كتلة السلام الاسرائيلية: شريط إستيطاني جديد غربي الجدار لمحو الخط الأخضر

وثائق وتقارير

يوم الاثنين المقبل سيدخل سري نسيبة الى ديوان رؤساء دولة اسرائيل، برفقة الجنرال (احتياط) عامي أيالون، لعرض "اعلان المبادىء" المشترك الذي عكفا على صياغته في السنتين الاخيرتين. وسيطلبان منه ان "يبارك، علنا، اية مبادرة مشتركة يقوم بها اسرائيليون وفلسطينيون ـ مثل مبادرتهما ـ تسعى الى ايجاد حل للنزاع الدامي".

يلتقي يوم الاثنين القادم رئيس جامعة القدس، الدكتور سري نسيبة، والجنرال احتياط عامي ايالون، الرئيس السابق لجهاز الامن العام "الشاباك"، بالرئيس الاسرائيلي موشيه قصاب. وسيعرض الاثنان امام قصاب "اعلان المبادىء" الذي يحمل اسميهما وتصوراتهما لحل الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني، وسيطلبان منه، بموجب عكيفا الدار في "هآرتس" (8/4)، أن "يبارك علانية أي مبادرة ترمي الى تحقيق الهدف ذاته".

ويقف نسيبة وايالون برأس تنظيم يحمل الاسم "الاحصاء القومي – نضع حداً للنزاع". ويضم "العلان المبادىء" الخاص بهما بنداً يقول ان الحدود بين اسرائيل وفلسطين ستتقرر ايضاً على اساس المبادرة السعودية، مع تبادل ارض بنسبة 1:1، وبنداً اضافياً يقول ان القدس ستكون عاصمة مشتركة لاسرائيل وفلسطين.

ويذكر ان وزير الأمن الداخلي الاسرائيلي آنذاك، عوزي لانداو، ارسل قبل اشهر قليلة فقط، قوة من الشرطة لمصادرة وثائق من مكتب سري نسيبة، مسؤول ملف القدس في منظمة التحرير الى ما قبل فترة قصيرة. واتهم لانداو رئيس جامعة القدس بأنه "يستغل مكتبه لادارة شؤون القدس ويشكل بذلك خطرا على وحدة المدينة" المحتلة.

وفي يوم الاثنين المقبل سيدخل نسيبة الى ديوان رؤساء دولة اسرائيل، برفقة الجنرال (احتياط) عامي أيالون، لعرض "اعلان المبادىء" المشترك الذي عكفا على صياغته في السنتين الاخيرتين. وسيطلبان منه ان "يبارك، علنا، اية مبادرة مشتركة يقوم بها اسرائيليون وفلسطينيون ـ مثل مبادرتهما ـ تسعى الى ايجاد حل للنزاع الدامي".

وبحسب إلدار، "لن يكون هذا اللقاء في ديوان الرئيس الاسرائيلي نسخة اخرى من حفلات الاستقبال التي تقام هناك عادة".

"اسم نسيبة – يكتب الصحفي الاسرائيلي - يسيل الزبد على شفاه اسرائيليين ويهود امريكيين كثيرين. حين احتجت الادارة الأمريكية على التنكيل بالبروفيسور المقدسي، اتهم موقع الانترنت التابع لمؤتمر المنظمات اليهودية الأمريكية نسيبة باقامة علاقات مع صدام حسين".

"اعلان المبادىء" الذي سيضعه الضيفان على طاولة رئيس اسرائيل منشور في رأس موقع الانترنت الخاص بتنظيمهما المشترك.

"قبل ان تسجل سكرتيرة الرئيس موعد اللقاء في المفكرة – يكتب الدار - لا بد ان يكون مستشاروه قد أبلغوه بأن "الاعلان" ينص، مثلا، على ان الحدود بين اسرائيل وفلسطين سيتم ترسيمها، ايضاً، على اساس المبادرة السعودية، مع مبادلة اراض بنسبة 1:1. ولا شك ان الرئيس يعلم ايضاً، ان "الاعلان" ينص على ان القدس ستكون العاصمة المشتركة لاسرائيل وفلسطين".

