ولد افنير شيمشيليفيتش (اسمه الاصلي) العام 1884 في بولتافا- اوكرانيا. من زعماء
وقياديي (بوعالي تسيون)(عمال صهيون) و(أحدوت هعفودا) (اتحاد العمل ) و(مباي). انضم إلى المدافعين عن اليهود في روسيا اثناء الاضطرابات العام 1905. وهذا الوضع دفعه مع مجموعة أخرى من الاصدقاء إلى تأسيس (بوعالي تسيون) في روسيا. واضطر بن تسفي إلى الهرب إلى فيلنا بعد أن اكتشفت الشرطة الروسية أسلحة في بيت والديه. ثم هاجر إلى فلسطين العام 1907، وسرعان ما اصبح من القياديين لـ (بوعالي تسيون) الى جانب بن غوريون. أسس وحرر مجلة (أحدوت)، ومن المساهمين في إقامة الكلية العبرية الأولى في القدس (جمناسيا يروشلايم ). توجه برفقة دافيد بن غوريون إلى اسطنبول العام 1912 لدراسة الحقوق، وذلك بهدف التعمق في قوانين هذه الدولة التي من المزمع السعي إلى إنشاء الدولة اليهودية على أراضيها. عند إندلاع الحرب العالمية الأولى عادا إلى فلسطين إلاّ أنّ السلطات التركية طردتهما منها بسبب الشكوك التي دارت حولهما، فتوجها إلى الولايات المتحدة حيث أسسا فيها حركة (هحالوتس)، وعملا جاهدين إلى تجنيد شباب يهودي للانخراط في الكتيبة العبرية إلى جانب الجيش البريطاني في الحرب العالمية الأولى، فانضما الى الكتيبة الأميركية المقرر ان تتوجه إلى الشرق الأوسط وتنضم إلى القوات العسكرية البريطانية.
بعد أن وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها استقر بن تسفي في القدس وكان من المؤسسين لحزب (أحدوت هعفودا) والهستدروت العامة ثم مساهماً في تأسيس حزب (المباي). عين من قبل المندوب السامي الأول على فلسطين السير هربرت صموئيل عضواً في المجلس الاستشاري لسنتي 1920 و 1921، وفي الوقت نفسه كان من الأعضاء البارزين في عصابة (الهاغاناه) في مجلس القيادة العليا في القدس. انضم إلى اللجنة الوطنية اليهودية (هفاعاد هلئومي) وبقي فعالاً فيها إلى حين إعلان قيام اسرائيل العام 1948، وكان في الفترة بين 1931 و 1945 رئيساً لهذه اللجنة. واختير مرات عدة للمجلس البلدي في القدس، وكذلك تبوأ عدة مناصب ومهام في الحركة الصهيونية سواء في فلسطين او في بعض بلدان العالم حيث يتواجد اليهود.
كان عضواً العام 1948 في مجلس الشعب ومجلس الدولة المؤقت وكان من الموقعين على وثيقة استقلال اسرائيل في العام نفسه. انتخب للكنيست الاولى والثانية من قبل حزب (مباي) الذي أدرجه بين أوائل مرشحيه في القائمة الانتخابية لانتخابات الكنيست. وانتخب رئيساً لإسرائيل العام 1952 خلفاً لرئيسها الأول حاييم وايزمان. وجددت ولايته رئاسته للمرة الثانية العام 1957 وبقي حتى العام 1962.
تجدر الإشارة هنا الى ان بن تسفي هو الذي صاغ شكل منصب الرئيس في اسرائيل بكونه غير سياسي، فمن اللحظة التي يصبح فيها رئيساً لا يخضع الرئيس للعمل السياسي والحزبي، فهو رئيس لكل الاسرائيليين.
واهتم بن تسفي بالابحاث المتعلقة بتاريخ فلسطين وتاريخ اليهود، وأظهر اهتماماً في مجال الآثار القديمة، وأنشأ العام 1948 (معهد بن تسفي) لدراسة تاريخ اسباط بني اسرائيل. وما زال المعهد يقوم بنشر دراسات وابحاث في المجالات التاريخية. قام بن تسفي بنشر عدد من الدراسات والابحاث التاريخية والاثرية.