الحروف الأولى من الكلمات العبرية (بيت يعقوب لخو فانليخا) ( يا بيت يعقوب هلمّ فنسلك في نور الرب) حسبما ورد في سفر اشعياء (2/5).
هذه حركة يهودية أولت اهتماماً بتنظيم هجرة الشبان اليهود إلى فلسطين، وخاصة أنها عملت في أوساط الطلاب اليهود الروس الجامعيين.
تأسست في روسيا العام 1882 في أعقاب الاضطرابات التي حصلت لليهود في روسيا، ومن أبرز الأهداف التي نادت بها هذه الحركة: صحوة سياسية وقومية واقتصادية لليهود في (أرض اسرائيل)، والعمل من أجل إحياء التراث اليهودي واللغة العبرية فيها. ولتنظيم العمل بهدف تجنيد الشبان اليهود أقامت حركة البيلو فروعاً في عدة مراكز في تجمعات يهودية داخل روسيا مثل خراكوف وموسكو وأوديسا، ونجحوا في تجميع ما يزيد عن الخمسمائة يهودي، من المثقفين والاشتراكيين الروس الذين أظهروا استعدادهم للهجرة إلى فلسطين (وإحياء التاريخ والوجود اليهودي فيها).
وتمكنت الحركة من نيل تصريح من السلطات العثمانية بالوصول إلى فلسطين وإقامة مستوطنة زراعية تعاونية، وهم بذلك يكونون أوّل مجموعة يهودية تقوم بتنفيذ عملي للفكر الصهيوني. قاد الموجة الأولى من المهاجرين يسرائيل بلكيند.
وصلت المجموعة الأولى إلى فلسطين في تموز 1882 وفيها 13 عضوا، من بينهم فتاة واحدة فقط. وتوجهوا مباشرة الى مكفيه يسرائيل حيث المدرسة الزراعية وطلبوا العمل فيها. وأخذ عددهم بالازدياد يوماً بعد يوم إلى أن بلغ خمسين عضوا. ولما اندلع خلاف بينهم وبين إدارة مكفيه يسرائيل تركوا المدرسة الزراعية المذكورة، فانتقل قسم منهم إلى القدس وعمل في مهن مختلفة من أهمها النجارة، ولكن المردود المالي لم يكن كافياً لإعالتهم، فقرر قسم منهم العودة إلى مكفيه يسرائيل وآخرون انتقلوا الى ريشون لتسيون. وكذلك الحال بالنسبة لأعضاء الحركة في روسيا فقد أُصيبوا بخيبة أمل، وقسم منهم ترك الحركة فانخفض عدد الأعضاء.
ولكن الأعضاء المتبقين في فلسطين أصرّوا على المضي في مشروعهم، فحصلوا على قطعة أرض وأقاموا لهم أول مستوطنة مستقلة وهي (غديرا) العام 1884، وفي غديرا واجهوا مشاكل عديدة لعدم معرفتهم بالعمل الزراعي ولعدم اعتيادهم على جو البلاد، وكاد اليأس يصيبهم لولا مساعدة البارون روتشيلد المالية لهم.
ورغم أشكال الفشل التي تعرض لها (البيلوييم) إلاّ أنهم تابعوا دعوتهم إلى ضرورة احياء التراث اليهودي، ولن يتم ذلك ألاّ بالهجرة إلى فلسطين والاستيلاء عليها. وواجهوا معارضة السلطات العثمانية في مسألة شراء الأراضي ألاّ أنهم عرفوا طرق الاحتيال وسجلوا الأراضي بأسماء يهود غير روس.
وواجهوا أيضاً تحدياً كبيراً عند قدوم موجة الهجرة الثانية، إذ أنّ (البيلوييم) رفضوا قبولهم في مستوطناتهم بإدعاء أنهم لا يعرفون العمل الزراعي وأن أجور العمال العرب أقل منهم، لهذا ظهرت فكرة العمل العبري عند أبناء الهجرة الثانية.
رغم كل ما أصاب حركة (بيلو) من مشاكل وقضايا إلاّ أنّها تعتبر طلائعية في مسألة تحقيق الهجرة اليهودية إلى فلسطين والاستيلاء عليها في ظروف اقتصادية صعبة للغاية، وفي إصرار الأعضاء على أن تكون الهجرة بهدف تشكيل حركة وطنية تعتمد على العمل في الأرض.