مدينة مركزية في إسرائيل، تقع على السهل الساحلي. تعتبر المدينة الثانية من حيث عدد سكانها بعد القدس، إذ يبلغ عدد السكان فيها حوالي 370 ألف نسمة.
كانت مدينة يافا الفلسطينية هدفاً اساسياً للمهاجرين اليهود لوجود ميناء فيها، وذلك في أواخر العهد العثماني إذ بلغ عدد اليهود فيها ما يقارب 11 الف نسمة، أي ما يساوي ثلث السكان في يافا. ولكن كثيرين من اليهود الذين نزلوا في يافا لم يتمكنوا من البقاء فيها بل انتقلوا للعيش في أماكن أخرى من فلسطين، وكذلك فإن خوف اليهود من العيش مع العرب في يافا كان أحد الدوافع إلى اقامة تل أبيب بالجوار منها للاستفادة من الميناء والموقع، أضف إلى ذلك المخطط للسيطرة المستقبلية على القدرة الاقتصادية الموجودة في يافا.
أُقيمت تل-ابيب أولاً بشكل حارة سكنية عرفت باسم (احوزات بايت) وذلك العام 1909، ثم حملت الاسم (تل-ابيب) العام 1910. أما مصدر الاسم فيعود إلى ترجمة كتاب هرتسل (التنويلاند) (ورد الاسم تل-ابيب في سفر حزقيال النبي بأنه اسم لمدينة في بابل سكنها المسبيون من اليهود).
أنشئت (أحوزات بايت) كحارة سكنية فقط، ولم يكن فيها أي مركز تجاري سوى بعض الشوارع والأزقة، وبنيت في أقصى الحارة مدرسة (جمناسيا هرتسليا)، وهي المدرسة العبرية الأولى الحديثة في فلسطين.
بلغ عدد بيوت الحارة حتى اندلاع الحرب العالمية الأولى 140 بيتا فقط، وخلال الحرب المذكورة منعت السلطات التركية الحاكمة اليهود من إضافة بيوت أخرى، بل إن هذه السلطات قامت بنفي السكان اليهود من هذه الحارة ومن يافا إلى مواقع أخرى بسبب الشكوك التي دارت حول تعاون اليهود مع الانكليز أعداء تركيا.
ولما احتل الانكليز فلسطين سمحوا لسكان الحي وليهود يافا بالعودة إلى بيوتهم، وشهدت تل-ابيب نمواً وازدهاراً كبيرين في مطلع العشرينيات، وتحديداً العام 1921، وغادر كثير من اليهود الساكنين في يافا إلى تل ابيب بعد الحوادث التي وقعت في العام نفسه بين العرب واليهود.
ازداد عدد اليهود في تل-ابيب من 3600 العام 1914 إلى 34000 العام 1925 وأصبح العدد العام 1936 ما يقارب 120 ألف يهودي بتأثير موجة الهجرة الكبيرة لليهود القادمين من المانيا. وأصبحت تل-ابيب في السنة ذاتها، أي 1936 أكبر مدينة في فلسطين. وشهدت المدينة أثر هذه الزيادة الكبيرة في السكان نمواً تجارياً وصناعياً وثقافياً، إذ فُتحت المدارس والكليات وانشأت المصانع والمشاغل وبنيت مراكز تجارية جديدة وكبيرة على الطراز الغربي، وأخذت هذه المدينة تستقطب الحركة التجارية والصناعية في فلسطين.
وأُقيم ميناء صغير في تل-ابيب أثناء الثورة الفلسطينية بإدّعاء أن اليهود ليس بإمكانهم الاستفادة من خدمات ميناء يافا بسبب سيطرة العرب الفلسطينيين عليه، ولكن هذا الميناء لم يتطور ليصبح ميناء كبيراً لعدم تجهيزه بشكل ملائم. وأُغلق هذا الميناء بعد قيام اسرائيل كما وأُغلق ميناء يافا وجعل الأول لليخوت والثاني ميناء صيادين.
لعبت تل-ابيب دوراً بارزاً خلال فترة الانتداب البريطاني من حيث استقبالها لليهود المهاجرين إلى فلسطين وأيضاً لتهريب الاسلحة إلى العصابات اليهودية التي اتخذت تل-ابيب مقراً للانطلاق منه إلى تنفيذ العمليات التخريبية ضد الانكليز والعرب الفلسطينيين.
دافع أهالي يافا العرب عن مدينتهم أثناء الهجوم الذي نفذته عصابة (الهاغاناه) ابتداء من أواخر العام 1947 إلى أن تم تهجير معظم عرب يافا في أيار 1948 عندما تم الاعلان عن قيام اسرائيل في 15 ايار، وكان الاعلان في تل-ابيب. وكانت تل-ابيب عاصمة اسرائيل غير الرسمية أو المؤقتة حتى العام 1950 عندما قررت الحكومة الاسرائيلية نقل مقرها إلى القدس. وتم ضم يافا إلى منطقة نفوذ بلدية تل-ابيب في العام 1950. وقامت السلطات البلدية والهيئات الحكومية وفي مقدمتها وزارتا الاستيعاب والإسكان بتوطين اليهود المهاجرين في بيوت العرب أهالي يافا الذين جرى طردهم. وشهدت أحياء يافا عمليات هدم واسعة للبيوت والمحلات التجارية التي كانت تابعة للعرب، وأُقيمت في مكانها مبانٍ سكنية أو تجارية.
معظم السفارات موجودة في تل-ابيب، إلاّ بعض السفارات التي نقلت إلى القدس وعددها قليل، وذلك جراء وضعية القدس القانونية.
تعتبر تل-ابيب مركز وعصب الحياة للمجتمع الاسرائيلي ففيها المؤسسات المركزية سواء التعليمية أو الاقتصادية.
أما العرب أهالي يافا فأُلحقوا بتل-ابيب ويبلغ عددهم حوالي 25 ألف عربي. تعاني الاحياء العربية من نقص في الخدمات التعليمية والاقتصادية والاجتماعية، إضافة إلى المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي يعاني منها المجتمع اليافي. ولا توجد أية خطط لتطوير الاحياء العربية أو لايجاد حلول للضائقة السكنية، وذلك بسبب سيطرة السلطات المحلية والحكومية على الأراضي.