تيار الصهيونية- الدينية أمام مفترق طرق حاسم

أحزاب وحركات سياسية

عقد اجتماع تنسيقي بين الجبهة الديمقراطية للسلام المساواة والتجمع الوطني الديمقراطي، وهو الاجتماع الأول الذي يعقد بين الطرفين في السنوات الأخيرة، بحضور اعضاء الكنيست من الجانبين، وأعضاء في القيادتين القطريتين.

 

عقد، بعد ظهر يوم الثلاثاء 6/9/2005، اجتماع تنسيقي بين الجبهة الديمقراطية للسلام المساواة والتجمع الوطني الديمقراطي، وهو الاجتماع الأول الذي يعقد بين الطرفين في السنوات الأخيرة، بحضور اعضاء الكنيست من الجانبين، وأعضاء في القيادتين القطريتين، للتداول في الأوضاع السياسة العامة والمحلية، وقضايا الجماهير العربية والتحديات التي تواجهها، واتفق على توثيق التعاون والتنسيق بين الجانبين في القضايا المتفق عليها، واستمرار الحوار الحضاري حول القضايا المختلف عليها.

وضم وفد الجبهة النائب محمد بركة رئيس مجلس الجبهة الديمقراطية القطري، والنائب عصام مخول السكرتير العام للحزب الشيوعي، وسكرتير الجبهة عودة بشارات، ورئيس كتلة الجبهة في الهستدروت جهاد عقل، واعضاء السكرتارية القطرية بنيامين غونين وكمال ابو احمد وبرهوم جرايسي.

وضم وفد التجمع النائب عزمي بشارة رئيس التجمع الوطني، والنائب جمال زحالقة رئيس كتلة التجمع البرلمانية، والنائب واصل طه، والسكرتير العام للتجمع عوض عبد الفتاح، والدكتور باسل غطاس، عضو المكتب السياسي للتجمع والسيدة إيناس الحاج، عضو اللجنة المركزية للتجمع.

افتتح اللقاء بكلمتين للنائبين بركة وبشارة. في كلمته أكد النائب محمد بركة على أهمية اللقاء الذي يجري بين حركتين سياسيتين اساسيتين بين الجماهير العربية في البلاد، لهما دورهما في الساحة السياسة العامة، وانه لا يجري في اجواء انتخابية وانما بحكم المسؤولية الوطنية التي تقع عاتقنا.

وقال بركة إن الاطارين مرّا بعدة مراحل في العلاقات منها التحالفية والخلافية، وتراكمت في العلاقة بينهما خلال السنوات الأخيرة رواسب ومخلفات سلبية، وتكمن اهمية هذا اللقاء في الشروع بحوار ديمقراطي حول النقاط الخلافية، وبنفس الوقت رفع مستوى وتطوير التنسيق، الى مستوى التعاون في القضايا المتفق عليها، في المعارك الشعبية وفي مختلف القضايا السياسية والاجتماعية، فهذا مشهد حضاري تحتاجه جماهيرنا، لخلق ارضية للحوار الصحي، وهو امر لم يصل بعد الى كافة الفروع، حيث لا تزال هناك بعض الاماكن التي تتميز بالعلاقات السلبية.

وفي كلمته أكد النائب بشارة على أهمية اللقاء، وقال إن المكتب السياسي للتجمع بحث مطولا في التحضير له، وهو يأتي بعد أشهر من التنسيق والتعاون، خاصة على المستوى البرلماني، إذ لم يكن افضل من ان يكون الموقف من خطة فك الارتباط هو المدخل لهذا التنسيق وانهاء مرحلة سلبية في العلاقات وفتح صفحة جديدة، وقال إن المبادرة للقاء قائمة منذ عدة اشهر وقبل ان تلوح في الافق اجواء انتخابية، التي لا علاقة للاجتماع بها.

