بعد ليفني، بيرتس أيضًا يدفع خطة سياسية جديدة

على هامش المشهد

ليس سهلا على مؤرخ إسرائيلي أن يؤلف كتابا يفند فيه الأساطير المؤسسة للصهيونية وإسرائيل، مثلما فعل البروفسور شلومو ساند، في كتابه الذي صدر قبل أربع سنوات بعنوان "متى وكيف تم اختراع الشعب اليهودي"، ونفى فيه وجود شعب يهودي تم إرغامه على الخروج من البلاد إلى الشتات، وأكد أن معظم يهود أوروبا الشرقية هم من نسل مجتمعات وأفراد تهودوا خلال مراحل تاريخية، فما بالك إذا ألحق البروفسور ساند كتابه هذا بآخر، ينفي فيه وجود حق تاريخي لليهود في فلسطين، تحت عنوان "متى وكيف تم اختراع أرض إسرائيل"، والذي صدر مؤخرا.

 

وبسبب هذين الكتابين يتعرض ساند للتهديد بالقتل.

فقبل أسبوعين تلقى مغلفا احتوى على مادة بيضاء اللون، تلمح إلى مادة الأنتراكس الكيماوية القاتلة، ورسالة كُتب فيها بأنه "معاد للسامية"، و"ظالم لإسرائيل"، وهددته بأنه "لن يعيش وقتا طويلا"!.

وأظهر فحص مخبري أجرته الشرطة أن المادة البيضاء ليست كيماوية.

وهذه ليست المرة الوحيدة التي تلقى فيها تهديدا بالقتل. ويعاني ساند من جفاء في المعاملة من جانب زملائه في جامعة تل أبيب، وحتى من جانب محاضرين في قسم التاريخ العام الذي يدرّس فيه، وقال إن بعضهم يمر بقربه في أروقة الجامعة ويتجاهل وجوده تماما.

ويرى ساند أن عزاءه كامن في ترجمة كتابه "متى وكيف تم اختراع الشعب اليهودي" إلى 16 لغة، بينها اللغة العربية، حيث صدر الكتاب بعنوان "اختراع الشعب اليهودي" عن المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية- مدار.

وقال ساند إنه تجري حاليا ترجمة الكتاب إلى أربع لغات أخرى هي الصينية والكورية والإندونيسية والكرواتية.

والجدير بالذكر أنه تجري حاليا ترجمة كتابه الجديد إلى العربية وسيصدر عن مركز "مدار" بعنوان "اختراع أرض إسرائيل".

وقال ساند في مقابلة أجرتها معه صحيفة "هآرتس"، ونشرتها يوم الجمعة الماضي، إنه في أعقاب الانتقادات التي وُجهت إليه بعد صدور كتاب "متى وكيف تم اختراع الشعب اليهودي"، كان يفضل أن يكون محبوبا من جانب الأكاديمية الإسرائيلية وألا يخوض معارك. لكنه أشار إلى أنه "في خارج البلاد يحبونني أكثر. ومنهم باحثون مثل طوني جاديت وأريك هوبسباوم، ولم أذكر مفكرين فرنسيين مثل مارسيل راتيين، الذي قال لي إن الكتاب شق طريقا جديدة. ومن دون هذه التقييمات لما كانت لدي القوة من أجل تأليف كتاب ’متى وكيف تم اختراع أرض إسرائيل’. وأفترض أنه سيجدون فيه أيضا عدة أخطاء، إذ لا يمكن الغوص على حضارات وثقافات على مدار فترة زمنية طويلة كهذه من دون ارتكاب أخطاء. ووجدت أكثر الانتقادات شدة على الكتاب السابق أربعة أخطاء، وتم تصحيحها، لكن لو أن أحدا أثبت أن النظريات الأساسية في الكتاب مخطوءة بالكامل، لأدى هذا إلى انكساري".

 

أقسام أكاديمية

تعنى بالفضلات!

