تقرير "مركز طاوب": تآكل أجور المستخدمين الأكاديميين وارتفاع غلاء المعيشة يبعدان العائلات الشابة عن الطبقة الوسطى

على هامش المشهد


تقارير جديدة: الميزانية الإسرائيلية العامة تزيد الإجحاف بحق جهاز التعليم العربي

 

 

*مشروع الميزانية للعام الحالي يشطب ميزانية لبناء 200 غرفة تعليمية لجهاز التعليم العربي *تقرير: تخصيص ساعات تعليم لليهود أكثر من العرب *تقرير جديد: 14 عائقا أمام الطلاب العرب للدخول إلى الجامعات الإسرائيلية*

 

 

يستدل من سلسلة تقارير حول الميزانية الإسرائيلية العامة للعامين الجاري والمقبل أن التقليصات ستضرب عدة نواح في المجتمع العربي، الذي يعاني أصلا من تمييز واضح في الميزانيات، وهو المتضرر الأول من تقليص الميزانيات، ولكنه لا يهنأ من الزيادات المفترضة في مشاريع الميزانيات السابقة. فمثلا، ستتضرر المجالس البلدية والقروية العربية من تقليص الميزانيات الاستثنائية للبلدات الفقيرة، كون كل البلدات العربية تقريبا تندرج ضمن البلدات الفقيرة، ولكن الأمر يبرز في جهاز التعليم العربي، الذي يعاني من نواقص خطيرة جدا، إما على صعيد البنى التحتية، أو الملاكات الوظيفية، أو المنهاج والبرامج اللامنهجية.

وقد بيّن تقريران لصحيفة "ذي ماركر" الاقتصادية التابعة لصحيفة "هآرتس"، أن تقليصات البنى التحتية في ميزانية وزارة التربية والتعليم ستمنع بناء 200 غرفة دراسية لجهاز التعليم العربي الذي يعاني اصلا من نقص آلاف الغرف، فيما بيّن التقرير الثاني، أن وزارة التربية والتعليم ماضية في التمييز، إذ أنها تخصص للطالب اليهودي ساعات تعليم أكثر مما هو مخصص للطالب العرب. كذلك أظهر تقرير لمركز "حراك" الفلسطيني في الناصرة العوائق التي يواجهها الطالب العربي لدى تقدمه للالتحاق بالجامعات الإسرائيلية.

وكما ذكر، فإن وزارة التربية والتعليم شطبت ميزانية تزيد عن 22 مليون دولار، كانت مخصصة لبناء 200 غرفة تعليمية لجهاز التعليم العربي، الذي يعاني من نقص بلغ 9 آلاف غرفة، من بينها 3 آلاف روضة أطفال، وهو نقص تراكمي، أدى إلى اكتظاظ الطلاب العرب في الصفوف، واستئجار مبان لا تلائم الدراسة وسلامة الأطفال.

أما من حيث ساعات التعليم، فإن الوزارة ماضية في تخصيص ساعات تعليمية للطالب اليهودي أكثر من الطالب العربي، وحسب تقرير "ذي ماركر"، ففي حين أن معدل ساعات التعليم للطالب اليهودي الواحد في الصف الدراسي 81ر1 ساعة أسبوعيا، فإن المعدل للطالب العربي يهبط إلى 63ر1 ساعة أسبوعيا، وللتوضيح، فإن هذا الفارق يصل إلى ما بين 5 إلى 6 ساعات أسبوعيا للصف التعليمي الواحد.

وهذا جزء من سلسلة قضايا يواجهها جهاز التعليم العربي، والتي تنعكس لاحقا على التحصيل العلمي. وتقول الصحيفة ذاتها إن معدل الفجوة في التحصيل العلمي بين جمهوري الطلاب العرب واليهود يصل إلى سنتين تعليميتين، وهذا يظهر في نتائج امتحانات "البجروت" (موازية للتوجيهي).

