مشروع مياه في فلسطين على اسم الباحث الاميركي الدكتور فالتير لاودرميلك. وهذا الباحث متخصص في مجال المحافظة على الأتربة والتشجير والتحريج والمحافظة على المياه ومصادرها. ويهدف مشروعه إلى استغلال مياه الجداول والأنهار في فلسطين وجنوب لبنان من أجل تطوير فلسطين.
وقام لاودرميلك بجولة في فلسطين في أواخر الثلاثينيات من القرن الماضي وكتب توصيات نشرها في كتابه (فلسطين - أرض الميعاد). وذكر في كتابه أن إمكانية تحسين تربة وأرض فلسطين كبيرة للغاية بواسطة تأسيس هيئة غور الأردن على غرار هيئة غور تنسي في الولايات المتحدة والتي أُقيمت في أعقاب توصية منه.
أما أُسس مشروعه فتعتمد على تأسيس هيئة إرواء قطرية واسعة للغاية تقوم بري المناطق الشحيحة بالمياه ونتيجة لفوارق في ارتفاعات التلال في فلسطين فيمكن الاستفادة من المشروع لإنتاج الكهرباء.
وقامت الهيئات الصهيونية العاملة في مجال الاستيطان بالاستفادة من توصيات لاودرميلك فتوجهوا إلى أخصائي المياه الاميركي هيس طالبين منه الحضور إلى فلسطين وتحضير مخطط تنفيذي لتوصيات لاودرميلك. واقترح هيس حفر قناة مياه من منابع نهر الأردن وحتى جنوب فلسطين وجلب جزء من مياه نهر الليطاني في لبنان إلى القناة بموجب اتفاق دولي بشأنه. وشمل المشروع جزءاً آخر ألا وهو حفر قناة تربط بين البحر المتوسط والبحر الميت بهدف إنتاج طاقة كهربائية رخيصة، ولكن المشروع لم يخرج إلى حيز الوجود نتيجة الصراع بين اسرائيل والدول العربية المحيطة. إلا أن حكومة اسرائيل قامت بوضع مخطط لمشروع المياه القطري فيها، وهو عبارة عن قناة تنقل مياهاً من بحيرة طبريا إلى منطقة شمالي النقب. وهذا المشروع هو تطوير لمشروع لاودرميلك المذكور، وأيضا أقرت الحكومة الاسرائيلية مشروع ربط البحرين المتوسط والميت بقناة عُرفت باسم (قناة البحار) وذلك العام 1981، إلا أن هذا المشروع جُمّد ثم أُلغي كلية بسبب قلة المصادر المالية لتنفيذه، ولمعارضة من الأوساط السياسية والبيئية.
