هل ستضمن إسرائيل بقاءها؟

وثائق وتقارير

استغل كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين الإسرائيلية منصة مؤتمر هرتسليا السنوي الثاني عشر، الذي عقد الأسبوع الماضي، لإطلاق تهديدات، وللتلويح بشن هجوم عسكري ضد المنشآت النووية الإيرانية.

ويشار إلى أعمال مؤتمر هرتسليا حول "ميزان المناعة والأمن القومي الإسرائيلي" بدأت مساء الثلاثاء واختتمت مساء الخميس.

 

وعُقد المؤتمر هذا العام تحت عنوان "في عين العاصفة: إسرائيل والشرق الأوسط". وتناول المؤتمر "الربيع العربي" والتحولات الحاصلة في الشرق الأوسط، خاصة ما يتعلق بتغير أنظمة في دول عربية. لكن التصريحات الأبرز في المؤتمر تمحورت حول إيران وحزب الله وسورية. وسيتمحور هذا التقرير حول أبرز تصريحات التي تم إطلاقها في المؤتمر حول إيران، وحول ما تصفه إسرائيل بـ "التهديدات" الماثلة أمامها.

فقد اختتم المؤتمر بخطاب ألقاه وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، الذي حذر من أنه في حال تأجل توجيه ضربة لإيران فإن الوقت لاحقا سيصبح متأخرا.

وقال باراك إن "البرنامج النووي الإيراني يواصل تقدمه نحو مرحلة النضوج ويوشك على دخول حيز الحصانة، الذي سيتمكن النظام بعده من العمل على إنهاء البرنامج دون عائق فعّال وبتوقيت مريح". واعتبر أنه "خلافا للماضي، فإنه يوجد تفهم في العالم أنه في حال لم تحقق العقوبات النتائج المرجوة والمتمثلة بوقف البرنامج العسكري فإنه سيتم طرح الحاجة لدراسة شن عملية [عسكرية ضد إيران]".

وادعى باراك أن "محللين كثيرين يقدرون أن نتائج الانتظار بدون عمل ستؤدي بالضرورة إلى إيران نووية، وستكون المواجهة مع إيران نووية معقدة وستتم من خلال سفك الدماء. ومن يدعو إلى العمل بهذا الخصوص بعد ذلك، قد يجد أن الوقت بات متأخرا". ودعا إلى "إبقاء كافة الخيارات على الطاولة" في إشارة إلى الخيار العسكري.

وتطرق باراك إلى حزب الله وقال إن "حزب الله مرتدع، نتيجة لقوة الضربة التي تلقاها في حرب لبنان الثانية. ورغم ذلك فإنه مستمر في تقوية نفسه بالتسلح بصواريخ تغطي وسط إسرائيل وبضع مئات الصواريخ التي تغطي جنوب إسرائيل". لكنه أضاف أن حزب الله "منصت جدا لرغبة إيران. وبالنسبة لإسرائيل فإن حكومة لبنان تتحمل مسؤولية كل ما يأتي من أراضيها أو ما يحدث في داخل أراضيها. ونحن لا نريد سوى الهدوء في الجبهة الشمالية، لكن في حال التصعيد فإننا لن نتردد، بموجب القانون الدولي، في ضرب البنى التحتية اللبنانية".

وفيما يتعلق بالفلسطينيين قال باراك إن "حماس أيضا تتذكر قوة الجيش الإسرائيلي من خلال عملية الرصاص المصبوب. واحتمالات المواجهة مع حماس قائمة وليست مهملة". وتطرق إلى المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس، وقال وزير الدفاع الإسرائيلي إن "القاسم المشترك بين حماس وفتح أكبر بكثير مما اعتدنا على تقديره. فهاتان ذراعان للحركة [الوطنية] نفسها. وبإمكانهما التوصل إلى تسوية ومصالحة. وإسرائيل لا يمكنها أن تتقبل قيادة [فلسطينية] بمشاركة حركة حماس من دون أن توافق الحركة على قرارات الرباعية الدولية وأن تنزع سلاحها".