"ارئيل شارون ورفاق قصاب في الليكود شنوا حروبا ضارية ضد برامج سلام اكثر هشاشة من هذا بكثير جدًا ("خارطة الطريق" التي وضعتها المجموعة الرباعية) . وبعد عشرات السنين من العمل السياسي، لا شك ان قصاب قد أخذ بالحسبان ان اللقاء مع صاحبي "اعلان المبادىء" لن يظل طي الكتمان. وقبل اسبوعين اجتمع مع وزير الداخلية الفلسطيني، هاني الحسن. سرّية ذلك اللقاء لم تصمد اكثر من 48 ساعة. كذلك حملة "الهوندا" التي قام بها قبل عام، والتي تم احباطها بسرعة، تسربت الى وسائل الاعلام" - (هآرتس، 8/4).

وثمة مؤشرات اخرى على ان الرئيس الاسرائيلي بلور لنفسه موقفاً خاصاً حيال الطريقة المفضلة لمعالجة الأزمة المتواصلة بين اسرائيل وبين القيادة الفلسطينية الحالية. ومن الاهتمام الذي يبديه بهذه اللقاءات لا يمكن الاستنتاج ان قصاب ينوي الدعوة قريبًا الى اقامة دولة فلسطينية، ولكن يمكن استشفاف انه لا يقبل بموقف مسؤولين كبار في القيادتين السياسية والعسكرية، يدعون الى تمزيق اتفاقيات اوسلو، وقطع أي اتصال مع منظمة التحرير، "وخلق قيادة فلسطينية خاصة بنا، على هوانا"، كما جاء في الصحيفة المذكورة.

"إعلان مبادئ": سري نسيبة وعامي ايالون

1- دولتان لشعبين: يعلن الشعبان ان فلسطين هي دولة الشعب الفلسطيني الوحيدة، وأن اسرائيل هي دولة الشعب اليهودي الوحيدة.

2- الحدود: يتفق على حدود دائمة بين الدولتين على أساس خطوط الرابع من حزيران 67، وعلى اساس مقررات الامم المتحدة والمبادرة العربية (المعروفة بالمبادرة السعودية). ويتم تعديل الحدود على أساس مبادلة الاراضي بنسبة 1:1، بما يتلاءم مع احتياجات الجانبين، بما في ذلك الاحتياجات الأمنية، التواصل الاقليمي والاعتبارات الدموغرافية. وتحوز الدولة الفلسطينية على اتصال بين شقيها الجغرافيين، الضفة الغربية وقطاع غزة. وبعد اقامة الحدود المتفق عليها، لا تبقى مستوطنات داخل الدولة الفلسطينية.

3- القدس: ستكون القدس مدينة مفتوحة وعاصمة لدولتين، تضمن حرية الديانات وحرية الوصول الى الأماكن المقدسة. تخضع الاحياء العربية في القدس الى السيادة الفلسطينية فيما تخضع الاحياء اليهودية الى السيادة الاسرائيلية. ولا يمارس اي طرف سيادته على الأماكن المقدسة. تعين الدولة الفلسطينية كحام للحرم الشريف لصالح الشعوب الاسلامية. وتكون اسرائيل حامية لحائط المبكى لصالح الشعب اليهودي. ولا يتم القيام بأية حفريات تحت الأماكن المقدسة.

4- تفتح اسرائيل أبوابها لليهود من كافة انحاء العالم، وتفتح الدولة الفلسطينية ابوابها للشتات الفلسطيني وللاجئين. ويبادر المجتمع الدولي واسرائيل وفلسطين الى المساهمة في اقامة صندوق دولي لتعويض اللاجئين الفلسطينيين. ويقترح المجتمع الدولي استيعاب اللاجئين (المعنيين بالهجرة الى دولة ثالثة – او "الذين يفضلون عدم الانضمام للدولة الفلسطينية")

5- تكون الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح ويضمن المجتمع الدولي كونها دولة قابلة للوجود.

نهاية الصراع: بناء على تنفيذ هذه المبادئ تسقط كافة المطالب والادعاءات من قبل الطرفين وينتهي الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي.