عبارة عن تنظيمات محلية مستقلة لمنظمة الهاغاناه في المدن الثلاث الكبرى(تل ابيب، القدس وحيفا)، وكذلك في عدد من
المستوطنات وذلك قبل قيام منظمة الهاغاناه كجسم عسكري قطري شامل في فلسطين. ورأى مؤسسو هذه اللجنة في بداية طريقها أنها تخدم الشئون المحلية ثم لاحقا نُظر إليها بكونها توفر حماية قطرية، أوسع من كونها محلية، وأن القيادة القطرية تملك صلاحيات أوسع من تلك المحلية.
وتألفت اللجان المحلية من شخصيات ذي خلفيات سياسية متنوعة. وعملت اللجنة المحلية كمجلس قيادة في الوقت ذاته، بحيث أن القائد ومساعديه هم الذين شكلوا اللجة ذاتها. ومن بين الأعمال التي قامت بها اللجنة: تجنيد أموال لعقد صفقات لشراء السلاح اللازم محليا، ودفع رواتب القائد المحلي واستئجار مخازن سرية للسلاح، وتجنيد متطوعين للحراسة والتدرب على استعمال السلاح استعدادا للمعارك القادمة التي تخطط لها القيادات.
وكانت اللجنة القطرية التابعة للهاغاناه هي التي تقوم بعملية تعيين قيادات اللجان المحلية. وكانت اللجان المحلية تشارك في المؤتمرات التي عقدتها اللجنة القطرية خلال عشرينيات القرن الماضي لمناقشة قضايا مركزية تهم الييشوف عسكريا وأمنيا. وفي أحد اللقاءات تمت صياغة النظام العام لمنظمة الهاغاناه. ولما بدأت عملية مأسسة الهاغاناه قطريا وسيطرة قيادات عليها حصل تراجع في مكانة ودور اللجان المحلية، بالرغم من أن بعضها استمر في العمل والنشاط.
وخلال الاربعينيات من القرن الماضي عملت الهاغاناه قطريا ومحليا على تجنيد اموال وتبرعات من المجتمع اليهودي في فلسطين لشراء سلاح وتجنيد محاربين ومتطوعين لخدمات مختلفة في معسكرات الهاغاناه المنتشرة في فلسطين، وكذلك لتجنيد محاربين يهود للانخراط في صفوف الجيش البريطاني خلال الحرب العالمية الثانية. وهكذا تحولت اللجان المحلية إلى أجسام مساعدة للجنة القطرية دون أن يكون لها قدرة في التأثير على صنع القرار أو اتخاذه. وهكذا فقدت هذه اللجان من قوتها ونفوذها وصلاحياتها لصالح القيادة القطرية للهاغاناه، وإن بقي بعضها فهو شكلي فقط.