من جانبه قال وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي، موشيه يعلون، في جلسة عُقدت الخميس الماضي، إن "إيران حاولت تطوير صاروخ بمدى 10 آلاف كيلومتر. وهذا ليس ضد إسرائيل وإنما ضد الغرب" في إشارة إلى الولايات المتحدة. وأضاف أن انفجارا وقع في قاعدة عسكرية إيرانية مؤخرا استهدف عرقلة تطوير صاروخ كهذا، لكنه لم يشر إلى مصدر معلوماته.

وتابع يعلون، وهو رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق، أن بالإمكان تدمير المنشآت النووية الإيرانية كلها بواسطة هجوم عسكري، وأنه "من خبرتي العسكرية فإن أية منشأة يحميها إنسان بإمكان إنسان [آخر] أن يخترقها". واعتبر الوزير الإسرائيلي أن "التحدي الإيراني ضدنا هو تحد ضد الثقافة الغربية"، وأنه "يحظر على نظام غير تقليدي إلى هذه الدرجة أن تكون بحوزته قدرات غير تقليدية... وسيناريو امتلاك إيران سلاح نووي هو كابوس للعالم الغربي والدول العربية على حد سواء".

واعترض رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق، دان حالوتس، في جلسة عقدت الخميس أيضا، على أن إيران نووية تشكل تهديدا وجوديا على إسرائيل، لكنه لم يعبر عن معارضته لهجوم ضدها.

وقال حالوتس إن "إيران نووية تشكل تهديدا خطيرا، لكن ليس تهديدا وجوديا. واستخدام تعابير كهذه هو أمر مضلل. وإذا كانت الغاية من ذلك توجيه رسالة بشن هجوم ضد إيران فإن هذا خطأ".

وأضاف أن "خيار ممارسة القوة هو مخرج أخير وينبغي تنفيذه فقط في حال عدم وجود خيار بديل وأن ينفذه آخرون. لكن في حال اضطررنا إلى شن هجوم فإنه يتعين علينا تنفيذ ذلك بشكل يفوق توقعات الطرف الآخر بكثير".

وشارك في مؤتمر هرتسليا، يوم الخميس، وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه، الذي شدد على أن "الطريق الوحيدة لوقف مخططات إيران الرامية إلى الحصول على قنبلة نووية هي جلب طهران إلى طاولة المفاوضات مع المجتمع الدولي بواسطة تشديد العقوبات ضدها".

وحذر الوزير الفرنسي من عواقب عملية عسكرية ضد إيران، وأشار إلى أنه لا توجد إمكانية لتوقع نتائج عملية كهذه، مشددا على أن العقوبات أثمرت عن نتائج وأنه توجد الآن خلافات داخل النظام في إيران حول الموضوع النووي.

 

إيران أصبحت قادرة على

صنع 4 قنابل نووية!

 

من جانبه سعى رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان)، اللواء أفيف كوخافي، خلال خطابه أمام المؤتمر، الخميس، إلى التخويف من قدرات إيران وحلفائها العسكرية.

وقال إن "إيران مستمرة في دفع قدراتها وتطوير البرنامج النووي، الذي تهدف بواسطته إلى تطوير قدرات نووية عسكرية. وتسعى إيران إلى خلق هيمنة وردع وإلى أن تكون لاعبا مؤثرا في الحلبة الدولية. والمواد التي بحوزة إيران تكفي لأربع قنابل وتكاد تكون غير متعلقة بقدرات وإنما بإرادة".

وأضاف أنه يوجد بحوزة إيران قرابة 100 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بمستوى 20%. وأشار إلى أنه "توجد لدينا مجموعة معطيات تثبت بما لا يقبل الشك أن إيران مستمرة في التطوير والتقدم نحو سلاح نووي عسكري".

وأضاف كوخافي أن الحصول على سلاح نووي ليس مرتبطا بقدرات إيران، وإنما بقرار يتخذه المرشد العام للجمهورية الإسلامية، علي خامنئي، وأنه "عندما يتخذ خامنئي القرار بصنع أول رأس حربي [نووي] فإن تنفيذ قرار كهذا سيستغرق، في تقديرنا، مدة عام. وإذا أصدر تعليمات بصنع قنابل أو تسليح قنابل بقدرات نووية، فإن الأمر سيستغرق عاما آخر أو عامين آخرين". رغم ذلك، رأى كوخافي أن العقوبات الاقتصادية على إيران "أصبحت أشد وتعطي نتائج".

