"يديعوت احرونوت" سألت الحاخام يوسيف عن الخط اليميني الذي تتخذه "شاس" في المدة الأخيرة وعن زياراته المتكررة للمستوطنات وحديثه بحرارة عن المستوطنين، واستفسرت عن مصير "الفتوى" الشهيرة التي أصدرها في السبعينيات، فيما يخص السماح بتسليم أرض مقابل السلام، وهكذا كان رده: "حاشا وكلا. أقول الآن كما قلت عندها. لكن الوضع هو كالتالي: نحن نريد سلامًا حقيقيًا. ليس سلام إرهابيين. لا أن يأتوا ويقتلونا في بيوتنا. هذا سلام هذا؟.. هذا ليس سلامًا طبعًا.
لكن أنا لا أتراجع عما نشرته وقتها، لأنه من الجدير التنازل عن المناطق مقابل سلام مع أمن حقيقي. هذا رأيي، وهو مبني على رأي التوراة. ولم أقل ذلك بيني وبين نفسي فقط. في كل أمر أتبع المقولة ‘من كل معلميّ أتعلم‘. كنتُ عضوًا في المحكمة الشرعية العليا مع الحاخامات جولتي، غولدشميدط وإلياشيف. رجال عظام وحكماء عظام. تحدثنا حول هذا الموضوع عدة مرات ووافقوني" * هل تشمل هذه الفتوى القدس؟ يوسيف: "لا. القدس هي أمر آخر. ‘لا تمسّوا برسلي ولا تسيئوا لأنبيائي...‘" * الحاخام يوسيف لا ينام الا بعد ان يدخل شريطا لعبد الوهاب او فريد الاطرش إلى المسجل، ويشغله على صوت مرتفع. هكذا يخلد للنوم..!
منتصف الليل في بيت زعيم "شاس"، الحاخام عوفاديا يوسيف. الهدوء يسود البيت الكائن في شارع "هكبلان" في حي "هار نوف" في القدس الغربية. زوجة إبن الحاخام، يهوديت، أنامت أبناءها في قسم النوم. الحاخام عوفاديا، لابسًا العباءة وقبعة الفرو وبنطالا أسودَ وقميصًا أبيضَ، يجلس في غرفة عمله الطافحة بالكتب. يجلس محاطًا بالكتب الدينية المفتوحة، ينكفئ على صفحة صغيرة، ويكتب بخط مرتب ودقيق. الحاخام إلياهو شطريت، مساعده، يجلس إلى جانبه، مزودًا بحاسوب متنقل جديد. يأخذ الورقة بخط يد الحاخام ويطبع المكتوب في الحاسوب على الفور. حتى الآن، ألّف الحاخام (31) كتابًا في شؤون "الهلاخاه" (التشريع اليهودي - المحرر)، وهو الآن يعكف على كتابين جديدين في نفس الوقت.
بعد مضي عشرين دقيقة يدخل إلى الغرفة كالريح العاصفة رئيس "شاس"، أيلي يشاي، من أجل التشاور. بعد ذلك يهيئ الحاخام للتظاهرة في أشدود، التي سيحضرها في يوم الغد. بالأمس، كانا في بئر السبع. الحاخام عوفاديا يبدو شاحبًا ومتعبًا. قبل فترة غير بعيدة أجرى عملية القسطرة في المستشفى، في الوقت الذي لا تزيد فيه متاعب الانتخابات من الصحة. إلى جانبنا في الغرفة المحامي دافيد غلس، صديق الحاخام وحامل سره، والناطق بإسم "شاس"، أيتسيك سودري.
- حضرة الراب، ما الذي يجعل يهوديًا في سنك، وبعد عملية قسطرة، يسافر إلى بئر السبع البعيدة من أجل تظاهرة إنتخابية. أليست هذه وظيفة السياسيين؟
الحاخام يوسيف: "أنا أفعل ذلك لأن قلبي قلق على ما يحدث لهذا الشعب، الذي تحول إلى قطيع بدون راعٍ، لا سمح الله. هذا يذهب ويصوت لـ "المعراخ" (إسم حزب "العمل" حتى سنة 1992- المحرر)، وذاك يصوت لـ "الليكود". وكل هذا من دون التأمّل ومن دون التفكير في ما ستؤول إليه هذه الدولة، وهل ستبقى دولة اليهود، أم أنها ستصير مثل باقي الأغيار: مواصلات عامة في السبت، زواج مدني. ماذا يكون الزواج المدني هذا؟ يأتي موظف ويسجل: يهودي يأخذ مغايرة. مغاير يأخذ يهودية. ديمقراطية. هذا ما يخططه لنا كارهو التوراة. لذلك أنا أتنقل من مكان إلى آخر.
"وفيما يخص صحتي، الله "جل جلاله" هو من يمنح الصحة. أنا أثق في الله تعالى" (الحاخام استعان بمصطلحات يهودية تعني في المحصلة المصطلحات المقابلة لها بالعربية- المحرر)".
- ولكن لماذا أنت قلق إلى هذا الحد؟ في الانتخابات السابقة كانت هناك شعارات مشابهة، ومقابل ذلك إرتفع عدد دارسي التوراة.
"أنا قلق الآن أكثر. لأن كارهي التوراة، وخاصة ‘شينوي‘، رفعوا رؤوسهم. ‘كارهوك رفعوا رؤوسهم‘. وهم يريدون ألا يبقى ذكر إسرائيل أكثر. ونحن نجلس مكتوفي الأيدي؟ هذا زمن ضائقة أمام يعقوب..."
- وربما لا يدور الحديث عن كراهية "شاس" وكراهية التوراة، وإنما عن الخوف من نجاح "شاس" ومن تهديدها على نهج الحياة عند الجمهور العلماني؟
"ليس في هذا تجديد، للأسف. ‘الغامرا‘ (كتاب ديني- المحرر) يقول، إن شعوب الأرض تكره تلاميذ الحكماء، أكثر مما تكره أممُ العالم إسرائيلَ. هذا بالضبط ما يحدث هنا. لا أعرف ما الذي يجعلهم يحملون علينا. لماذا يكرهوننا بهذا الشكل. أنا أصلي من أجلهم، بأن يهديهم الله تعالى إلى التوبة النصوح. لا يجب أن نيأس من أي يهودي".
- هم يخشون من أن تقيم "شاس" هنا دولة "هلاخاه"، فيما إذا تقوّت. وحقيقة، فيما لو تهيأت لـ "شاس" قوة سياسية كهذه، هل ستأمر بتأسيس دولة "هلاخاه" هنا؟
"لا، لا. التوراة أمرتنا بأن ‘طرقها طرق سهلة، وكل دروبها سلام‘. كيف عشنا ألفي سنة في الشتات مع توراتنا؟ لقد كنت حاخاماً رئيسيًا في مصر. الجميع أحبني وأنا أحببت الجميع. كان هناك أناس لم يتعلموا التوراة في حياتهم، ولكن عندما سمعوا أن هناك إدخال توراة (طقس إحتفالي جدًا عند اليهود- المحرر) إلى الكنيس، كانوا جميعًا يجتمعون سويةً معنا ويرقصون أمام كتاب التوراة".
* مجرد مُفتَرين
معنويات الحاخام يوسيف عالية، وهو يروي النكت أيضًا. هناك هوة كبيرة بين صورة الجد الحبيب، الذي يكثر من الضحك والملاطفة في بيئته الطبيعية، وبين الحاخام العصبي الذي يظهر في التلفاز في مواعظ نهاية الأسبوع في كنيسه.
- حضرة الراب، هل تعرف طومي لبيد؟ ماذا ستقول له فيما لو جاء لزيارتك؟
"لا، لا أعرفه. إذا جاء إليّ، كنت سأقول له ‘أهلا وسهلا‘. كنت سأتحدث إليه بأدب وأثبت له أنه ضالٌ في طريقه. وهو، مما سمعته، رجل ذكي. هو ليس حمارًا. لا، هو ليس حمارًا. لذلك سنقنعه بالكلام الجميل وبالحديث المريح. وليس بالشاكوش على الرأس.
"ومكتوب أن الرجل الذي يتزوج، لا يذهب إلى الجيش في السنة الأولى. ما القصد؟ القصد ألا يصرخ على زوجته بأوامرَ وكأنه قائد في الجيش. عليه أن يفهم أنها أتت من بيت وهو من بيت آخر، ويجب مراعاتها ومعاملتها معاملةً حسنةً. وهكذا مع طومي لبيد. سأتحدث إليه بأمور جيدة وليس بغضب".