 

يؤكد ساند أن "الصهيونية سرقت المصطلح الديني ’أرض إسرائيل’ وحولته إلى مصطلح جيو - سياسي. وأرض إسرائيل ليست موطن اليهود. لقد تحولت إلى وطن في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، وفقط بعد نمو الحركة الصهيونية".

وكتب ساند في كتابه الأخير أن أتباع الحركة البيوريتانية، وهي الحركة "التطهّرية" التي انبثقت عن البروتستانتية في بريطانيا، في القرنين السادس عشر والسابع عشر، كانوا أول من قرأ التوراة على أنه كتاب تاريخي، "وهؤلاء الذين كانوا متعطشين للخلاص ربطوا بين حركتهم ونهضة شعب إسرائيل في أرضه". وأضاف أن "هذه العلاقة لم تنشأ على أثر قلقهم بشكل خاص على اليهود الذين يعانون، وإنما بالأساس بسبب الرؤيا القائلة إنه فقط بعد عودة بني إسرائيل إلى صهيون سيأتي الخلاص المسيحي إلى البشرية كلها. وفي إطار صفقة الرزمة طويلة الأمد هذه يفترض أن يتنصر اليهود، وفقط بعد ذلك سيحظى العالم برؤية عودة يسوع المتجددة". ورأى ساند أن هؤلاء "الصهاينة الجدد"، وليس اليهود، هم الذين اخترعوا أرض إسرائيل كمصطلح جيو - سياسي عصري.

وأضاف "إذا كانت أطروحتي صحيحة، وأنه قبل 500 عام لم يكن هناك وجود لشعب فرنسي، شعب روسي، شعب إيطالي أو شعب فيتنامي، وبناء عليه لم يكن هناك وجود في أنحاء العالم لشعب يهودي، وقصة تشتت شعب يهودي في القرن الأول أو القرن الثاني الميلادي، التي رافقت خراب الهيكل الثاني، كانت متخيلة، فإن المؤرخين من أقسام تاريخ شعب إسرائيل منشغلون منذ سنين بالفضلات. ولا توجد شرعية لأقسام أكاديمية كهذه. ولن تجد في جامعة كامبريدج قسما لتاريخ الشعب الانكليزي. وقد جاء ساند من قسم التاريخ العام وادعى أنهم يعملون في قسم أكاديمي هو أسطورة ولا حاجة لوجوده، لأنه لم يكن هناك شعب يهودي ذو أصل واحد، وإذا كنت محقا فإنهم يقفون على سطح من الماء".

وقال ساند إنه قرر تأليف كتابه الجديد في أعقاب الانتقادات التي تم توجيهها إلى كتاب "متى وكيف تم اختراع الشعب اليهودي". وأوضح أن "المؤرخ البريطاني المؤيد للصهيونية، سايمون شاما، كتب أن كتابي فشل في محاولة فصل العلاقة بين أرض الآباء والتجربة اليهودية. وكتب نقاد آخرون أنه كان في نيتي تقويض الحق التاريخي لليهود في وطنهم القديم، أرض إسرائيل. وقد فوجئت، إذ لم أفكر للحظة أن الكتاب يقوض هذا الحق، لأني لم أعتقد أبدا أنه يوجد لليهود حق تاريخي في البلاد. ولم أتصور أنه في مطلع القرن الواحد والعشرين سيكون هناك نقاد يبررون إقامة دولة إسرائيل بواسطة ادعاءات مثل أرض الآباء أو حقوق تاريخية عمرها آلاف السنين. وعندما دافعت عن وجودنا هنا، كان ذلك بسبب ضائقة اليهود، بدءا من نهاية القرن التاسع عشر عندما تقيأت أوروبا اليهود من داخلها، وعندما أغلقت الولايات المتحدة أبوابها في مرحلة معينة، وليس بسبب أشواق قومية أو حق تاريخي".