وقال كوخافي إن هناك "200 ألف قذيفة صاروخية وصاروخ تهدد إسرائيل، وهي أكثر دقة [في إصابة الأهداف] وتغطي كل غوش دان [أي منطقة وسط إسرائيل]. ونصب العدو القذائف الصاروخية والصواريخ من أجل تقليل فاعلية القدرات العسكرية للجيش الإسرائيلي. وهو ينشر القذائف الصاروخية والصواريخ من أجل تقليص الأضرار".

وأضاف أن "الآلاف من هذه الصواريخ يصل مداها إلى مئات الكيلومترات، وهي موجودة في عمق أراضي العدو وتغطي عمق الأراضي الإسرائيلية وكل غوش دان"، وأنها موجودة في سورية ولبنان وإيران.

وتابع كوخافي أن "الرؤوس الحربية للصواريخ باتت فتاكة أكثر"، ويحمل كل رأس حربي "مئات وليس عشرات الكيلوغرامات" من المواد المتفجرة، "كما أن دقتها ازدادت وخاصة على مستوى الصواريخ الطويلة المدى".

ووفقا لكوخافي فإنه "في لبنان يتم تخبئة الصواريخ بالأساس في مناطق مأهولة بالمدنيين، وفي بيت من بين كل عشرة بيوت يوجد مخزن صواريخ أو موقع إطلاق صواريخ وهذا بُعد إستراتيجي يتعين على إسرائيل مواجهته".

أمّا رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، اللواء بيني غانتس، فتطرّق خلال خطابه أمام مؤتمر هرتسليا، يوم الأربعاء الماضي، إلى سورية وقال إن "روسيا مستمرة في إرسال السلاح إلى سورية رغم أنه ليس واضحا من سيحكم فيها". وأضاف أن "الشرق الأوسط هو المنطقة الأكثر تسلحا في العالم ونحن الهدف". لكن غانتس رأى أنه "أخذ يتطور شرخ في المحور الراديكالي بين طهران ودمشق والضاحية الجنوبية في بيروت [معقل حزب الله] وهذه أخبار جيدة بالفعل".
وخصص غانتس قسما كبيرا من حديثه حول إيران وقال إنه "يتعين على العالم والمنطقة مواصلة العمل على عزل إيران، ومن الصائب الاستمرار في ممارسة الضغوط الاقتصادية والعقوبات التي بدأت تعطي نتائج أولية في إيران". وأضاف أنه "لا شك في أن إيران تسعى إلى امتلاك سلاح نووي عسكري وهي مشكلة عالمية وإقليمية وإسرائيلية. وإسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي يوجد أحد ما يدعو إلى تدميرها ويعمل على حيازة أدوات لتحقيق ذلك، وهذا ليس أمرا بالإمكان تجاهله". وتطرق غانتس إلى الدول العربية في الخليج قائلا إنه "إذا أصغينا إلى ما يحدث في دول الخليج فإننا سنسمع قلقا ليس أقل من القلق الذي نشعر به".

 

على ماذا تراهن إسرائيل؟

 

ومع اختتام أعمال مؤتمر هرتسليا، أشار المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أليكس فيشمان، في مقال نشره أول من أمس الأحد، إلى التهديدات الإسرائيلية التي تعالت خلال المؤتمر، إلى جانب حدوث تصعيد في تصريحات مسؤولين أميركيين. ورجح المحلل أن يكون هذا التصعيد منسقا، ووصفه بأنه "رهان إسرائيلي".

وأشار المحلل إلى تصريحات مسؤولين في البنتاغون بأن "إسرائيل بدأت بالعد التنازلي استعدادا لتوجيه ضربة عسكرية" ضد إيران، وإلى أن شبكات تلفزيونية أميركية تشارك في وصف صورة الضربة الإسرائيلية ضد المنشآت النووية في إيران، مؤكدًا أن "إسرائيل ساهمت من قبلها في ذلك، من خلال مؤتمر هرتسليا مع شتى التصريحات التي أوحت جميعها بالقول: لا تُجربونا. فنحن نعلم ماذا نفعل، وإذا ما اضطررنا سنفعل".