والعبء الجديد الذي سيواجهه أهالي الطلاب العرب هو زيادة رسوم التسجيل المدرسية بنسبة تزيد عن 15%، وعلى الرغم من "مجانية" التعليم، إلا أن جهاز التعليم يفرض على الأهالي رسوم تسجيل وخدمات ورحلات سنوية تتراوح ما بين 400 إلى 600 دولار سنويا، وبسبب استفحال الفقر بين العرب فإن هذا يكون عبئا ماليا ثقيلا على العائلات الفقيرة.

عوائق أمام الدخول

إلى الجامعات



وعقد مركز "حراك" لرفع مكانة التعليم العربي مؤتمرا في مدينة الناصرة، استعرض فيه العوائق التي يواجهها الطلاب العرب لدى تقدمهم للانتساب إلى الجامعات الإسرائيلية، وتؤدي هذه العوائق إلى اضطرار آلاف الطلاب سنويا للدراسة في الخارج. وحسب التقديرات، فإن حوالي 16 ألف طالب عربي يتلقون تعليمهم حاليا في دول العالم، حوالي 9 آلاف منهم يتعلمون في الجامعات الأردنية، من بينهم نحو ألف طالب حصلوا على منح تعليمية من المملكة بمعدل 200 منحة سنويا.

أما العوائق فهي:

الوضع الاجتماعي- الاقتصادي: تعيش نصف العائلات العربية وثلثا الأطفال العرب تحت خط الفقر. قسم كبير من الطلاب العرب الذين يتركون تعليمهم يفعل هذا لاعتبارات اقتصادية.

الإطار المدرسيّ: يستوفي ما نسبته 23% فقط من أبناء الشبيبة العرب شروط الحد الأدنى للقبول للتعليم العالي (مقابل 47% من اليهود). وتؤدي أوضاع جهاز التعليم العربي إلى غياب المحفزات على التفكير النقدي وقدرة التحليل والاستنتاج.

منالية المعاهد التحضيرية: تصل نسبة الطلاب العرب في المعاهد التحضيرية إلى 4ر6% فقط. وتعاني هذه المعاهد من صورة نمطية سلبية، وهي بعيدة جغرافيًا عن القرى والمدن العربية، ولا تلائم برامج تدريسها للطلاب العرب. الدعم المالي المقدّم من مجلس التعليم العالي يخصص بالأساس لخريجي الجيش.

امتحان القبول للجامعات ويسمى "بسيخومتري": في العام 2011، وصلت الفجوة بين تحصيل المُمتحنين باللغة العربية والمُمتحنين باللغة العبرية إلى 123 نقطة (432 مقابل 555 من أصل 800 نقطة). في غالبية دول العالم، لا يُستخدم هذا النمط من الامتحان أي "بسيخومتري" كشرط للقبول في مؤسسات التعليم العالي. تعطى في إسرائيل الأفضلية لعلامة البسيخومتري في ميزانية شروط القبول، أحيانًا بنسبة 1:3.

تحديد الجيل: اشتراط بدء التعليم بجيل حد أدنى ينطوي على تمييز بحق المتقدّمين العرب، والذين يُحرَمون من التسجيل للجامعة بعد إتمام تعليمهم الثانوي. بالمقابل، يُعفى الطلاب الذين يتسجّلون من خلال الوحدة الجامعية في الجيش الإسرائيلي ("الاحتياطي الأكاديمي") من شرط الجيل.

المقابلات الشخصية: يواجه الطلاب العرب صعوبة كبيرة في التعبير عن أنفسهم بلغة عبرية مهنية طليقة، أضف إلى ذلك المعيقات الثقافية في الوقوف أمام طاقم مهني يمتحنهم بلغة غير لغتهم الأم.

منالية المنح الدراسية: يتم تخصيص نقاط عديدة للخدمة العسكرية ومناطق الأفضلية القومية في معايير استحقاق المنح المختلفة. تستصعب السلطات المحلية العربية توزيع المنح للطلاب كما يجري في البلدات اليهودية.