وأضاف ساند أنه بعد هذه الانتقادات التي تعرض لها، أدرك أن كتابه حول اختراع الشعب اليهودي "لم يكن متزنا بما فيه الكفاية، وأن عليّ أن أكمل النقص في بحث حول طبيعة اختراع أرض إسرائيل كحيز إقليمي للشعب اليهودي: ما هي أرض إسرائيل في التأريخ الصهيوني، من خلال التركيز على الأرض وعملية التوطين - الاستيطانية المتواصلة هنا في المئة وعشرين عاما الأخيرة. وقد طبقت اصطلاحاتي النظرية المتعلقة بنمو القوميات والشعوب، وأيضا فيما يتعلق بمصطلح الوطن... والأسطورة الثانية التي كانت جديرة بتخصيص فصل لها هي أن أرض إسرائيل كانت دائما ملك الشعب اليهودي بوعد من الله، الذي أودع بأيدي رسله كوشان، أي التوراة، التي أممتها الصهيونية، رغم علمانيتها، وحولتها إلى كتاب تاريخ متميز".

 

لا وجود لـ "أرض

إسرائيل" في التوراة

 

يقول ساند "عندما كنت شابا ويساريا كان مصطلح أرض إسرائيل جزءا من قاموسي. وكنت واثقا من أن أرض إسرائيل هي مصطلح توراتي، وفجأة تبين لي أنه لا توجد أرض إسرائيل في التوراة" بعد أن دقق في مكانة "أرض إسرائيل" في التوراة والأدبيات اليهودية القديمة. وأشار إلى أن هذا المصطلح "يظهر على أنه أرض مملكة إسرائيل الشمالية. والقدس التي في التوراة ليست جزءا من ’أرض إسرائيل’".

وأضاف ساند أن كلمة "وطن" تظهر 19 مرة في جميع أسفار التوراة ونصفها في سفر التكوين، لكن هذا المصطلح يتعلق بمسقط الرأس أو المكان الذي يدل على أصل عائلة، وليس بإقليم جيو - سياسي مثلما كان ذلك لدى اليونان أو الرومان. وليس هذا وحسب، بل إن "أبطال التوراة لم يخرجوا أبدا للدفاع عن وطنهم كي يحظوا بالحرية أو من خلال وطنية سياسية". ويشدد في كتابه على أن النصوص التوراتية تشير إلى أن "الديانة اليهودية"، نسبة إلى يهوه، لم تنم في أرض كنعان وأن ولادة التوحيد حصلت خارج "أرض الميعاد".

وحول نشوء مصطلح "أرض إسرائيل" قال ساند: "كان اسم البلاد في التوراة كنعان، وفي فترة الهيكل الثاني كان المصطلح الشامل هو أرض يهودا. ومصطلح أرض إسرائيل يظهر في الميشناه، لكنه ليس مطابقا لبلاد الوعد الإلهي الذي أعطي لإبراهيم. وأرض إسرائيل كاسم ورقعة تظهر في التلمود بصيغ أعددها في الكتاب. وفي تقديري أن المصطلح ظهر بعد أن غير الرومان اسم يهودا إلى سورية - فلسطين، وعندها بدأوا في التشديد على مصطلح أرض إسرائيل. لكن وفقا للتلمود فإن هذه منطقة تمتد جغرافيا من جنوب عكا إلى شمال عسقلان، ويظهر المصطلح كفريضة، أي أن أرض إسرائيل التلمودية هي ليست مصطلحا جيو - سياسيا، وإنما هي مصطلح ديني يتطرق إلى أرض مقدسة وتسري على سكانها فرائض خاصة مرتبطة بالبلاد". وشدد ساند على أن القلائل فقط مستعدون أن يقروا بأن "أرض إسرائيل" في أسفار التوراة لم تشمل القدس والخليل وبيت لحم، وأن التوراة استخدمت الاسم الفرعوني للمنطقة وهو أرض كنعان.

