بعد ليفني، بيرتس أيضًا يدفع خطة سياسية جديدة

على هامش المشهد

منظمة OECD تحذر إسرائيل من مغبة تدني نسبة المشاركة في العمل

 

 

*مليونا شخص خارج سوق العمل وبالأساس من الحريديم الممتنعين عن العمل والعرب المحرومين من فرص العمل*

 

 

 

قال المدير العام لمنظمة التعاون للدول المتطورة OECD، أنخيل غوريه، إن إسرائيل لا تستطيع أن ترتقي بالمستوى الاقتصادي طالما أن مليوني إنسان خارج سوق العمل، في إشارة إلى تدني نسبة المشاركة في سوق العمل في إسرائيل، في حين قال مكتب الإحصاء المركزي إن البطالة في شهر آب الماضي سجلت أدنى مستوى لها منذ 20 عاما وبلغت 1ر6%.

 

وقال غوريه خلال لدى استقباله وزير الرفاه الإسرائيلي مئير كوهين في العاصمة الفرنسية باريس، في الأيام الماضية، إن إسرائيل لا تستطيع أن ترتقي في اقتصادها مع بقاء مليوني شخص في جيل العمل خارج سوق العمل، فهذا أمر سيدمر إسرائيل اقتصاديا. وقال إن على إسرائيل أن تعمل على دمج اليهود المتدينين المتزمتين (الحريديم) والعرب في سوق العمل.

 

وتسجل نسبة مشاركة رجال "الحريديم" في سوق العمل أدنى مستوى على الاطلاق، إذ تبلغ النسبة 39% بالمعدل، وترتفع قليلا لدى جمهور النساء من الحريديم، ولكن هذا نابع من امتناع هذا الجمهور عن المشاركة في سوق العمل، إذ أن نسبة كبيرة منهم تفضل البقاء في المعاهد الدينية وتلقي مخصصات اجتماعية، في حين أن قسما آخر يعمل في داخل مجتمعات الحريديم، في نشاط اقتصادي واجتماعي، يبقى خارج سلطة الضرائب. ويأتي هذا الامتناع من منطلقات دينية محضة والرغبة في عدم الانخراط كليا في المجتمع العلماني.

 

وفي المقابل، فإن العرب يعانون أولا من نسب بطالة هائلة تتراوح ما بين 23% إلى 25% بالمعدل، لأنهم محرومون من فرص العمل المتساوية، وتفتقر البلدات العربية لمناطق صناعية وأماكن عمل، ونحو 70% من القوة العاملة العربية تغادر بلداتها يوميا لغرض العمل.

وفي المقابل، فإن نسبة البطالة والحرمان تستفحل بين النساء العربيات، إذ تفيد سلسلة من التقارير أن 70% من النساء العربيات لا يشاركن في سوق العمل بفعل حرمان البلدات العربية من أماكن العمل الملائمة. ومن المعطيات المقلقة التي تظهر باستمرار أن 30% من النساء العربيات اللاتي بحوزتهن شهادات جامعية ومهنية عاطلات عن العمل، كما أن 50% من اللاتي يحملن شهادات جامعية يعملن في وظائف أقل من مستوى تحصيلهن العلمي.

 

وبلغت نسبة المشاركة في العمل بين الرجال فوق 18 عاما في سوق العمل في شهر آب الماضي 8ر69%، وبين النساء 5ر58%.

 

وتابع غوريه قائلا إن عدم انخراط "الحريديم" والعرب في سوق العمل هو "قنبلة موقوتة تهدد الاقتصاد الإسرائيلي" بحسب تعبيره. وقال إن متخذي القرارات يراهنون كثيرا على الأجيال القادمة، لكنهم لا يوفون الجيل الحالي حقه، فهو المؤثر مباشرة على الأوضاع الاقتصادية الحالية ويرسم ملامح المستقبل.

 

وقال كوهين في اللقاء ذاته إن هذا الأمر يشكل بالنسبة لإسرائيل تحديا أكثر من تحدي المشروع النووي الايراني، بحسب تعبيره. وقال إن إسرائيل أمام مهمة صعبة، وعليها فتح آفاق ومجالات عمل أمام الشرائح التي لا تنخرط في سوق العمل.

 

وتابع كوهين داعيا حكومته إلى رفع ميزانيات الرفاه الاجتماعي، وفي المقابل تحويل الأموال التي تم تقليصها من المخصصات الاجتماعية، مثل مخصصات الأولاد، لفتح أماكن عمل ورفع مستوى معيشة من لا ينخرطون في سوق العمل، ويقصد المتقدمين في السن.

 

 

انخفاض البطالة

 

 

إلى ذلك، قال تقرير لمكتب الإحصاء المركزي إن البطالة في شهر آب الماضي وصلت إلى أدنى مستوى لها منذ 20 عاما وبلغت 1ر6%، وهذا بموجب طريقة الاحتساب الجديدة للبطالة في إسرائيل، التي دخلت حيز التنفيذ في مطلع العام 2012، إذ أن الاحتساب الجديد رفع نسبة البطالة، لأنه بدأ يشمل البلدات الصغيرة التي يقل عدد السكان فيها عن ألفي نسمة، وهذه بلدات قسم منها بلدات عربية فيها نسبة بطالة عالية جدا.

 

والملفت للنظر أن البطالة في شهر آب الماضي ارتفعت بين الرجال من 3ر6% في شهر تموز إلى 4ر6%، بينما انخفضت البطالة بين النساء من 6% في شهر تموز إلى 8ر5%.

 

وبلغ عدد المشاركين في سوق العمل من سن 15 عاما وما فوق 7ر3 مليون نسمة، وقارب عدد العاطلين عن العمل إلى 226 ألف عاطل عن العمل بدلا مما يقارب 230 ألف عاطل عن العمل في مطلع العام الجاري.

 

وهذه المعطيات تقل عن تقديرات وزارة المالية وبنك إسرائيل المركزي، إذ قالت التوقعات إن البطالة في إسرائيل ستكون في العام الجاري 2013 بمعدل 5ر6%، على أن ترتفع في العام المقبل 2014 إلى 9ر6%، إلا أن البطالة في انخفاض مستمر منذ شهر تشرين الأول من العام الماضي- 2012، حين بلغت 7%، ثم تراجعت، وعادت لترتفع قليلا في أشهر ربيع العام الجاري إلى 8ر6%، ثم عاودت الانخفاض إلى 1ر6% في شهر آب.