- هكذا، حب مقابل الكراهية؟
"نحن نحب. ولكنهم يكرهوننا. يدنا ممدودة للسلام وللترحاب بالعائدين. كل نهجنا هو الفوز بالكثيرين. لماذا أقمنا مدارس تدريس التوراة الخاصة بنا، من أجل ماذا؟ مرة سألني تيدي كوليك، الذي كان رئيس بلدية القدس، لماذا نقيم مراكز لتعليم التوراة لآلاف الطلاب. ماذا، هل سيصبح جميعهم حاخامات؟ ومن أين سنجلب مدنًا لكي يشغلوا فيها مناصب حاخامات رئيسيين؟
"أجبته، تيدي: مكتوب في ‘الغامرا‘- ألفٌ يدخلون إلى المعبد، 900 منهم لتعلم ‘المِقراه‘، 100 منهم لتعلم ‘المِشناه‘، 10 منهم لتعلم التوراة، وواحد منهم سيخرج مدرّس ‘هلخاه‘ في إسرائيل. إذا تعلم 500 فقط - سيخرج في النهاية نصف حاخام".
- واحد من الادعاءات ضد مراكز تعليم التوراة التابعة لـ "شاس" هو، أن مستواها في المواضيع العامة مُتدنٍ وهي تخلّد الفوارق الاجتماعية. فمن الواضح أنهم لن يصبحوا جميعًا عظام الجيل. فلماذا لا تنمّون الآخرين، وتهيؤونهم للحياة مع مهنة، ليكون بمقدورهم إثراء المجتمع؟
"غير صحيح. مجرد إفتراءات. إذهب لزيارة مؤسساتنا التربوية وسترى: هناك حواسيب وهناك مواضيع مختلفة، ويمكنهم أن يتعلموا أي شيء. مثلا، التقى صاحبنا مشولام نهاري (نائب وزير التربية من قبل ‘شاس‘) مرةً مع يوسي سريد. قال له، بحسب معطيات وزارة التربية في السنوات السبع الأخيرة، ارتفع التعليم العام في إسرائيل بـ (4%). التعليم الديني الرسمي إرتفع بـ (8%)، والخاص بـ ‘شاس‘ بـ (80%)! ماذا إذًا، الناس أغبياء؟ يرسلون أبناءهم أكثر وأكثر إلى مدارسنا لأنهم أغبياء؟"
- لا، ولكن ربما لأن التكلفة أقل هناك، ويحصلون على وجبات مجانية، ويوم تعليم طويل.
"لا. هذه مجرد أقاويل. هذه التسهيلات موجودة في عدة أمكنة، هناك يوجد أناس فقراء، ليس لديهم نقود لشراء الطعام. ليس في كل المؤسسات. أي ادعاء هذا؟
"أعطيك مثلا. الكل يعرف أن أرييه درعي رجل ذكي جدًا. الجميع كان يأتي للتشاور معه. حتى المرحوم إسحق رابين قال لي مرة بنفسه: يا ليت لي في كل وزراء ‘المعراخ‘ وزير واحد ذكي مثل درعي. إذن؟ هل تعلّم درعي في الجامعة؟ أو في التعليم العام؟ لقد تعلم التوراة عندنا! وهاك أيلي يشاي أيضًا. في أي بيت نما. في أي فقر؟ درس التوراة عندنا. وأنظر أي وزير موهوب هو. ليس هناك وزير يبقى في عمله حتى الواحدة ليلا مثل أيلي يشاي".
* "على راسي"
الظهيرة في بيت الحاخام يوسيف. الحاخام قام لتوّه عن طاولة الطعام وهو وراء الطاولة ثانيةً، مع مساعديه، يصحح طباعة الكتب. وهو يحظى بخدمة ملوكية: أكواب الشاي تقدم له بوتيرة ثابتة، شرب أم لم يشرب. ممنوع إخراجه عن التركيز. مساعدوه يتنقلون من حوله على رؤوس أصابعهم.
غرفة نوم الحاخام يوسيف صغيرة ومتقشفة. سرير كبير، خزانة، وطاولة كتابة قديمة، مغطاة بـ "الفورمايكا" (الخشب اللميع). إلى جانب السرير جهاز للمشي. مرتين في اليوم، في الصباح وفي المساء، يمتطي الجهاز ويسير ما لا يقل عن (30) دقيقة. وعندما يسير، يتمتم دائمًا بفصل من فصول "فصول الاباء" أو أنه يدندن ببعض المزامير. الحاخام يوسيف حفظ عن ظهر قلب أجزاء كاملة من "التلمود" وهو ما زال في التاسعة من عمره. ونتيجة لذاكرته التصويرية، فإن بإمكانه أن يقتبس الكثير من الثلاثين ألف كتاب التي تزين حيطان بيته.