وقال ساند إنه بحث في أدبيات المكابيين ومخطوطات فيلون وكتب المؤرخ اليهودي يوسيفوس فيلافيوس، التي تجمل معظم فترة "الهيكل الثاني"، ولم يجد أي ذكر لمصطلح "أرض إسرائيل" ولو مرة واحدة. وتوصل في أبحاثه إلى الاستنتاج أن اسم "أرض إسرائيل"، كواحد من الأسماء الكثيرة التي أطلقت على البلاد، مثل الأرض المقدسة وأرض كنعان وأرض صهيون، ظهر على ما يبدو لأول مرة في العهد الجديد، وتحديدا في إنجيل متى، وكان استخدامه فريدا، لأن معظم الأناجيل فضلت اسم "أرض يهودا". وفقط بعد تغيير اسم "أرض يهودا" إلى فلسطين، في القرن الثاني الميلادي، بأمر من الرومان، وبدأ الكثير من سكانها باعتناق المسيحية، ظهر مصطلح "أرض إسرائيل" في الميشناه والتلمود ولكن هنا أيضا بشكل متردد.

وأكد ساند أن استخدام مصطلح "أرض إسرائيل" حينذاك لم يكن معناه مطابقا للمصطلح المعاصر "وفقط في بداية القرن العشرين، وبعد أن بقيت سنين طويلة في بوتقة الصهر البروتستانتية، تحولت أرض إسرائيل الدينية وتم صقلها كمصطلح جيو - قومي بارز". لكن ساند لفت إلى أنه في العصور الوسطى والقديمة امتنع اليهود عن السكن في فلسطين "خوفا من تدنيس اسم الرب، على أثر الفرائض الكثيرة" التي ينبغي أن يؤديها من يسكن البلاد. كذلك أشار إلى أنه لم يجد أي مصدر يفيد بأن حجاجا يهود جاؤوا إلى البلاد قبل القرن الحادي عشر.

 

ضفتا الأردن ومن

العريش حتى دمشق

 

حول "أرض إسرائيل" كمصطلح جيو - سياسي قال ساند إن "الكتاب الأول الذي رسم وحلل الحدود تمت كتابته بلغة الييديش في العام 1918، من جانب اثنين من ألمع المفكرين في تلك الفترة. واسم هذا الكتاب هو ’أرض إسرائيل في الماضي والحاضر’ وهو من تأليف إسحاق بن تسفي ودافيد بن غوريون، وقد رسما خريطة لأرض إسرائيل تشمل ضفتي نهر الأردن، وكذلك منطقة العريش وتصل حتى دمشق".

وأضاف أنه في المؤتمرات الصهيونية تحدث ثيودور هرتسل، واضع فكرة "دولة اليهود"، عن "إقليم، وفي فترته لم تكن هناك حدود لأن البلاد كانت جزءا من الإمبراطورية العثمانية واستخدموا كلمة فلسطين كمنطقة غير معرفة. ومصطلح فلسطين - أرض إسرائيل وضعه المندوب السامي البريطاني. وفي المؤتمرات الصهيونية الأولى استخدموا مصطلح فلسطين ولم يتحدثوا حينها عن الحدود، وكان للتوراة صدى كبير يدوي في خلفية هذه الأمور. وهذا أمر هام للغاية، إذ ما هي الصهيونية؟ إنها حركة علمانية تعرف أن عليها استغلال الأسطورة وهي تتوجه إلى التوراة. والقادة الصهاينة من [المفكر اليهودي ماكس] نورداو وحتى أرثور روبين أخذوا التوراة وحولوها إلى تاريخ علماني. ولا ينبغي النظر إلى هذا الأمر على أنه مجرد تضليل، إذ أنهم آمنوا بذلك فعلا. وواضعو الأساطير من أمثالهم يتمسكون بالأساطير وهم بحاجة إلى أرض وشعب أزلي وبنوا في مخيلتهم الإقليم القومي. والصهيونية، التي تفكر بصورة شمولية، أخذت مصطلح أرض إسرائيل من التراث التلمودي وترجمته إلى مصطلح جيو - سياسي قومي".

 

"لم يكن هناك شعب

فلسطيني أيضًا"!

 

سعى ساند في المقابلة الصحافية إلى التوضيح لمن قرأ كتابه حول اختراع الشعب اليهودي، وإلى من لم يقرأ الكتاب ولكنهم كونوا فكرة معادية له، بأنه "لم يفكر أبدا بأنه لم تكن هناك ديانة يهودية أو أنه لا يوجد يهود".

