نيلي

اختصار للكلمات العبرية الواردة في الكتاب المقدس - العهد القديم :(اسرائيل الابدي لا يكذب)

(صموئيل الاول 29:15).

اسم أطلق على شبكة تجسس يهودية في فلسطين عملت لصالح الانكليز خلال الحرب العالمية الاولى ضد الحكم العثماني، وقام بتأسيس هذه الشبكة التجسسية مجموعة من شبان المستوطنات وفي مقدمتهم الاخوة الكسندر واهارون وسارة اهرونسون.

وتعود اسباب العمل الجاسوسي هذا الى الاعتقاد ان الحكم التركي في فلسطين فيما لو استمر وبقي بعد ان تنتهي الحرب العالمية الاولى فإنه سيؤدي بعملية الاستيطان اليهودي الى مخاطر شديدة. لهذا اعتقد مؤسسو الشبكة انهم اذا قدموا دعماً للجيش البريطاني القادم من الجنوب، أي من الجبهة المصرية نحو فلسطين، ستقدم الحكومة البريطانية فلسطين هدية للصهيونية مقابل هذه الخدمات التي تقدمها (نيلي). وهناك سبب آخر لإنشاء هذه الشبكة وهي قيام السلطات التركية بمضايقة ومطاردة بعض اليهود المشبوهين من قبلها بالتورط في الميول السياسية نحو الحلفاء.

واظهرت هذه الشبكة نشاطا واسعا في فلسطين رغم معارضة اوساط من زعماء وقياديي المستوطنات الذين خافوا من قيام السلطات التركية بالانتقام من المستوطنات حال الكشف عن الشبكة وبالتالي القضاء على النشاط الاستيطاني.

وكانت طبيعة عمل هذه الشبكة تجميع المعلومات حول تجمعات وتحركات القوات التركية وخططها العسكرية وانواع الاسلحة المستخدمة في الجيش التركي. ولم يُظهر الانكليز في البداية حماساً لهذه الشبكة الا انهم وجدوا ان المعلومات التي كانت تنقلها اليهم مفيدة في تحركاتهم، وايضا اثناء المرحلة الاولى من حكمهم في فلسطين.

والواقع ان السلطات التركية نجحت في الكشف عن هذه الشبكة في اواخر العام 1917 عندما اقترب الانكليز من دخول فلسطين، فاضطر قسم من اعضاء الشبكة الى الهرب، واما البقية فحوكموا بالسجن او الاعدام (يوسف ليشنسكي ونعمان بلكيند أُعدما في دمشق، اما سارة اهرونسون فعُذبت ثم اقدمت على الانتحار كي لا تبوح بأسرار جماعتها).

واعتمدت الحركة نقل المعلومات بواسطة سفن مبحرة الى مصر وبالمقابل قاموا بتهريب نقود ذهبية لمساعدة المستوطنات التي تمر بضائقة اقتصادية ومالية خانقة.