شركة الغزل والنسيج الاولى في الييشوف اليهودي. أقيم مصنع الشركة في منطقة مستوطنة قريات أتا(التي اقيمت على اراضي القرية العربية كفر عطا) بالقرب من مدينة حيفا على يد اريخ موللر وذلك في عام 1934.
وتعاقدت ادارة الشركة مع الجيش البريطاني خلال الحرب العالمية الثانية على تزويد الجيش باحتياجاته من الملابس العسكرية والرسمية. وساهمت عملية تزويد الجيش البريطاني بالملابس العسكرية في تحسين الاوضاع الاقتصادية للمصنع ولمصانع اخرى اقيمت في الفترة ذاتها.
ولما اقيمت اسرائيل في عام 1948 تعاقدت الحكومة الاسرائيلية مع ادارة المصنع على تزويد الجيش الاسرائيلي بما يحتاج اليه من ملابس عسكرية ورسمية. واعتبر المصنع الشركة الوحيدة التي تقوم بتصنيع الملابس الشعبية والرسمية معا.
وعرفت ملابس الشركة باللون الخاكي، حيث تألف الزي العام من بنطال وقميص وقبعة باللون ذاته. وارتدى افراد المجتمع الاسرائيلي كله تقريبا من اللون ذاته ومن منسوجات الشركة المذكورة. اما ملابس العمال في كل المصانع الحكومية والهستدروتية فكانت باللون الكحلي.
وحافظت الشركة على قوة تسويق عالية في السوق المحلي في اسرائيل، حتى ان شركات اخرى لانتاج انواع اخرى من الملابس كانت تتعاقد مع شركة أتا لتسويق بضائعها ومنتجاتها.
ولكن تحولات جذرية بدأت تعصف بالشركة، خاصة عدم قدرتها على مواجهة التقدم في صناعات الاقمشة عالميا ومحليا وارتفاع مستوى المعيشة في اسرائيل وتغير توجهات المجتمع نحو الجديد من الملابس.
وامتازت حوانيت بيع منتجات اتا في كافة مدن وقرى اسرائيل بالعرض الموحد في واجهات العرض.
واستمر العمل في مصانع الشركة المذكورة حتى عام 1985 عندما قرر مجلس ادارتها بيع الشركة الى مستثمرين من القطاع الخاص، فحدث نزاع عمل كبير قاده عدد من زعماء العمال في المصنع. إلا أن هذا النزاع لم يثمر كثيرا، إذ تم التوصل الى اتفاقيات مع العمال بخصوص حجم التعويضات المستحقة لهم. وأعلن رسميا عن اقفال الشركة وتحويل منشآتها الى مراكز تجارية كبرى، أو إلى محلات لبيع منتجات نسيجية اخرى نافست منتجات اتا.
وتحولت شركة أتا الى رمز من رموز تأسيس مجتمع متساو الحقوق في اسرائيل من منطلقات اشتراكية صرفة، إلا أن هذا التوجه لم يتمكن من الصمود بوجه رياح العولمة والخصخصة التي عصفت باسرائيل وما تزال.