لكنه أضاف "ليس كل مجموعة بشرية تشكل شعبا. اقرأوا في التوراة وسترون استخدام كلمة شعب، وفي العصور الوسطى كانت هناك استخدامات كثيرة لكلمة شعب، وكل مفكر جدي تحدث عن شعب مسيحي. لكن اليوم لا يقولون شعبا مسيحيا، أو شعبا مسلما. واضح أنه كان هناك يهود في التاريخ، واليهودية كانت الأساس للتوحيد الغربي، لكن لم تكن هناك شعوب في التاريخ حتى بداية الفترة المعاصرة، وهذا المصطلح يتطرق إلى مجموعة بشرية تتقاسم لغة، ولديها مجموعة تصورات مشتركة، وتتقاسم إقليما معينا، وطورت ثقافة متجانسة واحدة. ويوجد شعب إسرائيلي، أو شعب يهودي - إسرائيلي، لكن لا يوجد ولم يكن هناك شعب يهودي. وبن غوريون كان يعرف جيدا أنه يقوم بإيجاد شعب جديد وهو يقول ذلك".

وأضاف ساند "سألت نفسي ما هو المشترك بين يهودي من كييف ويهودي من الدار البيضاء؟. لا توجد لغة مشتركة، ولا ثقافة مشتركة، ولا موسيقى مشتركة، ولا طعام مشترك. وحقيقة أنهم يأكلون الطعام الكشير [أي الحلال بموجب الشريعة اليهودية] لا يجعل أطعمتهم موحدة. وفقط الأعياد والإيمان الديني والطقوس الدينية كانت مشتركة. هذه هي الهوية الدينية التي كانت قوية. والسؤال المثير فيما يتعلق باليهود، الذين كانوا دين أقلية في حضارات لديها ديانات قوية ومهيمنة، هو كيف تمكنت هوية دينية لأقلية مقموعة من الاستمرار في الوجود؟ يبدو أنه بفضل المُثل الإيمانية الهامة فيما يتعلق بالشعب المختار من الناحية الدينية".

وفي رده على سؤال حول ما إذا كان هناك شعب فلسطيني، اعتبر ساند أن الشعب الفلسطيني نشأ مع نشوء الحركة الصهيونية والاستيطان اليهودي في فلسطين، متجاهلا التاريخ الخاص بالفلسطينيين وفلسطين قبل ذلك.

وأضاف: "الفلسطينيون كانوا عربا سكنوا هذه المنطقة طوال مئات السنين. والاستعمار الصهيوني أوجد الشعب الفلسطيني. ومن بين جميع الانتقادات الجميلة التي تلقيتها برز نقد المنصف المرزوقي، رئيس تونس الآن، الذي كتب أن ’علينا أن نحيي شلومو ساند وأن نؤلف كتبا كهذه حول تاريخ العرب’".

وقال ساند إنه يعمل الآن على تأليف كتاب جديد يتناول السياسة والهويات في إسرائيل والعالم، وسيركز فيه على إشكالية وجود ثقافة يهودية علمانية مقابل ثقافة إسرائيلية.

ويُهدي ساند كتابه حول "اختراع أرض إسرائيل" إلى سكان قرية الشيخ مؤنس المهجرة، التي أقيمت على أنقاضها جامعة تل أبيب، التي يعمل فيها، وقسم من ضاحية رامات أفيف، في شمال تل أبيب، التي يسكن فيها. ويصف ساند الشيخ مؤنس على أنها "حيّز معين مخزن في داخلي كجرح". وقال ساند إنه لا يقترح "محو جامعة من أجل إعادة إقامة القرية والبساتين"، لكنه يعتقد أنه "يجب على دولة إسرائيل الاعتراف بالكارثة [أي النكبة] التي لحقت بآخرين بمجرّد قيامها. ومن العدل أن تضع الجامعة على مدخلها لوحة لذكرى مهجري الشيخ مؤنس، القرية الوادعة التي اختفت وكأنها لم تكن".