عقبات واحتمالات
أوائل تموز/ يوليو 2015
كانت جلسة الهيئة العامة للكنيست، مساء يوم الاثنين 29 حزيران/ يونيو 2015، التي بحثت طلب الحكومة برئاسة بنيامين نتنياهو، سحب صلاحيات مسؤول قيود الاحتكارات في وزارة المالية، بما يتعلق بحقول الغاز، واضطرار نتنياهو الى سحب الطلب بعد بدء مناقشته وقبيل التصويت عليه، بسبب تمرد نواب ووزراء، علامة على بدء اصطدام الحكومة بواقع ائتلافها الهش في البرلمان، 61 نائبا من أصل 120 نائبا.
وفي ندوة جرت يوم السبت 4 تموز/ يوليو 2015، قال رئيس حزب "يسرائيل بيتينو" أفيغدور ليبرمان، إن حكومة نتنياهو لن تصمد حتى نهاية العام الجاري 2015، عند طلبها اقرار الموازنة العامة للعامين الجاري والمقبل 2016.
وفي ما يلي ملخصا لفرص وعقبات انضمام كل واحدة من الكتل "يسرائيل بيتينو" (6 مقاعد)، و"المعسكر الصهيوني" (24 مقعدا)، و"يوجد مستقبل" (11 مقعدا).
الكتلة | العقبات | الاحتمالات وشكل تطبيقها |
"يسرائيل بيتينو" |
- يعترض أفيغدور ليبرمان على مضمون الاتفاقيات مع كتلتي المتدينين المتزمتين "الحريديم": "شاس" و"يهدوت هتوراة"، التي ألغت كل القرارات والقوانين، التي اتخذت في حكومة نتنياهو السابقة الـ 33، ومنها فرض الخدمة العسكرية الالزامية على شبان الحريديم تدريجيا، وتقليص ميزانيات المعاهد الدينية لهذا الجمهور. - ليبرمان جاهر بالاعتراض، وهاجم الاتفاقيات علنا، وفي هذه الايام شرعت الحكومة في قوننة كل واحد من بنود الاتفاقيات. - العقبة غير المعلنة، أن ليبرمان كان في الحكومتين السابقتين الشخصية القوية، بينما عرف بعد تلقيه ضربه وهبوط تمثيله البرلماني الى النصف، أنه لن يكون بذات المكانة التي تمتع بها حتى تشكيل هذه الحكومة. |
- تبقى "يسرائيل بيتينو" الكتلة الأسهل لضمها الى الائتلاف بسبب التناغم السياسي المتطرف. - بسبب أزمة الغاز، قد تمارس ضغوط "خفية" من وراء الكواليس، من حيتان المال على ليبرمان. - ليبرمان يراهن في هذه المرحلة على ترتيب أوراقه من جديد، ليضمن بقاءه على الساحة السياسية بعد أي انتخابات مقبلة. |
"المعسكر الصهيوني" بزعامة يتسحاق هيرتسوغ وتسيبي ليفني |
- الخلاف الظاهر بين كتلة "المعسكر الصهيوني" وحزب "الليكود" ومعه حليفه "البيت اليهودي"، يتركز في الملف السياسي والمفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية، وثانيا نية نتنياهو في السيطرة أكثر على جهاز القضاء، وايضا على وسائل الإعلام الكبرى. - هناك تناقضات كبيرة بين توجهات كل واحدة من الكتلتين، في قضايا داخلية كثيرة. - توزيع المناصب الوزارية على شركاء الائتلاف القائم، لا يسمح بضم كتلة بحجم "المعسكر الصهيوني". |
- جرى الحديث عن احتمال اقامة "حكومة وحدة" بعد الانتخابات، ولكن الواقع القائم نسفها. - لعب نتنياهو في دورات سابقة مناورات لشق كتل برلمانية، لضمان بقاء حكومته، والوضع القائم اليوم يُصعّب عليه تكرار المناورة. - ضم هذه الكتلة يستوجب اخراج "البيت اليهودي" في الائتلاف وبناء حكومة جديدة كليا. - في حال انضمام الكتلة ستكون في حالة تصادم مستمر مع كتلة "الليكود"، بسبب تضارب المواقف والتوجهات |
"يوجد مستقبل" برئاسة يائير لبيد |
- الخلاف الأساسي بين "يوجد مستقبل" والحكومة القائمة، يتركز أساسا في الاتفاقيات مع كتلتي "الحريديم"، وتصنيف "يوجد مستقبل" كـ "الخصم الاقوى" للحريديم. - نتنياهو يفضل "الحريديم" كونهم أكثر اخلاصا للائتلاف الحكومي الذي يشاركون فيه، كما أن عدد أعضاء الكتلتين معا، 6 و7 نواب، (13 نائبا) أكبر من كتلة "يوجد مستقبل" (11 نائبا) |
- لا يوجد خلاف سياسي بين "يوجد مستقبل" والحكومة القائمة. - الاعتراض الأساس على ضم الكتلة سيكون من الحريديم. - انضمام الكتلة على أساس ما هو قائم، ينهي وجود "يوجد مستقبل" مبكرا |
استنتاجات مرحلية:
بناء على ما تقدم فإنه:
1- سيكون من الصعب على بنيامين نتنياهو أن ينجح في توسيع قاعدة ائتلافه القائم، على الأقل حتى انتهاء الدورة الصيفية للكنيست، يوم 29 تموز/ يوليو الجاري.
2- الحكومة ستنهمك في الاسابيع المقبلة، في انجاز مشروع الموازنة العامة للعامين الجاري والمقبل 2016.
3- الميزانية ستقدم للكنيست للتصويت عليها بالقراءة الأولى خلال العطلة الصيفية، في الاسبوع الأول من شهر أيلول/ سبتمبر المقبل.
4- مواصفات الميزانية تقريبا متفق عليها بين مركبات الائتلاف الحاكم، إذ أن خطوطها المركزية ظهرت في اتفاقيات الائتلاف.
5- مصلحة مركبات الائتلاف أن تمرر الموازنة دون قلاقل، فكل واحدة منها ستحقق مصالح مالية واجتماعية واضحة.
6- حتى شهر تشرين الثاني/ نوفمبر، سيكون الكنيست ومعه الحكومة مشغولان بإقرار الموازنة نهائيا.
7- بعد الانتهاء من اقرار الميزانية، ستبدأ مواجهة الحكومة لسلسلة من القضايا الداخلية، منها ما يتعلق بعلاقة الدين بالدولة، وسلسلة مشاريع قوانين باتت مدرجة على جدول أعمال الكنيست، يضاف اليها ضغط مباشر من كتلة "يسرائيل بيتينو"، للتصويت على مشاريع قوانين عنصرية، ليست الحكومة معنية في هذه المرحلة بسنها، إلا أن "يسرائيل بيتينو" سيواصل محاولة اختراق الائتلاف.
استثناءات لما تقدم:
1- في حال وقع انفجار عسكري على أي من الجبهات، فإن حسابات الائتلاف والمعارضة ستتقلب، ولأكثر دقة، فإن كتلا برلمانية ستستغل "الانفجار" لتتجاوز عقبات تُحرجها أمام جمهور ناخبيها.
2- كتل المعارضة المرشحة لدخول الائتلاف، لا تخوض مسارا صداميا. وكما علّمت التجربة البرلمانية، فإن هذا يبقي الباب مفتوحا لاحتمالات وجود مفاوضات، أو جس نبض، من وراء الكواليس.