ورأى فيشمان أن القيادة الإيرانية استوعبت التهديدات الإسرائيلية لكنها لم تخف منها، وإنما صعدت القيادة الإيرانية، بدورها، رهانها المضاد.

ووفقا للمحلل فإن الرسالة الإيرانية ردا على التهديدات الإسرائيلية كانت كالتالي: "إذا هاجمتمونا، فلن يعمل ضدكم حزب الله والجهاد الإسلامي وحماس فقط، بل إن كل منظمة إرهابية ندعمها بالمال على وجه البسيطة، من أميركا الجنوبية إلى الشرق الأقصى، لن تدعكم تستريحون".

وكتب فيشمان أن قائد سلاح الجو الإسرائيلي الأسبق، إيتان بن إلياهو، يتحدث في حلقات مغلقة عن أن الأزمة بين إسرائيل والغرب وبين إيران، "تعمل بحسب طراز أزمة الصواريخ في كوبا في العام 1962. فاليوم، مثلما كانت الحال حينذاك، تقوم الأزمة على ثلاث أرجل: الأولى العقوبات الاقتصادية على إيران، والتي تشبه الحصار البحري على كوبا. والثانية تهديدات عسكرية على شكل زيادة الاستعداد العسكري الأميركي في الخليج الفارسي، والتي تشبه الاستعداد الأقصى الذي كان في الولايات المتحدة لشن هجوم محتمل ضد كوبا. والرجل الثالثة أنه كان بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي في العام 1962 قناة اتصال سرية دبلوماسية مكّنت الروس في نهاية الأمر من النزول عن الشجرة، وليس واضحا هذه المرة ما إذا كانت هناك قناة كهذه".

وأضاف أنه "بموجب هذا الطراز فإن إسرائيل والولايات المتحدة عززتا، في نهاية الأسبوع الماضي، ’رجل’ التهديدات العسكرية. وقد اعتبر الروس خلال الأزمة الكوبية التهديد العسكري الأميركي أنه تهديد قد يتحقق. لكن الإيرانيين ما زالوا لا ينظرون النظرة نفسها حتى بعد نهاية الأسبوع الماضي. وتم الحديث في أثناء أزمة كوبا عن خطر حرب نووية عالمية في الأمد المباشر، لكن الحديث الآن هو عن احتمال مواجهة إقليمية تقليدية في زمن غير مباشر".

ولفت فيشمان إلى أن "الأميركيين غير مستعدين لأن تقود إسرائيل الأزمة. والولايات المتحدة وأوروبا لا تقبلان نظرية إسرائيل بأنه ’إما الآن وإما لا إلى الأبد’". وأشار إلى اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في آذار المقبل، "وسيناقش المجلس ما إذا كانت إيران قد استوفت المطالب التي عُرضت عليها. فإذا لم يُرض تقرير المراقبين الجديد المحافظين، فسيتم تمهيد الطريق لنقل معالجة البرنامج النووي الإيراني إلى مجلس الأمن. وكانت أجواء دولية مشابهة قد مهدت الطريق للهجوم الأميركي على العراق في العام 2003. وترى إسرائيل أن قرار المحافظين في آذار سيكون محطة أخرى في مسار اتخاذ القرارات في هذه الأزمة. ومن المحتمل جدا أن نفترض أن إسرائيل لن تضع آنذاك على المائدة تصريحات فحسب بل أيضًا ستعززها بشيء ما ملموس أكثر".

 

العلاقات الإسرائيلية - الأميركية

 

وانطلاقا من المواجهات المحتملة التي قد تخوضها إسرائيل، تناولت إحدى جلسات مؤتمر هرتسليا، يوم الأربعاء الماضي، موضوع العلاقات الإسرائيلية - الأميركية.

وعُقدت هذه الجلسة تحت عنوان "إسرائيل - هل ما زالت ذخرا إستراتيجيا بالنسبة للولايات المتحدة؟".

