أوباما يمهل نتنياهو لتعديل موقفه من الاستيطان وحل الدولتين

وثائق وتقارير

هذا ما يقوله تسفي بارئيل، محرر الشؤون العربية في صحيفة هآرتس، في مقابلة خاصة مع المشهد الإسرائيلي * ويضيف: نحاول متابعة الأحداث في إيران بصورة يومية ورؤية ما الذي يحدث، وبواسطة ذلك نحاول فهم الصورة العامة، وذلك لأن هناك توقعات بأنه ستنشأ عن هذه المظاهرات ثورة تؤدي إلى تغيير النظام الإيراني، لكن الأمور لا تسير على هذا النحو

 

 كتب بلال ضـاهر:

 خفّت حدة المظاهرات، التي جرت في إيران منذ أكثر من أسبوعين احتجاجا على نتائج الانتخابات الرئاسية في تلك الدولة، بعد أن تبين فوز الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، بولاية رئاسية ثانية، وهزيمة منافسه الأكبر، مير حسين موسوي. لكن على الرغم من ذلك، فإن الهدوء النسبي الحاصل الآن لا يعتبر مؤشرا إلى انتهاء الصراع في إيران، بل ربما لا يتعدى كونه تهدئة، ريثما تتضح صورة الوضع وما إذا كان سيتم إجراء تغييرات في البنية السياسية للدولة، إلى جانب إجماع الخبراء على أن شكل النظام الإيراني لن يتغير.

ويتابع السياسيون والخبراء في الشؤون الإيرانية في إسرائيل الأحداث والتطورات في إيران. وقد أطلق السياسيون الإسرائيليون تصريحات ضد النظام الإيراني وأحمدي نجاد، وأيدوا المظاهرات، لكنهم شددوا على تحفظهم من موسوي، لكونه لا يسعى إلى تغيير النظام بل هو جزء منه. وفي هذا السياق تمنى الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيريس، مثلا، أن يزول النظام الإيراني قبل البرنامج النووي الإيراني. فيما قال وزير الشؤون الإستراتيجية والرئيس السابق لهيئة أركان الجيش الإسرائيلي، موشيه يعلون، إن المظاهرات في إيران ستؤدي إلى ثورة على النظام الإيراني، متوقعا سقوطه. واحتج وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، على تقديرات رئيس الموساد، مائير داغان، بأن المظاهرات لن تستمر لوقت طويل. وأبدى باراك انزعاجا منها. وقال إن ما نشهده في إيران الآن ليس بعيدا عن مشهد المظاهرات في طهران في العام 1979، في إشارة إلى الثورة الإسلامية.

لكن الخبراء في الشؤون الإيرانية والمحللين في إسرائيل ينظرون إلى الأمور بصورة مختلفة. وبين هؤلاء محرر الشؤون العربية في صحيفة هآرتس، تسفي بارئيل، الذي تحدث إلى "المشهد الإسرائيلي".

ورأى بارئيل أن الوضع في إيران الآن، بعد أكثر من أسبوعين على بدء المظاهرات الاحتجاجية "لا يزال متحركًا. ونحن نحاول متابعة الأحداث بصورة يومية ورؤية ما الذي يحدث، وبواسطة ذلك نحاول فهم الصورة العامة. وذلك لأن هناك توقعات بأنه ستنشأ عن هذه المظاهرات ثورة تؤدي إلى تغيير النظام الإيراني. لكن الأمور لا تسير على هذا النحو. فإيران تمر الآن في عملية تحتم على السلطة القيام بعمل ما فيما يتعلق بتحسين حال حقوق المواطن والبنية السياسية للدولة أيضا. وليس واضحا بعد وجهة التطورات الحاصلة هناك، لكن ستجري عملية مفاوضات طويلة، وليس بالضرورة أن يتم التوصل إلى حل للوضع الإيراني الداخلي من خلال التطورات الحالية المتمثلة بالمظاهرات، بل ربما تمتد عملية التغيير حتى الانتخابات الرئاسية المقبلة".

(*) "المشهد الإسرائيلي": ما هو توازن القوى بين الجهات المختلفة في إيران، وهل تشكل الأحداث الأخيرة خطرا على جهات معينة، مثل مكانة المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، علي خامنئي؟

بارئيل: "لا أعتقد أن هذه الأحداث تشكل خطرا على مكانة خامنئي، لكننا نرى، الآن، أنه أبدى ليونة معينة وأعرب عن استعداده لإعادة فرز عشرة بالمئة من صناديق الاقتراع. وهناك مفاوضات تجري الآن بين موسوي وخامنئي، أو مع مستشاري الأخير، حول كيفية فرز الأصوات. وهذا يعني أن ثمة استعدادا للتوصل إلى تسوية بدون حدوث صدام. وينبغي أن نفهم أن ما جرى في الشارع الإيراني لم يعكس قوة الحرس الثوري الإيراني. فقوة الحرس الثوري أكبر بكثير مما ظهرت خلال المظاهرات، لكن لم يتم استخدامها. وبالإمكان القول إننا نشهد عملية تفاوض مستمرة، بحيث أن أحد الجانبين يتنازل أكثر والجانب الثاني يتنازل أكثر أو أقل. ولذلك فإن الوضع الذي نراه الآن ليس نهائيًا".

(*) هل توجد إمكانية لإعادة الانتخابات كلها كما يطالب موسوي؟

بارئيل: "يصعب تصديق أن أمرا كهذا سيحصل، لأن إجراء انتخابات جديدة يعني توجيه صفعة ليس لأحمدي نجاد فقط وإنما سيعبر ذلك عن فشل مطلق لخامنئي، الذي قال في خطاب إلى الأمة، قبل أسبوع، إن الانتخابات جرت بصورة جيدة وإن إعادة الانتخابات هي تجاوز لحدود ليس بإمكان أي زعيم أن يقرره".

