أحد كبار علماء الاجتماع في إسرائيل. ولد في رومانيا في العام 1939، وأصيب في طفولته بشلل نصفي سبب له صعوبات في المشي والكلام. هاجر مع والديه إلى إسرائيل في العام 1952 وسكن في مدينة نتانيا.
نال درجة الدكتوراه من الجامعة العبرية حول أطروحة بعنوان" تأثير العوامل الإقليمية والأرضية في الصراع اليهودي ـ العربي على بناء المجتمع اليهودي في فلسطين من بداية الاستيطان وحتى ما بعد حرب حزيران 1967".
كان كيمرلينغ من أوائل علماء الاجتماع الإسرائيليين الذين درسوا وحللوا المجتمع الإسرائيلي بواسطة نظريات وطروحات ما بعد الكولونيالية. ووصف وصول يهود شرقي أوروبا إلى فلسطين كمستوطنين جاؤوا إلى مستعمرة بعيدة. هؤلاء المستوطنون شرعوا بترحيل وتهجير السكان الأصليين، واحتلوا الأراضي التي كانت بحوزتهم وملكيتهم. ووصف كيمرلينغ تكون شعب فلسطيني منطلقا من مشاركة الفلسطينيين في الثورة السورية ضد حكم إبراهيم بن محمد علي باشا أثناء الاحتلال المصري لسورية في 1834.
وطرح كيمرلينغ بقوة وجرأة معينة فكرة استيلاء الاشكناز على إسرائيل في مواجهة موجات هجرة اليهود الشرقيين من البلاد العربية والإسلامية. ووجه انتقادا لاذعا إلى مشروع بن غوريون الداعي إلى دمج كافة الجاليات اليهودية المهاجرة إلى إسرائيل في مجتمع جديد، وهذا ما اسماه بن غوريون بـ "أتون الصهر"، حيث يعتقد كيمرلينغ أن حقوق الفرد وحقوق الجماعة المهاجرة من البلاد العربية والإسلامية قد دمرت وتم تفتيتها بطرح الهيمنة الاشكنازية على كافة مرافق إسرائيل البشرية والاقتصادية وسواها. ويعتقد كيمرلينغ أن مشروع الدمج فشل فشلا ذريعًا في أعقاب الفشل العسكري والسياسي في حرب اوكتوبر 1973 ووصول حزب الليكود إلى الحكم بقيادة مناحيم بيغين في العام 1977. كل هذه الأحداث وغيرها ساهمت في تراجع التجانس بين شرائح المجتمع الإسرائيلي وبروز التقاطب والتعددية الثقافية والاجتماعية وتقلص الفكر الأيديولوجي الذي كانت ترفع لواءه الأحزاب الأيديولوجية ـ الصهيونية بوجه خاص.
نشر كيمرلينغ مجموعة من الدراسات الاجتماعية والتاريخية القيمة والمهمة والتي أثارت نقاشا أكاديميا وشعبيا حادين، ومنها كتابه "الفلسطينيون ـ صيرورة شعب" بالمشاركة مع يوئيل شموئيل مغدال، وترجمه إلى العربية المرحوم محمد حمزة غنايم. وصدر عن "مدار"، رام الله، 2001.
توفي كيمرلينغ في 20 أيار 2007 في القدس.