في واحد من الأدراج في زاوية الغرفة يحفظ كمية هائلة من السكاكر على العصي ومن علب الشوكولاطه. نتيجة لمرض السكري، الحاخام ممنوع من الاقتراب حتى من هذه الحلويات. رسميًا، هي معدة لأحفاده، لكن أبناء العائلة يعلمون جيدًا أن للراب ضعفًا خاصًا أمام الشوكولاطه. من مرة إلى أخرى يستدعى سائقه، يعطيه بعض الشيكلات ويطلب منه أن ينزل إلى البقالة ليشتري بعض العلب. بهدوء، من دون أن يرى أبناء البيت. وعندها يستدعي واحدًا من الأحفاد، يقسم من أجله واحدةً من العلب وينظر إليه وهو يأكل. وعندها يسمح لنفسه أيضًا بأن يقضي على النصف الآخر.
ضعف آخر معروف عند الحاخام هو الأغاني العربية. عندما يخلد للنوم، يدخل شريطًا لعبد الوهاب أو لفريد الأطرش إلى المسجل، ويشغله على صوت مرتفع. هكذا يخلد للنوم.
- هل حضرة الحاخام مطلع على كل الأخبار؟ هل تستمع للراديو؟
"أخبار؟ أنا أسمع كل يوم. في الصباح والظهيرة والمساء! أكثر منك ربما. أنا أعرف ما يجري بالضبط طيلة الوقت".
ليس هناك ما يُغضب الحاخام يوسيف أكثر من الشائعات وكأن أبناء بيته يُضللونه، وكأنهم يزودونه بمعلومات منتقاة لكي يتخذ قرارات مريحة لهم. "هم لا يفتحون أفواههم"، يقرر بشكل قاطع ويشير إلى يهوديت وموشيه يوسيف. "كل ما أقوله وأقرره لهم يقبلون به، وحتى أنهم يقولون لي ‘على راسي‘. موشيه إبني، وكل بيتي مخلص لي".
- في المدة الأخيرة تتخذ "شاس" خطًا يمينيًا جدًا. أنت بنفسك زرت المستوطنات وتحدثتَ بحرارة عن المستوطنين. ماذا حلّ بالفتوى الشهيرة التي أصدرها حضرة الحاخام في السبعينيات، فيما يخص السماح بتسليم مناطق مقابل السلام؟ هذا لم يعد ساريًا؟
"حاشا وكلا. أقول الآن كما قلت عندها. لكن الوضع هو كالتالي: نحن نريد سلامًا حقيقيًا. ليس سلام إرهابيين. لا أن يأتوا ويقتلونا في بيوتنا. هذا سلام هذا؟.. هذا ليس سلامًا طبعًا. "لكن أنا لا أتراجع عما نشرته وقتها، لأنه من الجدير التنازل عن المناطق مقابل سلام مع أمن حقيقي. كل يهودي هو عالم بأسره. كل يهودي. واسمع حبيبي، هذا رأيي وهو مبني على رأي التوراة. ولم أقل ذلك بيني وبين نفسي فقط. في كل أمر أتبع المقولة ‘من كل معلميّ أتعلم‘. كنتُ عضوًا في المحكمة الشرعية العليا مع الحاخامات جولتي، غولدشميدط وإلياشيف. رجال عظام وحكماء عظام. تحدثنا حول هذا الموضوع عدة مرات ووافقوني".
- هذا يشمل القدس؟
"لا. القدس هي أمر آخر. ‘لا تمسّوا برسلي ولا تسيئوا لأنبيائي...‘"
- ماذا سيحدث، بتقديرك، في الحرب القادمة مع العراق؟
"ثقتنا في الله تعالى، بأنه لن يترك ولن يتخلى عن شعبه. مثلما حدث في حرب الخليج (في العام 1991- المحرر). إذا كنت تذكر، فإن (39) صاروخ سكاد وقعت في إسرائيل ولم يُمسّ أي يهودي. لقد كتبتُ صلاةً خاصةً للحرب الوشيكة. صلاة لشعب إسرائيل، الله تعالى لا يخيب آمالهم".