(*) الادعاء هو أنه تم تزوير الانتخابات. لكن حتى لو افترضنا، جدلا، أنه تم تزوير الانتخابات، فكم بالإمكان التزوير، خصوصًا وأن أحمدي نجاد حصل على أكثر من ستين بالمئة من الأصوات بينما حصل موسوي على أكثر بقليل من ثلاثين بالمئة. وواضح أنه حتى لو تم تزوير أو سرقة بعض الأصوات فإن أحمدي نجاد سيبقى الفائز؟

بارئيل: "هذه هي المسألة الأساسية. فموسوي يدعي أنه جرت عمليات تزوير كبيرة وأنه في مناطق معينة كان عدد المقترعين أعلى من عدد الناخبين المسجلين. وكل موضوع الأرقام هو موضوع هام، ليس حصرا في مسألة التزوير، بقدر من الذي يقول الحقيقة. إن السؤال الأهم ليس ما إذا كان هناك تزوير أم لا، وإنما إذا كانت الانتخابات جرت بشكل سليم أو لا؟. وفي هذا السياق يحاول كل طرف أن يقنع الجمهور بوجهة نظره. وفي حال وافق الطرفان على تشكيل لجنة تحقيق في نتائج الانتخابات، كالتي يقترحها موسوي، فإننا سنرى تهدئة كاملة في إيران، لكن هذا لن يشكل نهاية للمفاوضات السياسية الداخلية في الدولة. وإذا لم يحدث هذا فإننا قد نرى اشتعال الشوارع في إيران مجددا".

(*) ما هي قوة موسوي، المدعوم حاليا من الرئيس السابق، هاشمي رفسنجاني؟

بارئيل: "رفسنجاني أطلق عدة تصريحات في الماضي. فقد كان مرة إلى جانب المحافظين ومرة أخرى إلى جانب الإصلاحيين، لكن رفسنجاني، في الواقع، يؤيد نفسه فقط. وبالنسبة لموسوي فإن لديه قوة في صفوف الشبان وطبقة المثقفين. وهذه قوة هائلة. لكن المشكلة أن هذه ليست مراكز قوى سياسية، إذ ليس لديها مندوبين داخل البرلمان".

(*) هل شاركت الأقليات في إيران في المظاهرات؟

بارئيل: "لست واثقا من ذلك. الجميع يتحدث عن إيران كدولة أقليات. فهناك ربع السكان من الأذريين و8 بالمئة من العرب. لكن الأذريين هم جزء من الدولة، والوضع هناك ليس مشابها للوضع في دولة إسرائيل حيث توجد أقليات، تنظر إلى نفسها إما كأقلية قومية أو أقلية عرقية ويحاولون حماية الأقلية. لكن في إيران، إذا كنا نتحدث عن الأقلية الأذرية، فإن خامنئي هو أذري وكذلك موسوي. ولم أر أن هناك ميزة خاصة للأقليات. وهذا الوضع يسري على العرب في إيران أيضا. فهناك رؤساء أركان للجيش الإيراني من العرب، من إقليم الأهواز".

(*) كانت هناك خلافات في التقديرات بين أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية. فرئيس الموساد، مائير داغان، قال خلال اجتماع للجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، قبل أسبوعين، إن المظاهرات في إيران لن تطول، بينما تقديرات شعبة الاستخبارات العسكرية ترى أن المظاهرات قد تؤدي إلى تغيير النظام. ما سبب هذه الخلافات؟

بارئيل: "أعتقد أن مؤسسة الاستخبارات في إسرائيل، ومؤسسة الاستخبارات الأميركية، فشلتا في توقع ما يحدث في إيران. صحيح أنه صعب جدا التنبؤ بحدوث ثورة أو انقلاب، وليس في إيران فقط. فقد فشلت أجهزة الاستخبارات هذه في توقع انهيار الاتحاد السوفييتي. وحتى أنها لم تتوقع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية ولا نتائج الانتخابات التشريعية الفلسطينية في العام 2006. والسبب هو أن أجهزة الاستخبارات تولي أهمية أقل لمتابعة الأجواء السائدة في تلك الأماكن، وتولي أهمية أكبر لمتابعة تطور البرنامج النووي الإيراني وعدد الدبابات والطائرات المقاتلة في دول مثل إيران وغيرها في الشرق الأوسط".

(*) كيف بالإمكان تفسير تصريحات السياسيين الإسرائيليين المؤيدة للمتظاهرين وموسوي وضد النظام الإيراني، فيما الخبراء في إسرائيل ينظرون إلى النظام في إيران على أنه نظام عقلاني ومتطور؟

بارئيل: "يوجد هنا توجه مزدوج إزاء النظام الإيراني، ليس في إسرائيل فقط وإنما بشكل عام، وهذا توجه أدخله الرئيس الأميركي السابق، جورج بوش. وهو يدعي أنه يوجد في إيران نوعان من القوى السياسية، إصلاحيون ومحافظون راديكاليون، أي أنه يوجد أخيار ويوجد أشرار. وهم ينسون أن الأمور ليست حادة بهذا الشكل، وأن الإصلاحيين في إيران لا يريدون تغيير النظام. كذلك هناك تيارات كثيرة بين المحافظين. والقول إنه يوجد أخيار أو أشرار هو خطأ يرتكبه السياسيون حيال ما يحدث في إيران وفلسطين والعالم العربي، مثل تقسيم العالم العربي إلى معتدلين ومتطرفين. ومن هم المعتدلون؟ هل الرئيس الإيراني السابق، محمد خاتمي، معتدل مثلا؟ إنه رجل دين ويعارض تغيير النظام في إيران".