وقال رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق، عوزي أراد، الذي كان يعتبر المستشار الأكثر قربا من رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، أن "قيمة إسرائيل كذخر بالنسبة للولايات المتحدة متعلقة بقوة إسرائيل، فكلما كانت إسرائيل قوية أكثر كلما كانت ذخرا هاما أكثر. وقد أصبحنا دولة عظمى من النواحي الأمنية والتكنولوجية والإستراتيجية".

وتطرق أراد إلى العلاقات بين نتنياهو والرئيس الأميركي، باراك أوباما، التي تفيد التقارير الإسرائيلية بأنها متوترة. وقال أراد إنه "لا شك في أن البعد الشخصي هام. وهذا يستوجب مصداقية بالغة وقنوات اتصال جوهرية وتنسيق". لكنه ألمح إلى توتر العلاقات بين أوباما ونتنياهو بالقول إنه "لن يُمتحن الزعماء في الماضي والمستقبل من خلال العامل الشخصي".

من جانبه قال نائب وزير الخارجية الإسرائيلية، داني أيالون، إن "إسرائيل هي الحليفة الوحيدة للولايات المتحدة التي لن تطلب إرسال جنود ليحاربوا هنا مكانها. فنحن ندافع عن أنفسنا".

وقال السفير الأميركي لدى إسرائيل، دان شابيرو، إن "الحلف بين إسرائيل والولايات هو مزيج مميز من المصالح. وليس لدينا هنا [في منطقة الشرق الأوسط] شريك أفضل".

وشدد السفير الأميركي على مساهمة إسرائيل في قدرة الولايات المتحدة على ممارسة ضغوط على إيران وأن "كل هذه الجهود ناجحة بسبب ما وضعته إسرائيل على الطاولة. وفهمنا للتهديد [الإيراني] هو أن جزءا منه معاد لكلينا وأنه أنتم بشكل عام موجودون في خط النار الأول". وتابع أنه يوجد في كيبوتس "سعسع"، في الجليل الأعلى، شركة تنتج دروعا واقية يتم وضعها على السيارات العسكرية لحمايتها. وقال إن "هذه تكنولوجيا أدت إلى إنقاذ الكثير من جنود الأميركيين، ولو لم تكن هناك دولة هاي- تك مثلكم لكنا محتاجين إلى اختراعكم".

وأشار الدبلوماسي الأميركي روبرت بلاكوال، وهو باحث في مجلس السياسات والعلاقات الخارجية الأميركية، إلى أن "إسرائيل، اليوم، هي ذخر [بالنسبة للولايات المتحدة] أكثر مما كانت عليه في أي وقت مضى بسبب الوضع هنا في المنطقة".

وأكد على أنه "منذ حظر النفط في العام 1973 [ووقف تصديره إلى الغرب] فإن الولايات المتحدة لم تدفع ثمنا هاما بسبب حلفها مع إسرائيل".

من جانبه عبر القنصل الإسرائيلي السابق في نيويورك، ألون بينكاس، عن تحفظه من طبيعة العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة، ودعا إلى التفريق بين كون إسرائيل ذخرا أو حليفة لأميركا. وقال إن "إسرائيل ليست ذخرا مثلما تعتقد، لكنها بعيدة عن أن تكون عبئا على الولايات المتحدة. وفي اليوم الذي تفكك فيه الاتحاد السوفياتي، فقدت إسرائيل مكانتها كذخر إستراتيجي واليوم أصبحت تُعتبر حليفة لولايات المتحدة".

وأضاف بينكاس أن "الولايات المتحدة هي ذخر إستراتيجي لإسرائيل وليس العكس. ولم يكن هناك أبدا رئيس أميركي وصف علاقات إسرائيل والولايات المتحدة كذخر إستراتيجي. وليس لدينا إنجاز أكبر من العلاقات الخاصة مع أميركا. فهذا ذخر ينبغي علينا الحفاظ عليه، ومن يتعين عليه أن ينظم الأمور وأن يكون حساسا أكثر [تجاه هذه العلاقة] هو إسرائيل تجاه أميركا وليس العكس"، وأردف "لكني لست مقتنعا بأن إسرائيل تبذل جهدا خاصًا في هذا السياق" في إشارة إلى توتر العلاقات بين حكومة إسرائيل الحالية وبين إدارة أوباما الأميركية.