- العلاقة الدافئة والخاصة التي كانت بين حضرة الحاخام وبين رئيس الحكومة المرحوم إسحاق رابين، معروفة. كيف هي العلاقة مع شارون، قياسًا لتلك العلاقة؟
"أوه، إسحاق رابين، يرحمه الله. كنا نتحدث كثيرًا. عندما يلتقي صديقان ويتحدثان - فإن القلوب تتحدث أيضًا. لم يمر شهر دون أن يأتي إليّ إلى البيت. كل شهر. ولئلا يعرف الناس بذلك، كان يأتي في منتصف الليل. يشرب الشاي، يأكل البذورات. لقد أحبّني وأنا تحدثتُ معه عن الحب.
"مرةً، عندما قررت المحكمة العليا السماح بإستيراد اللحوم عامةً من خارج البلاد، قلت لرابين إن هذا يقلقني جدًا، لأن الكثير من التجار الآن، والذين لا يعرفون أهمية "الكشروت" (الصلاحية الدينية)، سيستوردون اللحوم النجسة إلى إسرائيل. وقد وعد بأن يعتني بذلك. سألته كيف؟ قال لي: سترى بنفسك. وفعلا، بعد شهر - صوت كل أعضاء الائتلاف ضد قرار العليا. حتى وزراء ‘ميرتس‘. هكذا كانت العلاقات بيني وبين رابين. في اللحظة التي خطر أمر في بالي، كنت أحدثه به فورًا".
- مع أيهود براك لم يكن الأمر كذلك.
"لا، لا. وليس أنه لم يكن نفس الشيء، وإنما لم نقترب بعضنا من بعض. هو أراد ‘ثورة علمانية‘. في نفس الأسبوع سقطت حكومته. لم يأتِ للتشاور معي، للتحدث. يقولون كالتالي: ‘كل من يأخذ نصيحة من المسنين، لا يخطئ أبدًا‘".
- وأريك شارون؟
"شارون، منذ أن تولى رئاسة الحكومة وحتى الآن، زارني مرةً واحدةً فقط. كانت لدي بعض الأمور لأبعث له بها، لكنه لا يظهر. لا يظهر ولا ينوجد. لمن سأرسل وإلى من سأتحدث".
- أنت ما زلت غاضبًا عليه، لأنه فصل وزراء "شاس"؟
"لا. كتبت له عندها رسالة. وقد أجابني برسالة، ما يشبه الاعتذار. لكنننا والحمد لله في علاقات جيدة. هو يتعامل بإحترام، الحمد لله. كتب لي رسالة مليئة باللياقة. أوضَح، أن الشؤون الائتلافية ألزمته. قضية طاعة".
- هل لديكم وعد من شارون بأن يفضلكم على "شينوي" أو "ميرتس" في إقامة الائتلاف؟
"ليس لدينا وعد. هناك ربما القليل من التفاهمات. لكن بالتأكيد، هذا متعلق أيضًا بقوة ‘شاس‘. في هذا الشأن لدينا وعد من الله تعالى بأن التوراة لن تُنسى".
- هل حضرة الحاخام يعرف عمرام ميتسناع من "العمل"؟
"لا. ولكنني سمعتُ عن شعاره ‘نؤمن بك ميتسناع‘. ممنوعٌ قول مثل هذا الشيء. ‘نؤمن‘ تقال عن الله تعالى فقط وموشيه عبده. لكن ليس عن ميتسناع. كيف ميتسناع؟"
- هذا الأسبوع قررت الحكومة إغلاق وزارة الأديان. لماذا عارضت "شاس"؟ فهذه الوزارة كادت أن تُغلق عندما كان بيلين وزير الأديان، لأنه قال إن هذه الوزارة زائدة.
"هذا أيضًا سيكون الامر متعلقًا بقوتنا. إذا كانت لدينا القوة الكبيرة، لن يحصل مثل هذا الأمر، إن شاء الله. ماذا، هل يريدون تعيين حاخامات إصلاحيين - هذا ما سيحدث إذا أغلقت هذه الوزارة. ها هو بيلين يريد إغلاق الوزارة. أين هو الآن؟ ها؟ أين هو؟ في جهنم".
- حضرة الراب، أنت عشت في مصر لسنوات وشغلت هناك منصب الحاخام الرئيسي. قبل (10) سنوات حظيت باستقبال الملوك عند مبارك. كانت هناك لقاءات مع فلسطينيين أيضًا عندها. كيف حدث، أنك تحولت إلى عدو العرب، وأنهم حتى هددوا حياتك بسبب ما قلته عن العرب في مواعظك؟
"لم أتحدث عن العرب. فقط عن المخربين. لدي إحترام للعرب وهم لي. هاكَ، في أبو غوش يأتون إلى اجتماعاتي، وأنا أباركهم. صورتي معلقة على الحائط في مكتب رئيس مجلس أبي غوش. ما لي وله، إلا بأنني أحترمهم.
