انتخاب الحل الأحادي الجانب وترسخ مقولة غياب الشريك

وثائق وتقارير

يبرز في تقرير "مركز طاوب" انعدام المساواة في الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين في وسط البلاد وأطرافها. وتعتبر منطقتا تل أبيب والقدس الأكثر مركزية من حيث توفر الخدمات الصحية والطبية، بينما يتراجع توفر هذه الخدمات في منطقتي جنوب وشمال إسرائيل وذلك "على أثر البنية الطولية للدولة وموقع تل أبيب والقدس ومحيطيهما".

 

ووفقا لمؤشر "المركزية" فيما يتعلق بتوفر الخدمات الصحية والطبية في المناطق المختلفة في إسرائيل فإن تل أبيب تحصل على أعلى نقاط "المركزية" وهي 5ر9 نقطة على سلم مؤلف من 10 نقاط. وتحصل القدس على 6ر8 نقطة، ومنطقة وسط إسرائيل على 6ر7 نقطة، والمستوطنات في الضفة الغربية على 2ر6 نقطة، وحيفا على 1ر6 نقطة،، بينما تحصل منطقة الجنوب على 4ر5 نقطة، وتحصل منطقة شمال إسرائيل على أدنى خدمات وتتمثل بـ 4ر4 نقطة.

ويتم استعراض توفر الخدمات الصحية والطبية وفقا لمعدل وفيات الأطفال الذي يولدون أحياء ومعدل طول الأعمار. وكما هو متوقع فإن أعلى نسبة وفيات أطفال هي في شمال إسرائيل بينما أدنى نسبة هي في منطقة تل أبيب ووسط إسرائيل. ويظهر من التقرير أن نسبة وفيات الأطفال في شمال وجنوب إسرائيل هي 6ر4 طفل لكل 1000 ولادة طفل حي. وفي منطقة القدس، ذات الأغلبية الحريدية والعربية، تبقى نسبة وفيات الأطفال المولودين مرتفعة وهي 1ر4 لكل ألف ولادة. وتنخفض هذه النسبة في وسط إسرائيل إلى 3ر2 لكل ألف مولود وإلى 1ر3 في تل أبيب.

وفيما يتعلق بمتوسط طول الأعمار فإن القدس احتلت المكان الأول، حيث يصل متوسط طول الأعمار فيها إلى حوالي 80 عاما وفي وسط إسرائيل 8ر79 عام وفي تل أبيب 4ر79 عام وفي حيفا 5ر78عام وفي منطقة جنوب إسرائيل 78 عاما وفي شمال إسرائيل 9ر76 عام. أي أن الفرق في متوسط طول الأعمار بين القدس وشمال إسرائيل هو 3 أعوام.

وأشار التقرير إلى وجود علاقة بارزة في إسرائيل، كما هي الحال في أي مكان آخر، بين الوضع الاجتماعي - الاقتصادي والوضع الصحي. ففي تل أبيب يوجد 4ر18 عامل في المهن الطبية لكل ألف نسمة؛ القدس – 4ر16؛ حيفا ووسط إسرائيل - 2ر16؛ شمال إسرائيل - 2ر11 وفي جنوبها 10 عاملين في المهن الطبية لكل ألف نسمة. كذلك فإن نسبة الأطباء الأخصائيين في وسط إسرائيل أعلى منها في شمال وجنوب إسرائيل.

كذلك فيما يتعلق بعدد الأسرة في المستشفيات لكل ألف نسمة، تشير المعطيات إلى أنه في القدس يوجد 6ر2 سرير لكل ألف نسمة؛ حيفا - 4ر2؛ تل أبيب - 3ر2؛ وسط إسرائيل - 1ر2؛ شمالها - 7ر1 وفي جنوبها 1ر1 سرير لكل ألف نسمة.

وتظهر الفروق أيضا في عدد المعدات الطبية المتطورة، التي يتم التعبير عنها من خلال جهازي MRI وCT. ففي منطقة شمال إسرائيل يوجد جهاز MRI واحد لكل مليون و185 ألف نسمة، وفي الجنوب جهاز واحد لكل 686 ألف نسمة، وفي وسط البلاد يوجد جهاز واحد لكل 603 آلاف نسمة، وفي حيفا يوجد جهاز لكل 483 ألف نسمة، وفي القدس يوجد جهاز لكل 275 ألف نسمة وفي تل أبيب يوجد جهاز واحد لكل 207 آلاف نسمة.

وتطرق التقرير إلى المسافة بين مكان السكن والمستشفيات. وتبين أن متوسط المسافة بين مكان السكن والمستشفى هو 9ر132 كيلومتر، وفي منطقة حيفا 6ر100 كيلومتر، وفي جنوب إسرائيل 2ر92 كيلومتر، وتبعد المستشفيات عن المستوطنات في الضفة 9ر46 كيلومتر بالمتوسط، وفي القدس 4ر37 كيلومتر، وفي وسط إسرائيل 3ر36 كيلومتر، وفي تل أبيب 7ر29 كيلومتر.

وأشار التقرير إلى أن عدم توفر الخدمات الصحية في جنوب وشمال إسرائيل يتفاقم باستمرار. والمعطيات المذكورة أعلاه تدل على اتساع الفجوات في توفير هذه الخدمات. ولفت التقرير في هذا السياق إلى أن احتمال عمل طبيب من جنوب البلاد في وسطها أعلى من الاحتمال المعاكس. ففي تل أبيب يوجد أكثر من 2ر4 طبيب لكل ألف نسمة، بينما تنخفض هذه النسبة إلى 2ر2 تقريبا في شمال وجنوب إسرائيل.

وتطرق التقرير إلى توزيع الميزانيات في المجال الصحي على المناطق في إسرائيل مقارنة مع الاحتياجات المناسبة من الميزانيات لكل منطقة. ويظهر من هذه المعطيات أن القدس تحتاج إلى 11% من الميزانية بينما يتم إعطاؤها 19% من ميزانية الصحة. وينبغي منح منطقة تل أبيب 19% من الميزانية لكن يتم إعطاؤها 21%، ومنطقة حيفا تحتاج إلى 12% بينما يتم إعطاؤها 18% من الميزانية. أما منطقة شمال إسرائيل فتحتاج إلى 15% من الميزانية لكن يتم إعطاؤها 13% من الميزانية، ومنطقة جنوب إسرائيل بحاجة إلى 17% من الميزانية لكن يتم إعطاؤها 11% فقط.

الجدير بالذكر أن غالبية السكان في شمال إسرائيل عربية، كما أن المدن والبلدات اليهودية أقرب إلى المستشفيات من البلدات العربية. كذلك فإن قرابة 40% من سكان جنوب إسرائيل هم عرب وتجمعاتهم السكنية بعيدة عن المستشفيات والمراكز الطبية الموجودة جميعها في المدن اليهودية وأبرزها بئر السبع.