وقال بشارة انه على كوادر الاطارين ان تستفيد من هذا اللقاء، وعلينا مساعدتها، لبث الأجواء المنتشرة على الصعيد القطري ايضا في مختلف الفروع، خاصة وان العلاقات السلبية التي كانت سائدة بين الطرفين اثرت سلبا على معاركنا الشعبية وبعض أطرنا الوطنية.

ثم جرى نقاش مستفيض وصريح، دام زهاء ساعتين ونصف الساعة، شارك فيه جميع اعضاء الوفدين، وتطرقوا فيه الى ترسبات الماضي وضرورة تجاوزها، وتبادل المجتمعون وجهات النظر في رؤية كل اطار سياسي للآخر، وسبل التعاون وتطويره، خاصة على صعيد الكوادر، وأن الجماهير العربية تنظر بأهمية بالغة لهذا اللقاء وتترقب ما سينتج عنه، وفي نهاية اللقاء صدر بيان مشترك، تطرق الى مختلف القضايا السياسية العامة والخاصة على مستوى الجماهير العربية.

وأكد البيان على استمرار وتطوير التنسيق والحوار البناء بين الجبهة والتجمع، لما فيه مصلحة الجماهير العربية في البلاد، وقضايا السلام العادل والديمقراطية وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية. واتفق الطرفان على أن يجري التعامل مع النقاط الخلافية بينهما في إطار الحوار الحضاري، على مستوى القيادة والقاعدة ووسائل الإعلام، استنادا إلى مفاهيم التعددية السياسية والوطنية.

وتضمن البيان التأكيد على الثوابت الفلسطينية كأساس للحل الدائم في المنطقة، وتوقف عند التحديات والأخطار والمؤامرات السلطوية والعنصرية التي تحاك ضد الجماهير العربية، ومن ابرزها في الآونة الخطيرة مجزرة شفاعمرو التي جاءت نتيجة حتمية لاجواء التحريض العنصري الصادرة اولا من المؤسسة الحاكم ضد العرب، وكذلك الخطة العنصرية لتهويد الجليل والنقب، والسياسة الاقتصادية الموجهة ضد الشرائح الفقيرة والضعيفة، خاصة وان غالبية العرب محسوبة على هذه الشرائح.

وأكد البيان أيضا على وجوب التمسك بلجنة المتابعة للجماهير العربية وتطويرها كقيادة جماعية للجماهير العربية في إسرائيل. واتفق الطرفان على استمرار الحوار بينهما ومع بقية الأطراف في لجنة المتابعة للوصول إلى صيغة متفق عليها، لتعزيز مكانتها وتقويتها وتطوير بنيتها وأساليب عملها.

والتزم الطرفان بصيانة الوحدة الوطنية النضالية للأقلية القومية العربية الفلسطينية داخل إسرائيل، وبالدعوة إلى التصدي لأي محاولة لشق هذه الوحدة من خلال تأجيج وافتعال صراعات طائفية وحمائلية، أو بواسطة عملاء السلطة وأذناب الأحزاب الصهيونية، واتفقا على العمل على اجتثاث مظاهر العنف والتسيب في المجتمع العربي، التي تنمو على ارضية العدمية القومية وعقلية الاستهلاك والتأجيج السلطوي.

ونبّه البيان الى خطورة استفحال مظاهر الانتهازية السياسية ورفع الأحزاب الصهيونية رأسها من جديد في الشارع العربي، وضرورة التصدي للمحاولات البائسة لاعادة الاحزاب الصهيونية الى مدننا وقرانا، خاصة على ضوء حملة الانتسابات المزيّفة بغالبيتها لحزب العمل، او السعي وراء حزب "ياحد- ميرتس"، وحتى وراء احزاب اليمين العنصري وعلى رأسها الليكود.

كما اتفق الطرفان على تعميق المعركة على الديمقراطية في مواجهة التشريعات العنصرية في الكنيست، وعلى إيجاد قواعد أوسع للعمل العربي اليهودي من اجل السلام العادل والديمقراطية الحقيقية والمساواة القومية والمدنية.