"هل تعرف، عندما كنت في مصر حاولوا أن يقتلوني. جئت لأفحص "الكشروت" ووجدتُ أن كل المشرفين كانوا من الأغيار. رأوا أنني جئت لأقوم بمهمتي على أتم وجه، فقال واحدهم للآخر: ‘إذبحوه‘ (بالعربية)، أي أقتلوه. المرافق الذي كان معي دفع بي إلى السيارة وصرخ على السائق "سوق"، إذهب، وأنقذ حياتي. الآن أيضًا، وقبل فترة قصيرة، كانت هناك تهديدات على حياتي. أنا لا أخاف. أنا تحدثتُ فقط ضد المخربين الذي يرغبون في قتلنا".
* بلاط أحشويروش
صباحٌ في بيت الحاخام يوسيف. انتهت للتو صلاة الفجر. أيلي يشاي ووزراء "شاس" يجتمعون لجلسة الصباح الدائمة. من مرة إلى أخرى ينضم بعض الضيوف، الذين يُدعون بحسب الحاجة. الغالبية يشربون الشاي ويصغون لتقريرات الوزراء عن الوضع في الميدان، في المراكز الانتخابية، في الاستطلاعات وغيرها. سودري الناطق يقدم للراب مقاطع من الصحافة التي تتعلق بـ "شاس".
من مرة إلى أخرى، في محادثات الصباح هذه، يوضع في المركز عدو مناوب. هذا الصباح غضب الحاخام يوسيف على وزير القضاء، مئير شطريت. "مع أنه (يهودي من أصل) مغربي مثلنا، إلا أنه يبعد نفسه عن التوراة. لا يساعد التوراة وحراسها".
وبالذات حاييم رامون هو من يحظى بكلمات المودة من الحاخام. "هو يحبنا. رجل عزيز. لكن خسارة، هو طفل وقع في الأسر. لقد جلس عندي في الخامس عشر من شباط (عيد الشجرة بحسب التقويم العبري - المحرر)، وأعطيته فاكهةً ليأكل. قلت له أن يبارك ‘خالق الثمر‘. قال لي: ‘حضرة الراب، لا أعرف المباركة‘. قلت له: ‘أعد من ورائي‘".
ووزير المالية، سيلفان شالوم، أيضًا، يحظى بمديح: "لديه مسحة من التوراة والطهارة. قلت له دخيلك، ساعدنا في بناء بركة تطهير في نتانيا. الحمد لله، نفذ ما وعد به. حتى أحشويروش لم يملك بلاطًا في قصره، كالموجود في بركة التطهير هذه. والنساء العلمانيات يأتين للتطهّر. هذه جنة هذه".
- حضرة الراب، كل الرابانيم السفاراديم إنضموا إلى ندائك، ما عدا الحاخام كدوري. كيف تفسّر هذا؟
"أنا آسف جدًا لذلك. أنا أحبه مثما يحبني. حاولت الالتقاء به، لكن المحيطين به لم يسمحوا بذلك. أنا أعيد المجد إلى سابق عهده وهم مجدوه لكي لا أستطيع الدخول. لو أعطوني الفرصة للتحدث إليه، فإنني متأكد من أنه كان سيوافقني على التصويت لـ ‘شاس‘".
- أرييه درعي إكتفى بكتابة رسالة إلى "شاس"، وهو ليس ضالعًا في المساعدة الفعلية للحزب في هذه الانتخابات. هل أنت غاضبٌ عليه؟
"حاشا وكلا. لم تكن علاقتنا سيئة أبدًا. دائمًا استقبلته بالحب. عندما خرج من السجن جاء إليّ مباشرةً. نحن في صداقة قوية جدًا. لذلك طلبتُ منه أن يعطي هذه الرسالة. هذا كل ما في الأمر. هو في قلبه معنا جدًا. لكن هناك من يثير الخلافات قليلاً. محاموه أيضًا قالوا له ألا يتدخل. لقد قال لي إنه كان سيفعل أكثر لولا محاميه، الذين حذروه من أن هذا سيمس بالمحاكمات التي ضده، وربما في المحكمة المعادة. أنا صديقه، أنا أحبه وأنا لا أبيّت له أي مضرة".
(تسفي ألوش، "يديعوت أحرونوت"، 24 كانون الثاني)
ترجمة: "مدار"