتأتي هذه النتائج المقلقة بالتزامن مع ذكرى مرور 18 عاماً على اغتيال رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق إسحق رابين والذي كان في آخر خطاب ألقاه قبل اغتياله حذّر من مغبة العنف السياسي، مؤكداً أن من شأنه أن يقوّض أركان الديمقراطية الإسرائيلية. وبالاستناد إلى النتائج التي أظهرها "مؤشر الديمقراطية الإسرائيلية" ليس من المبالغة القول إننا لم نتعلم أي درس من جريمة اغتيال رابين.

 

وأضاف تسبان:

 

أعتقد أن أفضل إحياء لذكرى رابين يكمن في فهم دروس اغتياله وبذل أقصى الجهود من أجل القضاء على الأسباب التي يمكن أن تمهّد الأجواء لجريمة اغتيال سياسية أخرى في إسرائيل. وفي هذا الشأن لا بُد من التشديد على أن اغتيال رابين كان جريمة سياسية بكل ما في الكلمة من معنى، وكل من يحاول أن يخفي هذا الأمر يقوم بتزوير الحقيقة ويسيء إلى ذكرى هذا الزعيم. وكان الهدف الأخطر من وراء هذه الجريمة هو القضاء على إمكان أي حسم ديمقراطي من جانب الشعب.

 

كما أن رابين كان قبل اغتياله ضحية حملة تحريض أصولية يهودية دينية وقومية متطرفة. وهذه الأصولية كانت ولا تزال تهدّد القيم الديمقراطية لدولة إسرائيل. وعلينا أن نلاحظ هنا أن أهم ما تتسم به هذه الأصولية هو كراهية الغوييم (الأغيار)، غير أن هذه الكراهية سرعان ما تصبح كراهية للآخر حتى في صفوف اليهود أنفسهم.

 

لقد اغتيل رابين أيضاً لأن اليمين الإسرائيلي المتطرف حرّض عليه واتهمه بأنه يحب الفلسطينيين وعلى استعداد لأن يبيع الوطن اليهودي لهم. واغتيل لأنه كان أول من أبدى الاستعداد للتحالف مع كتل الأحزاب العربية الإسرائيلية في الكنيست.

 

في ضوء ذلك كله، فإن أحد أهم الدروس من جريمة اغتيال رابين، هو أن علينا أن نكبح موجة سن القوانين غير الديمقراطية في الكنيست الحالي، وأن نعزّز عمل منظمات حقوق الإنسان خارج الكنيست، وأن نبني جسور المواطنة المشتركة والمتساوية للسكان الفلسطينيين في دولة إسرائيل.