منالية السكن: يعاني الطلاب العرب من أزمة سكنية حادة. ويتم تخصيص نقاط عديدة للخدمة العسكرية في معايير استحقاق السكن الطلابي. ويؤدي تفشي ظواهر العنصرية في المجتمع الإسرائيلي إلى مفاقمة الأزمة مما يرغم الطلاب على دفع إيجارات باهظة.

منالية المواصلات العامة: وضع المواصلات العامة في القرى والمدن العربية في حالة يُرثى لها. يعيش قسم كبير من الطلاب العرب مع أهاليهم ويسافرون للدراسة كل يوم. وتيرة الباصات، توافرها وتكلفة السفر، يحوّلون الطريق من البيت إلى الجامعة إلى طريق طويل ومُكلف ومرهق.

غياب التوجيه، الاستشارة والمرافقة المهنية والأكاديمية: يتم رفض 30% من المتقدّمين لتعلّم البكالوريوس. تصل نسبة تسرّب الطلاب العرب من التعليم في السنة الدراسية الأولى إلى 15%. يجد الطلاب العرب الجدد صعوبة في اكتساب مهارات أكاديمية أساسية. في قسم كبير من مؤسسات التعليم العالي لا توجد برامج للمساعدة والاستشارة الأكاديمية للطلاب العرب. كما تنتشر ظاهرة "جرّ التعليم" بين الطلاب العرب، إذ يتمّم ما نسبته 12% فقط منهم تعليمهم في الفترة السليمة، مقابل 53% من الطلاب اليهود.

قيود على حرية التعبير عن الرأي: يواجه الطلاب العرب صعوبات عديدة في التعبير عن آرائهم ومواقفهم السياسية. هناك علاقة عكسية بين نسبة الطلاب العرب وبين مستوى حرية التعبير - كلّما ارتفعت النسبة تفرَض قيود أشدّ على حرية التعبير عن الرأي. تنتهج العديد من الجامعات سياسة وضع قيود مختلفة على النشاطات الجماهيرية، تصل إلى ملاحقة ومعاقبة الطلاب العرب بسبب نشاطهم السياسي.

اللغة والدين والثقافة: يتم التعليم الأكاديمي والإجراءات الإدارية باللغة العبرية حصرا. ظهور اللغة العربية في الحرم الجامعي متواضع ومستهتِر. لا تعترف مؤسسات التعليم العالي بأعياد ومناسبات الطوائف العربية. في غالبية المؤسسات يتم تجاهل الاحتياجات الثقافية للطلاب العرب، وتكديس العراقيل أمام النشاطات الثقافية باللغة العربية.

منالية الألقاب المتقدمة: نسبة الطلاب العرب من مجمل الطلاب الذين يدرسون لشهادتي الماجستير والدكتوراه متدنية جدًا (2ر8% و4ر4%، على التوالي). وتصل نسبة الطلاب العرب المرفوضين لدراسة الماجستير إلى ضعفي نسبتهم بين اليهود (41% مقابل 21%). هناك نقص في المنح الملائمة للباحثين العرب. نسبة أعضاء الطاقم الأكاديمي العرب أقل من 3%. ويجري الحديث عن قرابة الـ 300 محاضر.

سوق العمل وفرص التشغيل: كلما ارتفع مستوى التحصيل العلمي تزداد الفجوة بين رواتب اليهود والعرب. يتقاضى الرجال الأكاديميون العرب شهريا ما معدله 3500 شيكل أقل من دخل نظرائهم اليهود. يتقاضى الأكاديمي العربي فقط 2300 شيكل أكثر من خريج الثانوية، وفقط ما يقارب 5 آلاف شيكل أكثر من خريج الصف الثامن. من المتوقع أن يكون في العام 2015 قرابة 30 ألف أكاديمي عربي مُعطّل عن العمل، غالبيتهم من النساء.